IMG 20200909 WA0079

انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي بشكل كبير في المجتمع المصري في الآونة الاخيرة، لتصبح هاجسا يرعب الفتيات، نتيجة لما يتعرضن له من إيذاء نفسي وجسدي وما تجدن من تعليقات من المجتمع، باتهامها بأنها هي المسئولة سواء بسبب وجودها في الشارع أو سلوكها أو ملابسها غير المناسبة.

يعتبر التحرش الجنسي من القضايا الساخنة التي تشغل الرأي العام، الذي يتابع عن كثب كافة الإجراءات والتشريعات بشأن المضايقات التي تتعرض لها النساء في العمل، الأماكن العامة، المواصلات، المدرسة، عبر شبكات الانترنت وحتى داخل الأسرة.

حسب دراسات أجراها المركز المصري لحقوق المرأة في عام 2008م، أكدت النتائج أن 83 بالمئة من النساء تعرضن للتحرش في الشارع بصفة يومية واعترف 62 بالمئة من الرجال أنهم يتحرشوا بالنساء.

فما هو التحرش الجنسي؟

هو كل سلوك غير لائق وغير مرحب به، له طبيعة جنسية يجعل الشخص المتحرش به يشعر بالإهانة وعدم الأمان والتهديد، قد يكون مباشر أو غير مباشر، لفظيا أو جسديا، كما قد يشمل الأشخاص من نفس الجنس وليس شرطا أن يكون من شخص من الجنس الآخر.

 التحرش الجنسي
التحرش الجنسي

تعريف المتحرش:

المتحرش هو شخص مضطرب نفسيا وغير سوي يعاني من حرمان أو كبت جنسي أو غير قادر على الزواج.

أسباب التحرش الجنسي:

تتعدد أسباب التحرش الجنسي، من أبرزها:

1- البعد عن الدين والقيم والأخلاق، الفراغ الفكري والعاطفي، عدم احترام حريات الآخرين.

2- الفقر والبطالة وعدم القدرة على الزواج.

3- المشاكل الأسرية والتنشئة الخاطئة، عدم متابعة الأهل لأولادهم وعدم توعيتهم بالثقافة الجنسية، حيث إن المجتمع المصري يتعامل مع هذه النقطة على أنها خط أحمر واستخدامهم للجملة الشهيرة “عيب الكلام في الموضوع دا”.

4- مرض نفسي، حيث إن المتحرش يكون شخص مضطرب نفسيا، كما أنه من الممكن أن يكون قد تعرض للتحرش الجنسي أو الاغتصاب في صغره أو شعوره بعقدة النقص.

5- مشاهدة الأفلام الإباحية وتعاطي الكحول والمخدرات، كما يلعب الفن الهابط الذي يحتوي على مشاهد منافية لعادات ومعايير المجتمع على زيادة تفشي ظاهرة التحرش الجنسي.

6- عدم كفاية العقوبة يجب تعديل القوانين ووضع قانون صارم وعقوبه كبيرة ترهب من تسول له نفسه للتعدي على حدود الغير، تغيير مسمى التحرش إلى إيذاء جنسي.

7- خوف الضحية من انتقادات المجتمع، فالمجتمع ينظر لها على أنها المذنبة، أن الشكوى والبحث عن الجاني لينال عقوبته لن تنال منه سوي الفضيحة وسوء السمعة، مما يجعل المتحرش يزيد ويتمادى في فعله.

وترجع معظم هذه الأسباب لوجود تراكمات من الانهيار الثقافي المستمر وتبعات من الانهيار الأخلاقي والديني وتفكك في العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع.

اقرأ أيضا:المساواة بين الرجل والمرأة… وهم أم حقيقة؟

هل التحرش الجنسي يؤثر على الحالة النفسية؟

لا تترك جريمة التحرش في الغالب أي أثر مادي إلا من ضرر نفسي في نفس الضحية، فالأضرار النفسية التي تلحق بالضحية كثيرة.

التحرش الجنسي
التحرش الجنسي

ومن أبرز التأثيرات النفسية والصحية التي تحدث للضحية:

  • الاكتئاب، القلق، نوبات الفزع، قلة النوم والكوابيس، الخجل والشعور بالذنب وصعوبة التركيز.
  • بالإضافة إلى الشعور بالغضب والعنف تجاه المتحرش، زيادة ضغط الدم، خسارة الثقة بالنفس والناس عموما الانسحاب والانعزال، الشعور بالضغط الناتج عن الصدمة والأفكار لدرجة تصل إلى التفكير في الانتحار.

مَن المُلام في ظاهرة التحرش الجنسي، الشاب أم الفتاة؟

قد تتساءل مَن السبب في التحرش الشاب أم الفتاة والحقيقة أن كلاهما مشترك.

فإن كنت شابا وتقوم بأي نوع من أنواع التحرش الجنسي فأنت يقع عليك جزء كبير من اللوم، أما إذا كنتي فتاة وتتعرضي للمعاكسة أو التحرش الجنسي فيقع عليكِ جزء من الممكن أن يكون كبيرا أو صغيرا، قد لا يقع عليكِ الخطأ ويكون الخطأ كله من الشاب.

ويحاول معظم الشباب باستماتة أن يلقوا ظاهرة التحرش على الفتاة فقط، تعليقهم على الملابس الضيقة التي ترتديها الفتيات، عدم الاعتدال في المشية، الميوعة في الكلام والضحك بصوت عالٍ في الأماكن العامة.

التحرش الجنسي
التحرش الجنسي

ملابس المرأة أياً كانت ليست مبررا للاعتداء على خصوصيتها وحريتها وكرامتها، فالخلل ليس في الملبس وإنما في أخلاق الرجل الذي يطلق عينيه إلى ما لا يملك، فإذا كانت ملابس الفتيات هي السبب فلماذا يتم التحرش بالمنتقبات؟ لماذا يتم التحرش بالأطفال؟ لماذا يتم التحرش بكبار السن؟

ختاماً، فالحديث لا ينقطع مطلقاً حول هذه الظاهرة مهما حاولنا أن نصل إلى حل لعلاج هذه الظاهرة اصطدمنا بمتناقضات كثيرة، على رأسها فهم طبيعة المرأة الغامضة وفك رموزها، فالمرأة بفطرتها تحب أن تكون جميلة، حرصها على مظهرها لا يعني رغبتها في التحرش بها وإنما هي حاجات نفسية تريد إشباعها ،ولا تبرر للرجل فعله المخل بالحياء تجاهها.

وما ينبغي التأكيد عليه هو العودة لتعاليم ديننا الإسلامي الذي أمر المرأة بالستر والرجل بغض النظر، هذا ادعى إلى حفظ النفس والعرض وصون الشرف.

ومن وجهة نظرك عزيزي القارئ مَن المتسبب بهذه الظاهرة؟ وكيف نقوم بمواجهتها؟

اقرأ أيضا:اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة… لستِ وحدك