هناك بردية يعود تاريخها لحكم الملك أمنمحات الثالث عام 1825 قبل الميلاد تدعي بردية كاهون تمثل إنقلابا حقيقيآ لكافة مفاهيم طب أمراض النساء في العصر الحديث لأنها ببساطة تعكس تطورآ مهولا في كيفية فهم هذه الأمراض وعلاجها قبل 3000 عام من الزمن!!
من يقرأ هذه البردية ويفهمها جيداً يجد فيها طريقة عبقرية بحق في معرفة واحد من أهم أسباب العقم عند النساء وهو إنسداد قناة فالوب والغريب أن هذه الطريقة رغم بساطتها وبدائيتها فهي فعالة بشكل مدهش وتلخص الحكمة المصرية المعروفة ” الشاطرة تغزل برجل حمار!”، فالمصري القديم كان بالفعل واسع الحيلة بشكل مدهش ولا تعييه أبداً كثرة العقبات فكان يتغلب عليها بأبسط الطرق وأكثرها مباشرة..هل تدرون ما الوسيلة العبقرية التي استخدمها الأجداد لمعرفة أسباب العقم عند النساء؟…
إنه الثوم..نعم الثوم فقد كان أجدادنا القدماء يضعون فصين من الثوم داخل مهبل الزوجة العاقر ولأن الثوم غني بالزيوت الطيارة وأهمها زيت الالسين فنجد أن هذه الزيوت تذهب إلى عنق الرحم ومن ثم إلى الرحم نفسه من أنابيب فالوب المهبلية ثم إلى التجويف البريتوني – في حالة كون الأنابيب سليمة وغير مسدودة – ثم إلى الدورة الدموية ثم إلى الرئتين ثم إلى الخارج مع التنفس العادي، وبعد ذلك يقوم الطبيب بإستنشاق رائحة نفس الزوجة فإذا كان هناك رائحة ثوم في نفسها فهذا يعني أن الحمل والإنجاب ممكنان أما إذا لم يشم رائحة الثوم في النفس فيعني أن الحمل غير ممكن وأن الزوجة عاقر نظراً لأن إنسداد أنابيب فالوب يعني عدم مرور زيوت الثوم بالدورة التنفسية التي ذكرناها وحين نوقشت هذه المعلومة في أحد المؤتمرات الطبية الكبيرة في النمسا علق عليها البروفسور جرين ارميتاج رئيس المؤتمر بقوله” انا هذا يدل دلالة واضحة على معرفة قدماء المصريين بأدق دقائق الجسم البشري وفن التشريح بكل تفاصيله”.
والآن ماذا بعد؟..هل انتهى الأمر عند أن المرأة عاقر أو أن الحمل لن يحدث أبداً طالما لم نشم رائحة الثوم في أنفساها؟ ..عندئذ أنت لا تعرف الفراعنة جيداً !!
عادة عندما تستمع إلى قصص وإنجازات المصريين القدماء، فإنك تضطر إلى تنحية المنطق جانباً فإنجازاتهم وعلومهم عصّية على التفسير في كافة المجالات حتى وقتنا هذا إلا أن طريقة علاج العقم خاصة عند قدماء المصريين من أغرب ما يكون وهذا لأنها تعتمد في معظمها – كما يقول العلماء- على الجانب السيكولوجي للمرأة وليس الجانب الطبي أو العلاجي، ولذلك فهناك أماكن محددة كان المصريون القدماء يقصدونها خصيصآ بغرض الإنجاب مثل مكان موجود بالمنصورة يسمى «الناووس» ويقصد به قدس الأقداس، وهو عبارة عن كشك حجري يشبه الحجرة الفارغة يذهب إليه الأزواج ليلاً يقضوا ليلتهم به بعدها مباشرة تصبح السيدة حامل( الله اعلم كيف)!!
وهناك طريقة أغرب في علاج عدم الإنجاب أعتقد أن كل الأزواج حالياً يرغبون في تجربتها عدة مرات، وهي أن يقوم الزوج بوضع زوجته بيده داخل أحد المقابر الموجودة بالمعابد أو بالبر الغربي من الفجر وحتى صلاة المغرب من نفس اليوم حيث توضع السيدة العاقر داخل المقبرة وبعد إغلاقها تصاب هذه السيدة بطبيعة الحال بالخوف والذعر والرعب والسرعة الازلية ما يساعدها على الإنجاب.
نحن بالطبع رأينا أثر هذه العادات الغريبة في الثقافة والموروثات المصرية منذ القدم وهي محاولة (خض) المرأة حتى تنجب والغريب أن هذه الوسيلة أثبتت فاعلية ونجاح في كثير من الأحيان وإلا فلما تم إستخدامها بهذه الكثافة منذ القدم؟…
وإلى هنا ينتهي هذا الجزء العجيب من معجزات أجدادنا العجيبة التي ربما لن تنتهي حتى نصاب جميعا بالذعر والخضة إذا وجدنا في النهاية أن كل ما وصلنا له حتى الآن من تقدم وتطور قد وصل له أجدادنا بالفعل..منذ آلاف السنين!!
بقلم:-تامر محمود متولي