إذا أردنا أن يصل حبنا بطريقة سليمة إلى مَن نحب فلا نجعل من ذلك الحب طوقًا نخنق به مَن نحب حتى نصل به إلى أن يكره مَن أحب ويكره نفسه ويكون ذلك الحب بداية للخلافات بدلًا من أن يكون بداية للاتفاق، الوئام.
فلكي يكون تعبيرك عن الحب صحيحًا يجب عليك أولًا وقبل كل شيء أن تفهم طبيعة مَن تحب لتعبر له عن حبك حسب طبيعة لا حسب طبيعتك أنت.
فإذا فهم كل واحد من الطرفين طبيعة الآخر وعبر له عن حبه بالطريقة التي يحبها ، هنا نكون وقينا أنفسنا من خلافات كثيرة.
- أولًا : دعونا نتعرف على طبيعة حب الرجل والمرأة.
وما الأمور التي يحب الرجل أن يجدها في المرأة التي اختارها لتشاركه حياته؟
فطبيعة حب الرجل للمرأة هو حب أنانية واحتياج.
قد يقول البعض أنه ليس كل الرجال حبهم حب أنانية واحتياج.
والذي أقوله لهم أن حب الرجال جميعهم حب أنانية واحتياج.
فهذه طبيعة خلق الله سبحانه وتعالى، الرجال بها ووضع فيهم تلك الغريزة.
قد يتوهم للبعض أن هذا الحب يعتبر حب مشروط.
لا عزيزي القاريء هذا لا يعتبر حب مشروط بل هذه طبيعة خلق الله جميع الرجال بها.
لهذا فعلى المرأة أن تفهم هذا جيدًا وتتعامل وفقًا لهذه الطريقة فالرجل يحب في المرأة أن تكون دائمًا في احتياج له دائمًا له. تشعره بأنها دائمًا محتاجة له ولا تستطيع فعل شيء بدونه.
قد يختلف معي البعض في تلك النقطة، والذي أعنيه أن تشعر المرأة الرجل باحتياجها له ولا أعني أن توقف حياتها عليه، بل الذي أرمي إليه أن تجعل الرجل يشعر بقوامته وقوة وتظهر بعض من ضعفها أمامه وأنه دائمًا في حاجة لوجوده بجانبها، حتى وإن كانت هي بطبيعتها قوية فلابد أن تبقى أمامه ضعيفة ، قد يتوهم للبعض أني أقصد أن تكون المرأة ضعيفة دائمًا أمام الرجل ، الذي أقصده ألا تظهر أمام الرجل بمظهر مَن تعتمد على نفسها في كل شيء حتى يصل إليه أنها لا تحتاجه في أي شيء كأن تقوم بعمل ما يحتاجه أولادها وكل ما يحتاجه البيت دون أن تتطلب منه التدخل.
قد تتخيل المرأة أنها بذلك ، تساعده وتحمل عنه بعض المسئوليات، لا هذا خطأ كبير ،فعلى المرأة دائمًا أن تجعل الرجل يشترك في أي شيء تقوم به.
أما عن المرأة العاملة فمن الضروري أن تطلب من زوجها من الحين للآخر المال الذي تحتاجه،حتى وإن كانت لا تحتاج إلى مال من زوجها هي بذلك تجعله يشعر بأنها دائمًا في حاجه إليه وإنها لا يمكن أن تستغنى عنه وعن كونه مسئول عنها حتى وإن كانت لها أموالها الخاصة بها.
ثانيًا: طبيعة حب المرأة للرجل فالحقيقة إن حب المرأة للرجل هو حب أمان.
وهذا الحب يتحقق مع الرجل الذي لديه أخلاق ومتدين ولا أقصد بالتدين كونه عباد زاهد في الدنيا، لكن الذي أقصده بالتدين هو أن يعرف حق الله ويؤديه وحق العباد فلا يتعدى عليهم وعلى حقوقهم.
فيعرف دينه جيدًا ويؤدي ما عليه من واجبات ويعمل ما له من حقوق.
فإذا تحققت تلك الصفتين في الرجل الذي اختارته المرأة؛ لتشاركه في حياته ويشاركها حياتها.
فإنها سوف تظفر بحب الأمان الذي تحتاجه المرأة، فالذي تريده المرأة من الرجل في حبها له هو أن يشعرها دائمًا بالأمان، وأنه قادر على حمايتها دائمًا، فتشعر المرأة بالأمان عندما يقدرها الرجل ويحترمها أمام الآخرين، ولا يسمح لأحد أن يهينها أو يقلل من قدرها ، وأيضًا كونه يستشيرها في جميع شئون حياته.
فإذا كان الرجل يحب المرأة عليه أن يعبر لها عن حبها بهذه الطريقة.
وهي جعلها تشعر بالأمان معه؛ لأنه إذا فقدت المرأة هذا الشعور بالأمان مع الرجل.
فمهما كان مقدار حب الرجل للمرأة ، فلن تشعر بهذا الحب أبدًا.
فهذه طبيعة خلق الله سبحانه وتعالى المرأة بها.
فإذا فهم كلا الطرفين هذا عن الآخر، وعلم كيف يعبر عن حبه للآخر بالأفعال قبل الكلام نكون بهذا قد وضعنا أساسًا متينًا يصعب هدمه.
نعم فالجانب العاطفي وطريقة التعبير عنه له مكانة كبيرة في بناء بيت وأسرة يصعب أن تتصدع جدرانها.
ثالثًا: كيف يكون التعبير عن الحب في فترة الخطوبة؟
بعد أن علمنا طبيعة حب الرجل للمرأة وطبيعة حب المرأة للرجل فمتى يكون التعبير عن ذلك الحب هل يكون في فترة الخطوبة أو يكون بعد الزواج ؟
لكل شيء وقت وإذا تعجلنا بشيء قبل وقته ذهبت لذة الشيء وزهوته الذي أقصده أن فترة الخطوبة على الطرفين أن يتعرفا على طبيعة الآخر والذي يحبه والذي يكره.
فإذا ما وجد الطرفين أنهما متوافقان مع بعضهما استكمالًا الخطبة بالزواج أم إذا لم يوجد توافق بينهما انتهت الخطبة، لكن ليست الخطبة محلًا للتعبير عن الحب، لكن الخطبة تكون لفهم كل طرف للآخر.
فلكل مقام مقال، لكن قد يقول البعض وكيف يعبر كلا من الخاطب والمخطوبة عن حبه للآخر الذي أقوله أن التعبير عن ذلك يأتي بعد الزواج.
فالخطبة يفهم فيها كل طرف الآخر والطريقة التي يحب كل طرف أن يعبر بها الآخر عن حبه.
لكن الخطبة ليست مجالًا للتعبير عن أي مشاعر ،فمَن استعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه وأوان التعبير عن الحب هو بعد الزواج وليس قبله ،لكن قد يكون التعبير عن الحب في فترة الخطوبة بالهدايا وقد يكون بالسؤال بعدة أمور يكون فيها دليل على الحب والاحترام ويكون فيما ذكرته من طبيعة الرجل في حب المرأة وطبيعة حب المرأة للرجل ،أقصد به أن يفهم كل الطرفين طبيعة الآخر في فترة الخطبة ويأتي التعبير عن ذلك الحب بعد الزواج.
فالتعبير عن الحب بعد فهم كل طرف طبيعة الآخر نكون بذلك قد اتقينا خلافات الطرفين في غنى عنها.
قد يتساءل البعض ما هي الضوابط التي يجب أن يعلمها الطرفين في فترة الخطبة؟ وكيف يتعرف كل طرف على طبيعة أهل الطرف الآخر ؟
كل هذا وأكثر سوف نعمله في الجزء الثالث