images 1

نستعرض في هذا المقال (الجزء الثاني)، من فلسفة أفلاطون والتي تحدثنا عن بعض منها في المقال السابق، هي محاوراته التي نقلها عن معلمه وموجهه سقراط ومن أهم المحاورات التي سنتحدث عنها هي محاورة الجمهورية أو المملكة الفلسفية.

images 10
المُعلم سقراط

“وجه الشبه بين بنيان الدولة والانسان”

يعتبر أفلاطون أن الجسم مقسم إلى ثلاثة اقسام: (الرأس والجذع وأسفل الجسد) ،وأمام كل جزء من هذه الأجزاء صفة أو فضيلة، فمثلاً هدف العقل يجب أن يكون الحكمة، أما الجذع فهو الذي في يقدم الإرادة في شكل الشجاعة، وأسفل الجسد هو الشهوة الذي يجب على كل إنسان ضبطها ليدل على إعتداله، ولا يمكن أن نحصل على إنسان متزن متناغم إلا إذا عملت أجزاءه كلها بشكل فعال ككيان واحد.

إنطلاقاً من هذا تصور أفلاطون دولة تبنى على مثال الإنسان وصورة الأجزاء الثلاثة، فكما يوجد الرأس لدى الإنسان سنجد الحكام الفلاسفة في الدولة، وكما هناك جذع يحمي العقل فهناك للدولة جنود ومحاربين، ومثلما نجد أسفل الجسد هناك الطبقة العاملة كالفلاحين والحدادين والعمال وغيرهم.

يوتوبيا أفلاطون”

إن فلسفة أفلاطون فيما يخص الدولة- ككل فلسفته- تقع تحت طاولة العقلانية فالمهم في المدينة الفاضلة أن يحكمها العقل كما يحكم الرأس الجسد، ولا بد أن حكم المدينة يحاط به الفلاسفة فقط، إن المدينة الفاضلة لدى أفلاطون تشبه إلى حد كبير نظام الطبقات المغلقة في الهند حيث لكل عمله الخاص لمصلحة المجموع.

كان هذا النظام في الهند يضم: طبقة الحكام( الكهنة) طبقة المحاربين، طبقة التجار والمزارعين، واخيراً طبقة الحرفيين والخدم، أما اليوم فإننا نبحث عن مسمي آخر لمدينة أفلاطون الفاضلة وهي الدولة الشمولية( التورتاليتارية).

الطبقات المغلقة في الهند

“النساء تحكم كما الرجال”

يرى أفلاطون أن النساء يتمتعن بنفس القوة العقلية التي لدى الرجال ولكن إذا تربين ونشأن مثلهم تماماً وعدم حصر المرأة في الأعمال المنزلية والزواج ورعاية الأطفال، لقد كان أفلاطون يريد إلغاء الأسرة والملكية الفردية بالنسبة لرؤساء المدينة وحراسها.

كان أفلاطون أول فيلسوف طالب بإنشاء رياض الأطفال والمدارس المشتركة لأنه يرى أن تربية الاطفال شئ خطير جداً ليس من السهل أن يترك لتقدير كل شخص بمفرده، إن نظرته تلك للمرأة نظرة أسبرطية بحتة فهناك كانت المرأة مثل الرجل تتعلم مثله وتحارب مثله، لكن أثينا كانت محتفظة بقوام المجتمع حيث المرأة تعمل داخل البيت والرجل خارجه.

“محاورة القوانين “

بعد أن واجه أفلاطون إحباطات كثيرة على الصعيد السياسي كتب محاورة القوانين الشهيرة، حيث يصف أن المدينة التي تحكمها القوانين بأنها( المدينة العادلة) بعد المدينة الكاملة الفاضلة، حيث تراجع فيها عن موضوع الملكية الفردية والروابط الاسرية مقلصاً من جديد حدود حرية المرأة، مع ذلك أستمر يركز على( إن مجتمعًا لا يُعلم ويشغل النساء هو اشبه بإنسان يستعمل يده اليمنى فقط).

هذا وبشكل عام كانت رؤية أفلاطون إيجابية فيما يخص المرأة- على الأقل إذا ما وضعناها ضمن السياق السائد في أيامه في المحاورة، هي الكاهنة الأسطورية( ديوثيما) التي منحت سقراط عبقريته الفلسفية، وقد روى أفلاطون في نهاية المحاورة عن أسطورة( إر) الإغريقية، التي تصف مسار الروح بعد الموت، وتكافئ النفوس العادلة لألف عام، بينما تتم معاقبة أولئك الظالمين على نفس القدر من الوقت، وبعدها كل روح يجب أن تختار حياتها القادمة.

images 5 1
أفلاطون

“عن أفلاطون”

ولد أفلاطون في أثينا عام 428 قبل الميلاد، لعائلة أرستقراطية، وتزعم المصادر القديمة أن والده أريستون كان من نسل كودروس آخر ملوك أثينا، ووالدته بريونسيون من سولون وهى مشرعة أثينية تكاد تكون أسطورية ومؤلفة أول دستور للمدينة.

يظهر شقيقا أفلاطون، وهما: (قولاكن) و(أدمينتوس) كإثنين من الشخصيات الرئيسية في محاورة الجمهورية.

كتبت/ إيمان الخطيب