الحب.. من لا يعرفه؟! كل ما قد خُلق يعرف الحب ، همسات، نظرات، و كلمات تجعلك تطير بلا جناح وتجعلك كالعصفور تنشد الألحان بلا استئذان.

بتلك الجملة كنت أبدأ الإذاعة المدرسية كل صباح ،كنت حينها واقعة في حب كل شيء صنعه اللّٓه بلطفٍ وحكمة وجمال لا حد لهم، و الحقيقة أنني مازلت هكذا ، مازالت أتفنن في الوقوع في حب كل ما هو جميل ومازالت متيقنة أنه لا شعور في هذا العالم يُضاهي لحظة حب صادقة، ومن السفه والحُمق أن يختزل العالم الحب في كونه علاقة بين رجل وامرأة، فالوضع أعمق من ذلك بمراحل، فلسنا جميعاً محظوظين بالقدر الكافي حتي يمنحنا القدر حبيباً لا مثيل له نفني العمر عشقاً و ولهاً بصحبته.

 

وفي حال أنك أعزب أبيّ لم ينعم أحد برفقتك حتي الآن ، فعيد الحب هو اليوم المثالي بالنسبة لك يا صديقي، فالعُشاق يحيون الحب الفث وأربعمائة وأربعين مرة في اليوم الواحد ، أما أنت فلم يكترث أحد لأمرك ولا يعلم أحد بوجودك على وجه الكرة الأرضية من الأساس، ولكن لا يهم الآن، المهم هو أننا سنحيا يوم الحب بكل الحب.

 

في بادئ الأمر استيقظ في هذا اليوم باكراً للغاية وبمجرد أن ترى عيناك النور، انطلق سريعاً نحو الشرفة و أطلق العنان نحو السماء حينها سترى السماء تبتسم لك بفرحة المشتاق ولهفة العاشق، واستمع بآذان صاغية إلى أصوات العصافير و أحاديثهم الشيقة ، ستجد أن واحدة منهم تخبر أخرى بأنها تذوب خجلاً من طلتك المُربكة لقلبها الصغير.

 

وبعد أن تأخذ كفايتك من الحب، ارتدي ملابسك المهندمة وزين وجهك بابتسامة مفعمة بالأمل وانطلق في شوارع القاهرة، فالقاهرة في كل صباح تكون في أطيب أوضاعها،فاغتنم الفرصة وتجول في أحياءها المُلهمة وانتق من الهدايا أبسطها ثمناً و أعزها معنى ً و قدمها بكل الحب لأحبائك الدائمين فعادة ما تغفلهم في زحمة دنياك الهالكة، فالأب، الأم، الأخ، الأخت و الرفيق هم أحباء لن يعوضهم الدهر.

 

أما الخطوة التالية والأهم على الإطلاق فهي الطعام، فمن الضروري في ذلك اليوم أن تتلذذ بأصابع المحشي الفاتنة برفقة البط المُحمر ، سيمنحك هذا الثنائي العظيم شعوراً دافئا مثل الحب تماما ً، ولا تنس أن تأكل قالباً من الشوكولاتة.

 

أما عن الشيء الواجب عليك فعله طوال هذا اليوم وكل يوم هو أن تجعل الحبيب المجهول الذي لم يأت بعد في خاطرك دوماً إلي أن يأتي إليك، فحينها ستخبره بكل صدق وحب أنك قد أحببته حتي من قبل أن تراه وأنك مخلص له من قبل البداية وأنه الوطن والحياة، فعش بحب ذلك المجهول الغافل حتي تلقاه.

 

 

كتبت: إسراء علي