IMG 20200427 WA0030

المصريين وعادات شهر رمضان

تستمر طقوس وعادات وروحانيات شهر رمضان الكريم بمصر، في ظل الظروف الإقتصادية وغلاء الأسعار، لتكون هى الأبرز عالمياً خلال شهر رمضان.

ويقوم الكثير من المواطنين بتزين الشوارع وشرفات المنازل بالفوانيس الضخمة والزينة والخيم الرمضانية كأحد المظاهر الأصيلة منذ العهد الفاطمي.

بالصور.. الفانوس الصيني يخسر أمام نظيره التراثي المصري

يتسابق المصريون لإعداد أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات بالتجمعات العائلية خلال شهر رمضان، وتناول الفاكهة المجففة و الياميش، حيث يلجأ العديد من التجار إلى إطلاق أسماء المشاهير من نجوم الكرة والفن والسياسة على بعض السلع لترويج لها.

أما مدفع رمضان فلا نسمع له صوتاً إلا في شهر رمضان، يُخبرنا بموعد السحور وقت أذان الفجر، ثم يعود ثانية عند غروب الشمس، ليُعلن للجميع أنه ” حان وقت الإفطار”، يرتبط صوته الذي يدوي في السماء بسعادة ترسم على وجه كل من يصل إليه صوته، متصلاً بجملة دائماً ما تتردد قبل إطلاقه، والتي إعتاد المصريين على سماعها، وهي ” مدفع الإفطار.. إضرب”.

”الفول” غذاء البطون في السحور.. أسطورة من صنع المصريين.
عندما يأتي السحور يظهر”الفول غذاء العقول” بالنسبة للمصريين طوال العام ، لكنه في شهر رمضان فهو ”غذاء البطون” كما يصفه عامة الشعب.
يُعد “الفول” الوجبة الأولى والأساسية في مصر في الإفطار في الأيام العادية ، بينما هي الوجبة الرئيسية في السحور في شهر رمضان .

أساطير حول الفول، الأكلة الشعبية الأولى في مصر ، فقيل أنه عَرف إستخدامه منذ أيام الفراعنة كمصدرا بديلاً للبروتين ، و قيل أنه عرف عن الطريق اليونان في مصر، إلى أن وصل إلى هذا الشكل من عربات الفول الملتف حولها العشرات من المصريين يوميًا .

صيام أكثر من ستة عشر ساعة بالنسبة للمصريين هو أمر لا يمكن تحمله دون أن يكون السحور فولا يسد الشعور بالجوع لفترات طويلة ويعطي شعورآ بالإمتلاء نظرآ لأن عملية هضمه تحتاج لوقت طويل.

حلويات رمضان ” الكنافة”.. خيوط تجمع العيلة.

وتأتي كنافة رمضان، لتتداخل الخيوط وتتشابك في عشوائية، تسير في مدارها الدائري حسبما أراد لها، تظل قليلا على حالتها حتى تصل إلى المراد ”أن يتحول هذا العجين الرفيع من الماء والدقيق إلى نتاج بلغ ذروة حياته الطبيعية لدقائق قليلة”.
يُمسك “عم عوكل أبو محمد” بإناء له بضع فتحات دقيقة تخرج من بينها مزيجُه، أمام ”صاجة” كبيرة إرتفعت درجة حرارتها لتستقبل الوفود الجديدة التي لا عدد لها ولا حصر خلال شهرها الأعظم، وما إن تمضي بعض الدورانات حتى تمتلئ عن بكرة أبيها، يُلملم محصوله هذا، مُخرجا ”كُنافة” لذة للأكلين، تنتظر من يشتريها.

التراويح …. وحب تجديد الروح بالمساجد.
هنا في مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بني في مصر وفي إفريقيا كلها، هنا حيث تسلل الإسلام لأول مرة إلى قلوب القارة عبر مصر، إنه المسجد الذي أسماه المسلمون بالمسجد العتيق لما له من قدم و قيمة في نفوسهم.

نظرات يتوارى بها الخشوع و الذل للخالق، تلمحها بمجرد أن تطأ قدمك المسجد الواقع بقلب القاهرة القديمة، فصلاة التراويح بالمسجد العتيق في رمضان لها مذاق آخر، يبدو جليا في نفوس المصليين كبارآ و صغارآ، إذ يلم المسجد شمل المسلمين بلا تفرقة، ترى الحب في التقرب إلى الله هو مايجمعهم، و التشبث برمضان لتجديد طاقتهم و ربط مواثيق الحب من جديد .

كتب:محمود إبراهيم