ابنة زعيم القبيلة تقرأ

ابنة زعيم القبيلة تقرأ، وارني أبي دارنا لم يتركني حرة، لم يترك فتى أو رجل في قبيلتي يقترب مني، ولم يترك مجلساً إلا وينكر فيه أنه أنجب فتاة.

كان يطلق على مسامعي كل يوم لعنات الجمال، التي أصابت فتيات القبيلة، فتواريهن خلف حجابهن، لا يراهن إلا محارمهن، لذلك يُخطبن في الصغر.

كلما وجدني في حالة شرود ضرب رأسه بكفيه
وظن مئات الظنون أن هناك من رآني وبدأ مراودتي
وأنه سيأتي لبيتنا غداً يتغزل في جمالي ويطلب يدي.

ابنة زعيم القبيلة تقرأ
ابنة زعيم القبيلة تقرأ

في قبيلتي إذا كبرت الفتاة دون زواج تلاحقها لعنة النضج، كلما كبرت، كلما أدركت، كلما أصرت على الاختيار بنفسها، تلعنها العشيرة لجرأتها وخروجها عن حدود الحياء القبلي.

ماذا أفعل يا أبي وأنت ترأني عاراً تريد دثره في أسفل سافلين؟ أتريد زواجي صغيرة؟ كي لا أدرك ماهية الحياة إلا وأنا سيدة لا فتاة عذراء، كأني خطيئة تود لو تمحوها بالدماء.

اقرأ أيضا:اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة… لستِ وحدك

ابنة زعيم القبيلة تقرأ:

ابنة زعيم القبيلة تقرأ، عشيرة الشرف ترمقني بغير شرف، وترميني بنظرات قاصمة لظهري، لماذا ترفض الجميلة خُطابها وقد قاربت الثلاثين وليس بها علة؟

فخرج أبي عليهم أخيراً وأفصح: ابنتي تقرأ.

ابنة زعيم القبيلة تقرأ
ابنة زعيم القبيلة تقرأ

شهقت السيدات الكبار، اشرأبت رؤوس العجائز التي أحناها الدهر، اتسعت حدقات أعين الرجال، وسخر الفتيان، والجميع يصيح: كيف لك يا رجل أن تترك الخراب يدخل عقر دارك؟ مال لنسائنا والكتب؟

أرى أبي وسط الجمع خارج دارنا ثائراً، وسمعته ينهي الجدال: من منكم يريدها يا رجال دون مهر أو مال؟ ليأخذها فإني لم أعد احتمل رائحة أوراقها.

ابنة زعيم القبيلة تقرأ
ابنة زعيم القبيلة تقرأ

لكن الرجال تبرعوا أن يحرقوا الدار بما تحوي، وسيبدلوه داراً خيراً منها، ليترك ما يريد حرقه، ويأخذ منها ما يأخذ، فترك أوراقي وأخذني، ولم يكن يعلم أن الأوراق إذ احترقت فهي مطبوعة بذهني كالنقش في الحجر.

هيا يا رجال القبيلة الشجعان هلموا، احرقوا الجدران والحبر والأقلام، احرقوا العلم والثقافة بضمائر ناعسة وقلوب هادئة، احرقوا ما شئتم من الأوراق، لن تستطيعوا حرق عقلي بما يحتويه.

اقرأ أيضا:الزواج في سن الـ 30 لا بد أن يصبح أمرًا طبيعي

كتبت: إيمان الخطيب.