*كلب أم ذئب*
كتبت:أمل ناجي
كلب أم ذئب ؟! ، نسر أم صقر ؟! ، قط أم نمر؟!
تنوعت المسميات واختلطت وأصابت القوم بالتخبط والحيرى ويظل الجراح والموت قاسماً مشتركاً .
استيقظت قريتى على خبر ذاع بينها أن كلباً يقال له ذئب يجول القرية بل يتبختر فى المدن بأكملها ويهدد الجميع بالخطر .
قريتى قرية متزنة عاقلة لا يريبها ولا يهز كيانها خبر تافه ذاع به من يعيثون ف الأرض فساداً ويروجون الإشاعات الكاذبة كهذا ؛ ولكن أصيب عقلاء قريتى بالحيرة عندما علموا أن هذا الخبر مدوياً ف المدن والعواصم وليس على نطاق قريتنا فحسب ، فأعدت فيتة قريتنا العدة كى يقاتلوا هذا الحيوان الجاثم المفترس متناسين وصية نبينا :”إذا نزل الطاعون بأرض وأنتم لم تدخلوها فلا تدخلوها ” ودارت رحى المعركة وأسفرت عن مقتل الكثير من الفتية وإصابة البقية منهم .
حينها سلّم الجمْع بالجهل بهوية ذاك الحيوان وأنه نذير خطر على الجميع .
فعُقدت الاجتماعات وأُذن فى الناس أن يربطوا جأشهم ويأخذوا حذرهم ؛ إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً.
ولكن لكل قاعدة شواذ وكما أن هناك يد تصلح هناك ألف يد خلفها تعبث وتطيح بذاك الإصلاح وتجعلهم كمن نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً .
وأظل اتسائل ولكن ما من مجيب ..
متى يكف هؤلاء ؟ متى يدركون حجم الخطر ؟! متى يرحموا أرواحاً لا ذنب لها ؟! أينتهون بعد ما يقضى على الأخضر واليابس ؟! اينتظرون حينما يلتهمهم الخطر وينادون ولات حين مناص ؟!.