ما قبل الإنكسار يا أمير
كتب / مهاب حسن
أسطورة إنتهت قصتها داخل الحلبة ، لكنها لم و لن تنتهى من الذِكر فى التاريخ ، أسطورة تعجب منها الجميع لوجود شخصية مثل شخصيته ، شخصية تجمع بين خفة الظل و الرقص و حب الملاكمة و ثقة الفوز و مداعبة الجمهور قبل أى مباراة ، مما جعله جاذب إنتباه كثير من الجمهور ، و جعل الجميع من هواة الملاكمة يفضلون حضور مبارياته للإستمتاع ، و كان هذا سبب فى أنه أصبح مشهوراً بسرعة البرق ، و أيضاً نفاذ كمية تذاكر مبارياته فور الإعلان عنها .
هكذا كان بطل العالم و الملاكم المحترف ( نسيم حميد ) أو كما يُطلَق عليه ( الأمير نسيم ) .
و لد فى عام ١٩٧٤ فى مدينة شيفيلد الإنجليزية ، و ترجع أصوله إلى محافظة البيضاء فى اليمن .
جاءت شهرته كملاكم بريطانى محترف فى سن مبكر ، و من الأمور التى جعلته محبوباً فى العالم و خاصة من المسلمين ، هو نطقه للشهادتين قبل كل مباراة .
بداية الرحلة
كانت فى سن السابعة ، عندما وجده والده ضعيف البنيان فقرر أن يجعله يمارس رياضة الملاكمة لتقويته ، فأرسله إلى صالة (بريندون آنجليز ) ، فكان هذا خير ما فعله والده ، لأنه لم يكن يعلم أن هذا الولد سيكون هو الأسطورة الحية إلى يومنا هذا ، الأسطورة التى يحبها و ينحنى الجميع إحتراماً لها .
بدأ أولى مبارياته فى سن الثمانية عشر ، كانت أمام خصمه آنذاك ( Ricky Beard ) و كانت مباراة إحترافية ، و قد اشتهر من خلالها ، و من خلال تلك المباراة أتت شهرته فى أن الجولة الثانية هى المفضلة له للإنتصار .
طقوس مؤثرة
كانت طقوسه داخل الحلبة مؤثرة جداً فى خصومه و أنفسهم ، فكان ينتصر معنوياً و يدمر خصومه نفسياً فى المقام الأول قبل جسدياً ، بما يقوم به من حركات و نظرات و ثقة و رقصات و تشتيت ذهنى لخصومه ، و مما ميزه أيضاً أثناء المباريات أنه يحاول تشتيت إنتباه و تركيز خصمه ، بأنه يتلقى اللكمات بلا مبالاة ،و هذا جعله يصعد للإحترافيه منذ مباراته الوليدة الأولى فى عالم الملاكمة .
الفتاك الهادئ ( التاريخ خير شاهد )
فى عام ١٩٩٦ فاز نسيم بأسرع مباراة ، حيث لم تتجاوز مدة المباراة ( ٣٦ ثانية )، و التى أجهز فيها تماماً على خصمه ( said lawal ) بثلاث لكمات ، و بذلك أعلن الحكم فوز نسيم بالضربة القاضية .
استمر فى حصد البطولات ، فقد خاض ٣٧ مباراة فاز فى ٣٦ منهم بالضربة القاضية ، إلا مباراة واحدة تذوق فيها مرارة كأس الهزيمة و النهاية معاً .
كانت هذه المباراة أمام البطل ( Marco Parreira ) ، و خسر نسيم بسبب هذه المباراة لقب ( وزن الريشة ) ، و لكن إنتصار (Parreira) لم يكن بالسهل لإنه فاز بعد الجولة العاشرة .
نهاية المشوار
فاجأنا الأمير بخبر إعتزاله و هو فى قمة مجده ، و هو ما أعتبره ( الخروج من الباب الكبير ) ، حيث إعتزل فى الثامنة و العشرون من عمره ، ولا أحد يعلمالسبب وراء إعتزال نسيم ، فالسبب الظاهر هو الهزيمة الوحيدة فى تاريخه بعد تاريخ حافل بالإنجازات ، و الذى حصد فيه عدة ألقاب بداية من وزن الريشة وحتى لقب فوق الثقيل .
هناك أسباب خفية منها : أنه صرح أحد أطباؤه حيث قال ( نسيم يعانى من مشاكل فى الأسنان ، بسبب اللكمات التى كان يتعرض لها مما سبب له ألم مزعججعله يفكر فى الإعتزال )
السبب الثانى : جمعُه لثروة طائلة فى سن صغير ( ٣٠ مليون دولار ) ، مما سَبَبْ له إكتفاء .
و فيما مضى و الآن و إلى نهاية الأزمان ، ظل و سيظل اسم (نسيم حميد) محفوراً بحروف من الذهب و النور فى تاريخ الملاكمة من بطولات و مباريات عظيمة ، فالأساطير قلائل .