عن ذلك العشق المجنون الذي لن نجد مثله ابداً، من يصدق أن تلك الخاطرة الصغيرة هي اعتراف من شئ لشئ آخر بالعشق الماجن، فاجر، عنيف؟ هوى تخطى هوى البشر لبعضهم في أعظم درجات العشق والخلة، لكن هل يوجد شعور بين الاشياء الجامدة في مادة صلبة؟ وإن وجد هل يتخطى العذرية ويغوص في بحور الفجور والمجون الذي تنتاب البشر في شهوات ورغبات؟ هل هناك ما لا نعلمه عن الصامتين في عشقهم؟ سيجيب يراع أنيق عن كل تلك الاسئلة في اعترافه لشارقته الجميلة.
– اقف دوماً امامها عاجزاً عن الكتابة، اليراع يجف؟! نعم، لن يكفيني البحر مداداً أو الثمانية وعشرون حرفاً كي أصف فقط هذه الشقراء المزدانة، ذات المُحيا الصبوح، المتلحفة بالغواية والتي تأتيني كل صباح لتداعب جسدي بكل فجور، كم هي جريئة تلك الغزالة.
– لهيب غيرتها يلفحني كلما رأتني بين يدا رقيقة، تشتد عليّ وتنفث جحيمها في وجة من معي لتعلن حرباً لا خسارة فيها سوى قلبي الذي يزداد عشقاً لها، تتركني صاحبتي لعشيقتي، يراع مسكين! تتصعب على حالي ثم تمضي أسفة على مالحق بها من أذى محاربتي الصفعاء.
– نجوى روحي لها في الليل يزداد، فهي تعشق النور وترنو دائماً إلى نشر ضياءها فوق رؤوس العشاق ورأس يراع عاشق لها، إن حبيبتي مزاجية فقد تأتي يوماً وتخرج من جعبتها طاقة من لظى، تصب علينا منها جحيم وهلاك، ولكن تظل هي لحياتي السراج.
– جلي عشقي بعينها، لا تكل أو تمل من رفقتي، لاتخلف موعدها أو تتأخر ولو دقائق عن يراع ضعيف يشتاق لها كثيراً، لاتتركني أهنأ بنومي، تفترشني وتضطجع بأريحية وتظل تلقي بحرارتها على جسدي الهزيل فأصير كالجمر، وقتها تفلت مني وتركض وهي تضحك مما أصابني، شقية أنتِ ياجمال الضحى.
– ويح تلك العنود ليتها ترفق بحال يراع مغرم مريض قلبه، فما عدت احتمل غنجها الشهي، تتراقص كل صباح على فراشي، تنهضني بتكاسل يفوق الحد وما أن أستفيق حتى تفل وتدعني في ذلك الظل اعاني الصقيع، يالها من لعوب عجوز.
– ما أتاني يوماً أصعب عليّ من اليوم، سأعترف باستحالة استغنائي عنها، أقسم أنا يراع الهوى، القلم صاحب المداد ومعشوق الرقوق، أني أبتليت بعشق شمس الدجى التي تقيم بين أرجائي، صاحبة الهيبة العليّة انها القريبة كقرب الظفر من الانملة وبعيدة كبعد سمائها عن أرضي القاحلة، هويتها وأنتهيت تلك الجَونْةَ.