“الميلاد والطفولة”
ليوناردو دافنشي، ولد في 15 ابريل 1452 في مدينة فينشي بإيطاليا، عاش دافنشي طفولة إلى حد ما جيدة في كنف جده (انطونيو) والكاهن( بيرو) الذي عمده في الكنيسة، فهو مولود غير شرعي وبالتالي لم يحضر والداه تعميده في الكنيسة لذلك السبب.
تلقى دافنشي تعليم يسير بعد أن اتقن القراءة والكتابة والرياضيات، لكن عشقه للفن ظهر مبكراً ايضاً فذهب للفنان (اندريا ديل فيروشيو) في فلورانسا حيث تعلم العمل على المعادن والنجارة والفنون الجلدية، وكان عمله الاول هو لوحة لوادي أرنو مستخدماً القلم والحبر وقد كان في الواحد وعشرين من عمره.
“إنجازات دافنشي”
أتى لدفنشي خلال اربع اعوام من تلقيه فنون الرسم على يد معلمه طلبان لرسم لوحتان، احدهما لمذبح الكنيسة داخل قصر فيشيو بفلورانسا والاخرى طلبها منه رهبان مدينة فلورانسا وهي لوحة تدعى رهبان في فلورنسا برسم لوحة “Adoration of the Magi”، لكن دافنشي لم ينفذ احدى هذه المطالب وغادر المدينة.
سافر دافنشي إلى ميلانو ومكث هناك أكثر من سبعة عشر عاماً يرسم لحاكمها آلات حربية رائعة، وقد قام ببعض المشاريع هناك منها: لوحته “Virgin of the Rocks” وقد استخدم فيها تقنية جدية وهي “chiaroscuro” وهي تعتبر من التقنيات التي توضح الرسوم كأنها ثلاثية الابعاد في تباين الضوء والظلام، وتقنية “sfumato” وهي التقنية التي تعتمد في رسمها الخطوط الخفيفة والهالات التدرجية للالوان وهو ما يعطي اللوحة منظر ضبابي رقيق.
في عام 1495 كلف حاكة ميلانو العبقري دافنشي رسم لوحة “The Last Supper” وهو العشاء الذي حضره المسيح مع تلامذته الاثنى عشر في عيد الفصح والذي اخبرهم فيه بإن هناك من سيخونه منهم وقد ظل يبدع فيها دافنشي لمدة ثلاث سنوات، وكانت مثال حي بتعابير وجوه اصحاب العشاء وكأن اللوحة ستتحدث بالسنتهم.
“العودة والوفاة”
عاد دافنشي إلى فلورانسا عام 1503 وقد بدأ في هذا العام رسم اشهر لوحاته على الاطلاق وهي الموناليزا بنفس تقنية “sfumato” الضبابية وما جعل اللوحة في قمة السحر هو الغموض الذي احاط بها، قال الكثيرين انها ايزابيلا اميرة نابولي، واخرين قالوا انها مجرد مومس، وهناك من قال إنها والدة دافنشي نفسه، لكن الاغلبية الساحقة اجمعت على ان الصورة ليست لإمراة وانه كان احدى من يتدربون عنده في ثوب امرأة، وسيظل الغموض حول تلك الصورة باق.
ذهب دافنشي إلى روما بعد طرد الفرنسيس من ميلانو الذي كان قد عاد إليها عام 1506 وقد اعطاه “جوليانو دي ميديسي” شقيق البابا ليو العاشر منحة شهرية وبعض غرف في الفاتيكان، وقد أمضى معظم اوقاته في الدراسات الرياضية والاكتشافات العلمية.
ثم سافر إلى فرنسا ليشغل منصب المهندس المعماري والرسام للملك فوافق وغادر إيطاليا ولم يعد ثانية.
توفي ليوناردو دافنشي في 2 مايو 1519 بفرنسا وكان اخر اعماله الغير مكتمله هو اسداً ميكانيكياً يتحرك على رجلين ويفتح صدره ليخرج منه الزنابق . رحل من قدم لعصر النهضة سبعة وستين عاماً من عمره في فنون وعمارة وصنع آلات حربية خلدها التاريخ.
تقرير/ إيمان الخطيب