الرصاصة لا تزال في جيبي .. السينما المصرية تجسد حرب أكتوبر

هناك الكثير من الأفلام التى تحدثت عن حرب أكتوبر ١٩٧٣ منذ قيام الحرب حتى الآن ولنكون واقعيين نعلم جميعاًأنه لا يوجد أي عمل فني يمكنه تجسيد تلك البطولات العظيمة والإنتصارات الخالدة ولكن يظل فيلم” الرصاصة لا تزال في جيبي ” هو أيقونه حرب أكتوبر وعلامتها البارزة فى السينما المصرية .

 

ويعد أول فيلم يتحدث عن الحرب وجاء عرضه الأول فى السينما فى يوم ٦ أكتوبر عام ١٩٧٤ أي بعد عام فقط من بداية الحرب المجيدة تلك الملحمة التى أعادت لمصر خاصة والأمة العربية عامة كرامتها الذبيحه فى ٥ يونيو ١٩٦٧ .

 

وتأتى عظمة ومتعة فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي” من عدة اساسيات أهمها:

 

نصر ٦ من أكتوبر العاشر من رمضان نفسه وإسقاط الغرور الإسرائيلى الذى وصل إلى عنان السماء بعد حرب الأيام الست، فجاء المقاتل والمخطط المصرى ليصنع معجزة عسكرية تحت أي مقياس عسكرى قديم أو حديث، وينبع جوهر المعجزة ( أو الزتونه كما يتحدث شباب اليوم ) فى قيام الجيش المصرى بالإعداد والتجهيز وعبور قناة السويس وهو تحت مراقبه لحظية على مدار الساعة من كافة أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والغربية جميعاً بما تمتلكه من عملاء وجواسيس وأجهزة مراقبه وردارات وأقمار صناعية.

 

 

فقام هذا المقاتل المصرى الفذ بعبور أصعب مانع مائى فى تاريخ الحروب فى وضح النهار في الثانيه ظهرآ وحطم أكبر خط دفاعي “خط بارليف” الذي كانت تتفاخر به إسرائيل وتقول أنه يحتاج إلى قنبلة نووية لتدميرة،ويأتي تدميره على يد سلاح المهندسيين المصريين برشاشات مياه فما أعظمها من فكرة وياله من رأس عبقري من فكر ونفذ.

 

 

ولنعود إلى عظمة فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي” فيعد النص الأدبي للعبقري “إحسان عبد القدوس” هو أهم مصادر روعة وتميز هذا الفيلم، فالقصة التى تحمل نفس الإسم “الرصاصة لا تزال في جيبي ” قد صدرت بعد هزيمة ١٩٦٧ وقبل حرب أكتوبر وهى تقدم نقد لازع لنظام الرئيس جمال عبد الناصر وتحمله فقد عشرات الآلاف من جنودنا الذين ماتوا ليس برصاص الأعداء الإسرائيليين بل من الجوع والعطش والشمس بسبب قرار الإنسحاب الخاطئ لكن كل هذا النقد مبطن غير معلن لا ترى منه إلا إشارات فقط وجاء بطل العمل المواطن محمود ياسين الذى يحب فاطمه (مصر )لكنه لا يستطيع أن يبوح لها بحبه ويأتى عباس( رئيس) الجمعيه الزراعيه بكل نفوذه وجبروته ومهارته فى الخطابه بلا أفعال على أرض الواقع ليضحك على الفتاة البريئه فاطمه(مصر) ويغتصبها ويرفض الإقتران بها ليتركها تقاسي مرار الذل والهوان والفضيحة أمام أسرتها وأبناء عمومتها وفى النهاية يهرب عباس ( الرئيس ) للجمعية الزراعية تاركآ البلد الزراعية وفاطمة يغرقون فى ذل ونكبه وعار الهزيمة والفقر والإحتلال.

 

حتى يقرر محمود ياسين قتل عباس هو وكل الفاسدين الذين تسببوا فيما نحن فيه من جهل وفقر وهزيمة وعار لكنه يجد المحتل الإسرائيلى يمرح على أرض سيناء فى غرور وإستعلاء فيؤجل الثائر الأصغر حتر يأخذ ثأئره الأكبر من العدو الصهيوني وتأتى حرب أكتوبر فيخوض غمارها بكل شجاعة وثبات وعبقرية وفداء حتى يتحقق النصر .

 

يعود البطل المنتصر لمحبوبة الفؤاد فاطمة وقد أعاد إلى وجهها النور والإبتسامه بعد طول حزن وعبوس وتذكره هي أنه يجب أن يستعد دائماً للحرب فالعدو غادر ويجب أن تبقى الرصاصة فى جيب محمود ياسين المواطن المصرى حتى يضمن السلام .

 

يعد التمثيل الرائع لكوكبة الممثليين فى هذا الفيلم ومنهم “محمود ياسين، نجوى إبراهيم، سعيد صالح، حسين فهمى، عبد المنعم إبراهيم، يوسف شعبان” والمخرج حسام الدين مصطفى علامات فى السينما المصرية

فكل التحيه للجندى المصري والجيش المصري وصناع الفن المصري.

 

 

 

كتب:- أحمد عبد الواحد إبراهيم