سُئلت يوماً هل الحب سعي أم رزق؟
ترددت كثيراً عند الإجابة، ذلك لأني لم أسأله من قبل وكنت أعتقد أنه سعي، لكن بعد مرور الوقت اكتشفت أنه رزق وقدر وليس سعي، وهو الذي يندرج تحت مسمى تقابل الأرواح، نعم تستطيع أن ترى شخص لأول مرة ولكنك تشعر أنك تعرفه منذ دهر فهذا إذاً تآلف الأرواح، بإمكانك أن تسمع فقط صوته ولكنك تألفه كأنك معتادا على هذا الصوت.
الحب سعي أم رزق؟
الأرواح جنود مجندة:
خير دليل على ذلك قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: “الأرواح جنود مجندة تلتقي في الهواء فتتشام كما تشام الخيل فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف” فالشعور بالشخص الآخر إذن كان هناك مسافة تبعدنا عنه ما دل على شيء، إنما يدل على نقاء هذا الشخص وشفافيته ويحدث هذا أحياناً كثيرة عند الاستيقاظ من النوم والقلق أو الخوف على شخص ما يبعدك المسافات والبلدان جسدياً ولكن تتقارب الروحين.
يمكن أيضاً التفكير في شخص وتجده أمامك أن الأرواح المتشابهة والمتآلفة تتلاقي في الدنيا وفي البرزخ في الآخرة كقوله -صلى الله عليه وسلم-: “يحشر المرء مع من أحب”، وقد يرى الإنسان في منامه من يحب فيقول بن القيم -رحمه الله-: “من العجب أن الأرواح المتحابة تتلاقى ولو بينها مسافات بعيدة فتتعارف ويشعر ما يحدث له كأنه بجواره وعندما يراه يتأكد بما شعر به روحه من قبل”.
اقرأ أيضا: التفاهم بين الزوجين وأسرار النجاح في الزواج 2022
النفوس متآلفة متراحمة بالفطرة:
الروح يا عزيزي مخلوق مجهول التفسير، محسوس الأثر، دائماً ما تسعى وتبحث من أجل تآلف روح مثلها، لكي يجتمعوا سوياً كقوله-عزوجل-: “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا “.
فلكل إنسان شبيه روحي يتناسب معه ومع أفكاره، كما يعد تقابل الأرواح من أسمى علاقات الوجوه، الأشكال تتكرر أما الأرواح لا تتكرر.
التوافق بين إنسان وآخر لا يكون سببه الاتفاق أو الصدفة أو التوافق العمري أو الجنسي أو اللوني، لكن التوافق سر من أسرار التوافق الروحي ونعمة قدرية تصيب الكثير ولكنهم لا يدركون ولا يجدون لها تفسيراً منطقياً واضحاً.
لا يقتصر التوافق والتقابل على الأرواح فقط بل في الكيمياء أيضًا فعندما تتفاعل أيونات وتتجاذب هذا توافق، وفي الفيزياء عندما تتنافر عناصر هذا تنافر.
التوافق والتنافر موجود في كل شيء في الحياة سواء إنسان أو حيوان أو حتى جماد.
يقول دكتور مصطفى محمود -رحمة الله عليه-: “الحب والتوافق ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخص، بل هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر، نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة”.
تتجاذب وتتنافر الأرواح لأنها الأصدق إحساساً والأكثر عمقاً ما ذكر في علم النفس أن عدم قدرتك على إخراج شخص ما من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر بك فهو تجانس الأرواح.
نحب أن نعرف رأيك عزيزي القارئ، الحب سعي أم رزق؟
اقرأ أيضا: لغات الحب الخمسة
كتبت: ريهام يوسف.