استطاع العلماء بعد جهد جهيد من خلال أستخدام جهاز السونار الذى يعتمد على التصوير بالموجات فوق الصوتية(Ultrasound) لمنطقة الرحم أن يصلوا لمعرفة نوع الجنين فى بطن أمه.

ويكون ذلك فى العادة ما بين الأسبوعين 18-22 من الحمل.

ولكن بالرغم من ذلك فإن الأطباء المختصون إن لم يستطيعوا رؤية الأعضاء التناسلية الخاصة بالطفل بشكل صريح وواضح.

فربما لا يستطيعون تحديد جنس الطفل حتى نهاية الحمل ولن يستطيعوا إخبار الأهل بنوعه بالتأكيد.

هناك أيضاً عدد من التقنيات المتطورة شديدة الحداثة أكتُشفت مؤخراً أمكن من خلالها تحديد نوع أو جنس الجنين.

ويعد أكثرها شهرة فى الوقت الحالى أختبار الحمض النووى الجنينيّ الحر (Cell free fetal DNA ) وهو فحص يعتمد على أخذ عينة من دم السيدة الحامل ، والبحث عن أى جزء من المادة الوراثية للجنين فى دمها.

ففى حال تم العثور على الكروموسومات الجنسية الذكرية يكون الجنين ذكراً.

وإذا ما تم العثور على الكروموسومات الأنثوية كان الجنين أنثى بكل تأكيد.

وإلى هنا سيداتى أنساتى سادتى ينتهى الكلام عن آخر تقنيات العلم الحديث والأجهزة الإلكترونية شديدة التعقيد.

ويبدأ الكلام عن براعة أجدادنا فى التغلب على أى عقبات تواجههم فى الحياة البشرية كما أسلفنا فى المقال السابق.

حيث أن الدافع الأول فى رأيى لكل ما وصل إليه المصرى القديم من العلم والمعرفة بل والإبداع بسبب الرغبة فى فك شفرات مصاعب الحياة ذاتها والإنتصار على كافة العقبات التى تقف فى طريق ذلك.

كلنا نعرف الآن أن الأطباء قد توصلوا لمعرفة هل المرأة حامل أم لا من بول المرأة والذى يتشبع بهرمونات الحمل.

ومن هنا أمكن التوصل لذلك وتجدر الإشارة هنا إلى أن المصرى القديم قد أستخدم نفس الطريقة أيضاً فى التأكد من حمل المرأة ولكن ليس عن طريق التحاليل الطبية الحديثة أو معمل تحتمس لاب بكل تأكيد!

ولكن عن طريق إجراء شديد البساطة مستمد من الطبيعة التى حوله كالعادة المصرية القديمة المعروفة وهى وضع البول على الحنطة (القمح) والشعير.

وقد قام أحد أساتذة النساء والتوليد الكبار فى مصر (دكتور رشدى عمار) بالعديد من التجارب على القمح والشعير مستخدماً ثلاث أنواع مختلفة من البول.

مبتدأَ ببول للحوامل وبول غير الحوامل وبول الذكور والعجيب أنه وجد أنه فى 40% من الحالات كانت نتيجة التجارب تؤكد نمو النبات فى حالة بول الحوامل فقط.

بينما لم يحدث إنبات مطلقاً فى حالة بول غير الحوامل أو بول الذكور وبالتالى توصلوا فى البداية لمعرفة هل المرأة حامل أم لا.

أما فى المسألة الإعجازية التى شغلت بال العالم بأكمله لفترة طويلة من الزمن وهى كيفية تحديد نوع الجنين فى بطن أمه فقد توصل المصرى القديم أيضاً لفك شفرة هذا اللغز.

وذلك عن طريق فحص البول أيضاً !!

وقد كانت المرأة المتزوجة عند أجدادنا الفراعنة تبلل بعضاً من حبات الشعير والقمح بقليل من ماء البول الخاص بها .

فإذا نما الشعير وحده خلال بضعة أيام كان الجنين ذكر، وإذا نما القمح كان الجنين أنثى.

وإذا لم يتأثر القمح أو الشعير ولم تنمو الحبات بشكل نهائى فذلك دليل على أن الحمل كاذب ،وأن المرأة ليست حامل كما قلنا سابقاً.

المبهر فى الأمر والباعث على الفخر بكل تأكيد أن المصريين القدماء كانت يستخدمون هذو الطريقة فى الأسابيع الأولى من الحمل أى أن الفراعنة كانوا يعرفون نوع الجنين فى أيامه الأولى ذكراً أو أنثى.

بينما لم يستطع علماء العصر الحديث رغم كل ما يملكونه من علوم متطورة وأجهزة معقدة من التوصل إلى هذا الأمر من معرفة نوع الجنين إلا فى الشهور الأخيرة من الولادة.

وإلى هنا ينتهي هذا الجزء الناصع من معجزات أجدادنا القدماء الذين يبدوا أنهم لن يتوقفوا أبداً عن أبهارنا بما توصلوا إليه من أبتكارات كانت رغم بدائيتها شديدة الفاعلية عن أعتى الأجهزة الحديثة التى أخترعها العلماء مؤخراً.

لإنها كانت ببساطة مستمدة من الطبيعة التى لا تخطئ أبداً كونها إبداع من أحسن كل شىء خلقه.

وللرجوع للأجزاء الأولى من خلال الروابط التالية:

عملية تربنة فرعونية .. الجزء الأول

العقم عند النساء .. الجزء الثاني

 

كتب: تامر محمود متولي