من الطبيعي تكوين جلطات في جسم الإنسان لكي تقوم بإغلاق مكان التلف في الوعاء الدموي عند حدوث جرح وبالتالي توقف النزيف، وهذا من رحمة ربنا بينا ولذلك يعتبر الجلطة كجزء من عملية إصلاح طبيعية تحدث في الجسم ولكن في حال تكوين جلطة بدون الحاجة إليها يعرض صاحبها لمضاعفات صحية قد تؤدي إلى الوفاة أذا لم يتم تفتيتها بمواد مضادة للتجلط أو أدوية سيولة .
ويمكن تعريف الجلطة بأنها.. بأنها عبارة عن تكتل أو تجمع دموي يتحول فيه قوام الدم من الحالة السائلة إلى حالة شبيهة بالهلام أو مادة لزجة وعند حدوثها تؤدي إلى إغلاق الشريان أو الوريد الي حدثت به مما يترتب عليه نقص الإمداد الدموي للجسم وخصوصاً للأعضاء الحيوية گ القلب والرءتين والدماغ وإذا لم يتم تفتيت الجلطة ينتهي المطاف بموت الخلايا وموت العضو المتكون بداخلة الجلطة .
المتعارف عليه أن مريض الكرونا غالبا يموت بسبب تكوين الجلطات الوريديه في الرئة وذلك بعد قيامهم بتشريح رئة الموتي وجدوا جلطات متكونه بالفعل .
هل الجلطات بسبب كرونا أم لا ؟؟
وجدوا أن الجلطات المتكونه سببها هو رد فعل الجهاز المناعي العنيف المعروف بإسم العاصفه السيتوكينيه العنيفه
المفتروض أن سيتوكين عبارة عن مادة بيفرزها الجهاز المناعي لتحفيز خلاياه ضد الفيرس ولكن مع وجود كميه كبيرة من المواد السيتوكين خصوصا (IL-6) تعمل علي تنشيط عوامل التجلط وتكون شبكه من الألياف الفيبر التي تكون بداخلها كرات الدم الحمراء و الصفائح الدموية مكونه جلطة وريديه في الرئة ففي الحالة دي يتم علاجها بمواد مضاده للتجلط (anti coagulants ) گ الهيبارين أو الورفارين متوفرين باسامي تجارية كتير في الصيدليات .
فإذا الأسبرين ( anti plateletes )ليس لدية دور في علاج جلطات الوريديه المتكونه في الرئة لأن الأسبرين مادة تعمل علي سيولة الدم وليس مادة مضادة لعوامل التجلط.
ويتم الاستدلال علي جلطة الرئة من خلال تحليل يعرف ب D-Dimer وهو بروتين ناتج من تكسير شبكه الألياف الفيبر المكونه للجلطة
وغالبا بيكون نسبه تفوق الواحد .
ولكن لا يمكن الإعتماد عليه وحده في تشخيص كرونا لأن بعض الحالات تعاني من ارتفاع D-Dimer وهم غير مصابين بكرونا گ
1- الحوامل
2- كبار السن فوق 65 سنه
3- أصحاب الأمراض المزمنة گ مرضي السكر والكبد
4-مرضي المناعة
ويتم التاكيد تحليل ال d- Dimer بعمل تحليل chest CT وهو أشعه مقطعيه علي منطقه الصدر توضح مكان و حجم الجلطة المتكونه.
بإضافة لعدد من الفحصوات يخضع لها المريض لتأكيد من إصابته بكرونا.
وطبقا لاخر الأبحاث في 3 نوفمبر 2020 وجدوا تكوين جلطات شريانيه في الدماغ (stroke ) متكونه في مرضي كرونا الذين يعانون من أمراض مناعية وذلك بسبب تكوين أجسام مضادة تحارب الصفائح الدموية وتعوق حركتها مما يؤدي إلى تجمع الصفائح داخل الشريان مكونه جلطة شريانيه.
( الجلطة الشريانيه أصعب وأخطر وأسرع في التكوين من الجلطة الوريديه لذا ينبغي التعامل معاها بأسرع ما يمكن )
ففي الحاله دي يمكن استخدام أدوية مضادة للصفائح الدموية (أدوية السيولة) گ الأسبرين أو مادة الكلوبيدواجريل للوقاية من الجلطات خصوصاً مع مرضي كرونا ذو أمراض مناعية أو لديهم تاريخ وراثي بحدوث جلطات دماغية أو مرضي الكولسترول المرتفع.
ولكن وجدوا 25% من الجلطات الدماغية سببها هو نزيف داخلي في الشرايين المغذية لخلايا المخ وذلك بسبب إرتفاع ضغط الدم خصوصاً في مرضي الضغط المرتفع ففي الحاله دي لا ينصح باستخدام ادوية للسيولة.
ومعرفة نوع الجلطة يتم معرفته من خلال الطبيب وبعض الفحصوات التي يتم عملها ولا يتم تناول أي دواء من غير استشارة الطبيب لأن بعض الأدوية الخاطئة قد تكون سبب في الإصابة بأمراض أخرى وقد يصل الأمر للوفاة .
كتبت /- سمر الحسيني.