أم علي واحدة من أصناف الحلوى الشهيرة التي تلقى رواجا بالمجتمع المصري خلال شهر رمضان وهي تتكون من مزيج من رقائق العجين الرفيعة مضافا إليها الحليب الساخن والسمن والمكسرات وتصب في آنية فخارية وتسوى بالفرن.

أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم فتشير بعض المصادر الفلكلورية أنها منسوبة إلى السيدة أم علي زوجة عز الدين أيبك الذي تزوج من شجرة الدر أرملة الصالح أيوب آخر السلاطين الأيوبيين الذي توفى في وقت تجهيزه الجيش لملاقاة الصليبيين في معركة حاسمة بالمنصورة.

وقامت شجرة الدر بإدارة شئون البلاد في ذلك الوقت العصيب وبعد إعلان وفاة زوجها طالب المماليك بتنصيبها ملكة على مصر غير أن الخليفة العباسي المستعصم بالله رفض أن تتولى شئون مصر امرأة مما اضطرها للزواج من أحد مماليك زوجها وهو عز الدين أيبك لتحوز موافقة الخليفة وكانت شجرة الدر قد أرغمته على تطليق زوجته الأولى أم علي كشرط للزواج..

ومن المعروف أن السلطان المعز أيبك اسمه الحقيقي هو الملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحي النجمي، السلطان الأول من سلاطين المماليك، كان عز الدين أيبك من المماليك الذين يخدمون عند السلطان نجم الدين أيوب مع التركمان، ولهذا عرفه الماليك البحرية باسم أيبك التركمان.

وبعد أن توفِّيَ السلطان الأيوبي الصالح أيوب في الحملة الصليبية السابعة عام 1249م، اغتال المماليك البحرية ابن السلطان وكان اسمه توران شاه، فاستملت سلطة مصر آنذاك أرملة السلطان الصالح أيوب شجرة الدر التي أيدتها المماليك البحرية، وباستلام شجرة الدر فقد الأيوبيون سلطة مصر.

وعندما عَلِم الأيوبيون في الشام وبغداد بأمر مصر، رفضوا الاعتراف بسلطة شجرة الدر على مصر، ودعوا إلى القبض على عدد من أمراء مصر المتواجدين في دمشق، فجدَّد المماليك في مصر دعمهم لشجرة الدر، فما كان من شجرة الدر إلَّا أن تزوجت من عز الدين أيبك وتنازلتْ له عن عرش مصر، فكان أيبك أول سلاطين المماليك.

وبعد تنصيبه سلطانًا على مصر اتخذ أيبك لقب الملك المعز لنفسه، ثمَّ أعلن تبعية مصر للخليفة العباسي، ونقل رفات السلطان الأيوبي الصالح أيوب إلى مقبرته في منطقة اسمها بين القصرين في القاهرة، وهكذا كسب رضا كلِّ الأطراف، وقد بقي عز الدين أيبك في حكم مصر حتَّى تم اغتياله عام 1257 ميلادية في قلعة الجبل.

بها وبعد أن استتب الأمر لأيبك انقلب عليها بل وفكر في الزواج بامرأة أخرى مما دفع شجرة الدر للتدبير لقتله عام 655هـ / 1257م فانقلب عليها مماليك أيبك وزجوا بها في السجن ثم سلموها لزوجته السابقة وللحريم للفتك به وبهذه المناسبة أمرت أم علي بإعداد حلوى لتوزيعها بمناسبة هذا الانتصار الساحق على ضرتها وكانت مكونات تلك الحلوى هي ذاتها مكونات حلوى أم علي المعروفة الآن التي انتقلت من مصر إلى معظم بلدان الشرق.

 

 

كتبت: إيمي علي