فترة الخطوبة

لكل مقام مقال مقولة نسمعها كثيرا لكننا لا نفهم معناها أو نفهمه و نتغاضى عنه لنشبع رغبتنا، هل سألنا أنفسنا يوما ماذا تعني مقولة لكل مقام مقال؟

عزيزي القارئ هذه العبارة تعني أن الكلمات التي نتلفظ بها أحيانا أو الأفعال التي تصدر منا إن صدرت في غير المحل الصحيح لها ووقتها المناسب فلن يكون لها أية أهمية؛ بل قد يحكم البعض على فاعلها بالحماقة.

فالكلمات مثل الأفعال التي تصدر في غير محلها فالكلمات إن قيلت في غير الوقت المناسب لها و كررها صاحبها في غير وقتها المناسب؛ تكون قد ذهبت زهوتها ويكون قولها في ذلك الوقت ليس له قيمة بل أن سامعها قد لا تكون لديه الرغبة في سماع تلك الكلمات على الرغم من أنه قد يسمعها في المحل الصحيح لها.

هكذا الحال يكون مع الأفعال والكلمات التي تكون بين الخاطب والمخطوبة، فلا بد من وجود ضابط لكل شيء من أفعال وكلمات، فكثير من الناس يتوهم إليه أنه بمجرد الخطبة يحل له قول أي شيء يريد قوله أو يعبر عن حبه بالطريقة التي يرغب بها دون أي ضابط” أي يفعل ما يريد تحت مسمي الخطبة“.

في الواقع هذه الاعتقادات جميعها خاطئة لأن الخطبة ماهي إلا وعد بالزواج نعم وعد بالزواج وليس زواج، والذي أقصده بذلك أن الخاطب شخص أجنبي عن المخطوبة مثله مثل غيره من الأشخاص، فحديثة مع الطرف الثاني لابد أن يكون بحدود لا يتجاوزها أحد الطرفين.

فالتعبير عن الحب والمشاعر التي يكنها كل طرف للآخر ليست الخطبة التوقيت المناسب للتعبير عنها صراحة ولكن الوقت المناسب لهذا بعد العقد.

ولكن قد يتسأل البعض وكيف لنا أن نعبر عن حبنا وما نكنه من مشاعر؟

قد يكون هذا بالتعريض عن طريق الهدايا وتقدير واحترام كل طرف للآخر، أما ما نراه أو نسمعه من التجاوزات في الكلمات بين الخاطب والمخطوبة فهي من الأمور التي لا ترضي الله فقد وضع الله سبحانه وتعالى حدود للخطبة وأمرنا بعدم تجاوزها .

ولأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا فهو أعلم بنا من أنفسنا فقد وضع تلك الضوابط وأمرنا ألا نحيد عنها، فإذا ما نفذنا ما أمر الله به فسوف يسلم قلبنا ونسعد في حياتنا.

فالله سبحانه وتعالى هو مالك القلوب وهو من يسطتيع وضع فيها حب من يريد وقادر على تحويل هذا الحب إلى كره وبغضاء ،ونجد أن هذه الكلمات فيها تفسير واضح لما نجده في مجتمعنا وما نسمع عنه من نزاعات تحدث بين الأزواج وقد كان بينهما حب كبير في فترة الخطوبة وحتى قد يكون ذلك الحب بدأ قبل الخطوبة، ولا يجد أحد تفسيرا مقنعا لهذا التغيير الذي حدث فجأة بعد الزواج، إنه يا سادة بسبب مخالفتنا لأوامر الله سبحانه وتعالى واستعجالنا بأفعال وأقوال لا تحل ولا تصح إلا بعد عقد الزواج.

وكما قيل “من إستعجل شيء قبل أوإنه عوقب بحرمانه”، فقد تحرم من حب شخص أو من بقائه معك لأنك إستعجلت قولا أو فعلا قبل أن يأتي وقته.

فنجد أن شريعة الإسلام قد وضعت ضوابط لفترة الخطبة ضوابط تسلم بها النفس ويسلم بها القلب حيث أن كلا من الخاطب والمخطوبة أثناء حديثهما مع بعضهما لابد من وجود الأهل أو أحد المحارم.

قد يقول البعض هكذا لن يستطيع أحد الطرفين أن يتحدث أو قد يخجل من وجود الأهل، الذي أعنية هو وجود الأهل في المكان الموجود فيه الخاطب والمخطوبة ولا يشترط أن يجلس أحد من الأهل معهم ولكن يكون في مكان يراهم فيه أهل البيت.

أما عن حديث الهاتف والمكالمات لأبد من استئذان والد الفتاة قبل أن يكلمها خطيبها ولا يتجاوز أحد الطرفين في حديثه مع الآخر، قد يرى البعض أنه بهذا قد لا يعرف الشخص الذي ينوي الإرتباط بيه جيدا.

دعونا نرى من فعل كل شيء مع خطيبته من خروج وكلام ولم يلتزم بأي شيء من ضوابط الخطبة هل عرف كل شخص الآخر على حقيقته وبقي على هذه الحقيقة بعد الزواج؟

في الحقيقة أن الإجابة تأتي دائما لا فنحن لم نعلم لو 40 في المائة من حقيقة كل طرف للآخر لكن بعد الزواج يصبح كلا الطرفين مختلف عن ذي قبل.

ويأتي السؤال الأهم كيف يمكنني أن أعرف شخصيتة الحقيقية مع هذه الضوابط وقلة تعاملي معه؟

أقول لك عزيزي القارئ أولا إن الله سبحانه وتعالى لم يشرع لنا أي حكم إلا لأنه يعلم أنه في صالحنا وفيه الخير لنا، ومع ذلك فإنك تتعرف على طباع من سوف تتزوج من خلال:

– أولا: السؤال عنه جيدا، وعن أهله، وسؤل من يعمل معه، وأصحابة، وتعاملاته مع الآخرين.

ثم بعد ذلك تتعرف أو تتعرفي عليه أكثر من خلال الزيارات التي بينكما، والأحاديث والحورات التي تدور بينكما من خلال هذا كله وهو كاف للتعرف على شخصية أي أحد،

فإذا ما سرنا على هذه الضوابط سنجد السعادة، والنجاة الحقيقية والحب في وقته المناسب، وبجمالة الحقيقي الذي سوف نجد له طعم خاص لن نجد ذلك الجمال إلا في ذلك الوقت.

وبعد أن عرفنا كيف يكون التعبير عن الحب في فترة الخطوبة وضوابط فترة الخطوبة هل التعرف علي طبع أهل كل طرف من الأمور الهامة؟ أم المهم التعرف على شخصية من سوف نرتبط به فقط؟

كل هذا سوف نعرفة في الجزء الرابع.

كتبت/هاجر حمدي