يعتبر الإكتئاب من الإضطرابات النفسية الشائعة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص من جميع الأعمار من الإكتئاب علي الصعيد العالمي، فالإكتئاب هو السبب الرئيسي للعجز في جميع أنحاء العالم، وتكمن خطورة الإكتئاب في أنه من الممكن أن يفضي إلى الإنتحار.

وفِي سلسلة مقالاتنا المتتالية، سوف نعيش معاً مع ٣٠ نصيحة واحدة تلو الأخري لـ ( ديل كارنيجي) وهو باحث إجتماعي أمريكي، سوف تساعدك لكي تعيش حياة مستقرة وبعيدة عن كل ضغوط الحياة و لكن سوف يقوم بتحليلها من منظور إسلامي واقعي الدكتور (عادل هندي) مدرس بجامعة الأزهر لتعيش حياة مستقرة نفسيًا، وفيما يلي سوف نتعرف علي أولي نصائح علاج القلق والهموم الحياتية، حتي تستطيع أن تسعد مع الناس في الحياة.

س١ :ما هي الحكمة الأولي من الحكم الخمسة عشر كنوز ( كارنيجي) حول كيفية تحقيق السعادة ؟

الحكمة الأولي هي (عش في حدود يومك)، كما يقول ( كارنيجي) .

س٢: وما تفسيرها؟

كثيرا ً من الناس يحملون هم المستقبل الذي لم يأت بعد، فتجدهم مهمومي النفس وبالتالي يخسرون لذة الحياة، ويخرجون من الدنيا وما يتلذذون بنعيمها ،وهناك أمثلة علي ذلك مثل:
– “الأولاد كبرو في السن ” متى سيتزوجون؟، وبكم سنزوجهم ؟
– في هذا الغلاء المؤسف ، كيف سنعيش في الفترة القادمة ؟

س٣: ما التحليل الإسلامي لهذه الحكمة؟

لقد كان شرع الله سبحانه وتعالي واضحًا في بيان الغاية التي خلق من أجلها الإنسان حيث يقول تعالى: (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) ، وعلى هذا فالإنسان يعيش ليحقق هذه الغاية المطلوبة منه، ولا يشغله عنها أي شيء في الحياة.

س٤: ماذا نفعل لكي نتخلص من القلق علي المستقبل؟

أنا وأنت والناس جميعاً ، كلنا نعيش بين زماني ، ماض مضي ولن يعود أبداً ، ومستقبل لم يأت بعد ، ولا تستطيع الذهاب إليه حتى يأتي اليك ، فقط اليوم هو ما نملكه ونملك الإستمتاع به ، عش يومك وثق بخالقك ، فالله يحثنا علي العمل والجد والإجتهاد كما جاء في الآيه الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، كما اختصر الرسول الكريم بهجه الدنيا وزينتها في ثلاثة أشياء:
– الأمن في الاقامة .
– العافية في البدن .
– توفر القوت والطعام .
جاء ذلك في حديث الرسول صل الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) .

وأخيرا ًوصية عملية يمكن تطبيقها في الحياة.

لا تفكر في المستقبل تفكيرًا يقعدك ، ولا تتخوف منه خوفا ً يقلقك ، ولكن قم بعمل خطة لإستقبال المستقبل ، وإن تطلبت لتنفيذها زمن طويل ، عش في حدود يومك مستريح البال ، سعيدًا ، فلن تأخذ من الدنيا إلا ما قدر لك.

كتبت/ نيفين رضا