ما أجمل الخيال والخروج عن المنطق والمعقول! وما أجمل أن تسبح في بحر من الجنون والسحر، رحلة من المتعة، الإثارة، والتشويق، مليئة بحيوية العالم الآخر، العالم الذي نريد دومًا العيش فيه والإبحار بأعمارنا داخله قدر المستطاع، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفننا، وينتهي الوقت المستقطع من الواقع بانتهاء الرحلة؛ ومع ذلك، تظل لحظات السعادة محفورة بأذهاننا نعود إليها كلما أثقلت الحياة على عاتقنا مسئولياتها.
مراجعة رواية چيكا مينالي ولعنة ست
أولًا السرد:
لفت انتباهي أن هناك بعض الخلل الطفيف بالرواية، يتمحور في عدة نقاط:
- الإسهاب في الوصف: أحيانًا يصل الوصف لمشهد واحد إلى صفحة ونصف، مما يقلل من تأثير الحوار بين الشخصيات.
- التركيز على الخلجات الداخلية للشخصيات: الكاتب يصف شعور الشخصيات بدقة كبيرة، بينما الحوار لا يعكس نفس العمق، مما يجعل القارئ يحس أحيانًا وكأن الشخصيات مبرمجة وليس لها حياة حقيقية.
ثانيًا الحوار:
الحوار يعكس مشاعر الشخصيات على لسانها، مثل:
“لم أتوقع منك كل هذا الحقد يا صديقي”، وبما أن السرد مفصل للغاية، فإن تكرار المشاعر في الحوار يكون أحيانًا زائدًا عن الحاجة.
ثالثًا اللغة:
اللغة نظيفة وراقية، والتراكيب ممتازة، لكنها سبب جزئي في الإسهاب بالسرد. هذا الأسلوب يضيف جمالًا للنص لكنه يحتاج إلى توازن بين الوصف والحوار.
رابعًا حبكة وعقدة الرواية:
- الحبكة: قوية، تبدأ بسكون بسيط قد يسبب شعورًا بالملل، ثم تستعيد الرواية وتيرة الإثارة والتشويق.
- الفلاش باك: استخدام الاسترجاع بين لقاء (أماليا) و(چيكا) وما حدث في أول محاضرة التعاويذ النارية مع (المعلمة دريقا) كان متقنًا، رغم أنه يحتاج بعض التركيز من القارئ.
- النهاية: قوة العقدة ستتضح في الأجزاء القادمة، فلا يمكن الحكم عليها بعد.
ملحوظات
- الرواية خيالية وفانتازية، إلا أن بعض التفاصيل مثل انتقال المصريين القدماء بين العوالم تُستند إلى معلومات حقيقية.
- هناك تشابه واضح مع سلسلة هاري بوتر، خصوصًا حياة (چيكا) كطفل واتصاله بالعالم السحري، مع اختلاف الأسماء والعوالم.
- المدرسة السحرية وعلاقات الشخصيات تعكس اختلافات دقيقة مشابهة لما في هاري بوتر، مثل الطالب من الدم الملكي والفتاة من دم مختلط.
أود أن أشكر دكتور أحمد خشبة على مجهوده في إخراج رواية چيكا مينالي ولعنة ست بهذه الصورة الرائعة التي تستحق القراءة حقًا، مع كل التشويق والفانتازيا، نتمنى أن يتم تفادي نقاط الضعف والثغرات في الأجزاء القادمة.
كتبت: إيمان الخطيب.
إذا أعجبتك هذه المراجعة، فقد تهمك أيضًا مقالات وخواطر أخرى على موقعنا ذات الطابع القريب:

