النداهة اللي في حياتي وحكاويها اللي مبتخلصش

من حكايات النداهة المشهورة.. كان في إحدى الليالي وفي قرية من قرى الريف المصري ، اللي معروف إن الوقت دا مش بيكون في حد في الشوارع بالنسبة للريف ، كان في راجل ومراته مروحين من فرح ، وفجأة يسمع صوت جميل بينده عليه ويتفاجئ ببنت جميله قاعدة عند أحد الغيطان ، وقبل ما بيوصلها بسرعة مراته بتفوقه ، فبتغضب النداهة وبتقولها المرة دي انتي أخدتيه بس المرة الجاية أنا اللي هاخده …

أهلا بيكم في الجزء التاني من سلسلة النداهة اللي في حياتي ..

الحقيقة إن المقدمة دي مش فراغ مني ولا إني مش لاقي حاجة أبدأ بيها كلامي بس ارجع معايا لنهاية الجزء الأول لما قولتلك بعد ماتكلمت عن نداهة الكتابة اللي خلتني أعملك المحتوى دا .. قولتلك متكنش لوحدك عشان مفيش نداهة تندهك …

وقتها كنت أقصد أقولك إن في نداهات هتغرقك بس في نداهات تانية هتخليك تشوف الحياة بمنظور مختلف زي الكتابة والقراءة والسفر وغيرها..

وأكتر حاجة هتحميك من الندهات اللي بتغرقك أو ممكن تزقك في طريق النداهة دي هما الصحبة ..

الصحبة مش قصدي إنهم بس صحابك اللي بتخرج معاهم وبتقضي وقت معاهم ولا زمايلك ولا ولا ، الصحبة هما كل الناس القريبين منك أهلك ، زوجتك ، صحابك ، زمايلك ، أيا كان مين ، بدليل ربنا لما اتكلم عن بر الوالدين قال سبحانه “وصاحبهما في الدنيا معروفا” واتكلم عن الزوجة وقال تعالى “وصاحبته وبنيه” ، هما الناس دول اللي بيحموك أو للأسف ممكن يزقوك في الطريق دا.

طبعا كلنا عارفين إن أنا بحتاجلك وانت بتحتاجلي وما بنا ألف حلقة وصل ، وإننا محتاجين بعض عشان انت عندك خدمة وأنا عندي سلعة ، فانت تقف دلوقتي على بابي وأنا بكرة على بابك ، بس هل شعور الاحتياج للناس بيقف عند إن انت بتزرعلي رغيف عيشي وأنا بغزلك ثيابك ولا هو الموضوع أكبر من كدا ؟!

بداية الحكاية :

هنرجع شوية لبداية البشر على الأرض ، لما ربنا أمر سيدنا آدم ينزل للأرض وكان بيرزقه في كل بطن بتوأم ولد وبنت ، فربنا سبحانه أوحى لأبونا آدم إن الولد من أي بطن يتجوز بنت البطن التانية أو الولادة التانية زي مانت عايز تقول ، وبكدا يتحقق معمى الآية الكريمة “وكذلك جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا” .

مش بس الموضوع وقف عند كدا ، القبائل والجماعات اللي اتكونو بعد كدا حطو قوانين ومكنش في أي فرد منهم عايز يخالف القوانين دي عشان ميبقاش إنسان منبوذ ودا هيعرضه لأحد النداهات اللي هتنهي حياته بالبطيء دا لو ملحقش نفسه وانتحر ألا وهي نداهة الوحدة.

النداهة القاتلة:

نداهة الوحدة هي مش بس ممكن تعذبك وتموتك بالبطيء لا دي كمان بتفتح الباب لنداهات تانية قادرة إنها تغرقك وتخلص عليك.

والوحدة مش بس بتكون إنك عايش لوحدك في مكان بعيد ولا إنك بقيت منبوذ من جماعتك ، دي الوحدة ممكن تكون وانت عايش في وسط الناس بس مش لاقي الشخص المناسب اللي يفهمك ، فبتبقى عايش وسطهم زي الغريب ..

والحل الوحيد للهروب من النداهة دي بتكون إنك تعيش مع ناس فاهمينك تعيش مع صاحب بجد ، أو صحاب حقيقيين..

بيستحضرني كلمة للشيخ حازم شومان قال: ” متعش في وهم الصحبة ، صاحبك اللي لما يشوف الحزن في عنيك مينامش غير لما يعرف مالك ويشوفلك حل لمشاكلك وعشان صاحبك يكون معاك كدا لازم انت الأول تكون معاه كدا”.

مش بس الواحد محتاج شخص قريب منه عشان يحل مشاكله ، دا بيبقى محتاج حد يتكلم معاه ويفهم هو عايز ايه ويطبطب عليه بكلامه على راي أحد الأصدقاء “أحنا في حياة بعض زي المسكنات كل مرة واحد فينا بيسكن ألم التاني ، وكل واحد فينا عارف التاني هيقوله ايه بس برضو محتاج يسمع كلمتين يصبروه”.

الناس اللي عانوا من الوحدة أكيد عانوا من أمراض نفسية تانية ، لو موصلش بيهم الحال للانتحار أكيد راحوا لدكاترة نفسيين بسبب الأمراض النفسية اللي جاتلهم بعد الوحدة ، فتخيل انت صاحبك اللي مش مخليك توصل لكل دا ميستحقش انك تدور عليه ولا تختاره صح ؟!

فنصيحة صاحب صح وعيش مع ناس صح ، واختار صح ، اختار زوجتك صح ، زوجتك دي صاحبتك زي ما ربنا قال وزي ما ذكرنا ، وسيدنا محمد لما نزل عليه الوحي مرحش لصديقه أبوبكر دا راح لزوجته يحكيلها وهي مقصرتش خففت عنه وتاني يوم أخدته وراحو شافو الحل عند ورقة بن نوفل عشان كدا اختار الناس اللي حواليك صح ، نقيهم زي ما بتنقي كل حاجة حلوة في حياتك ، هتبقى سعادة ليك في الدنيا وفوز ليك في الآخرة ..

النهارده عرفتك احنا ليه بنحتاج بعض وليه مينفعش نعيش من غير بعض .. بس خلي بالك إن الاحتياج دا ممكن يتقلب ، والصحبة اللي كلمتك وقولتك إنهم بيحموك ممكن يكونو هما اللي بيزقوك في طريق النداهة ..

واستناني في الجزء الجاي عشان هنكمل كلامنا عن النداهة اللي في حياتي وحكاويها اللي مبتخلصش …

وارجع واعرف الحكاية من أولها من خلال اللينك دا :

https://adam-arts.com/?p=9290

بقلمي: أحمد عبدالسلام