كل حاجة في حياتنا ليها وشين ، وش جميل بيفرحك ويسعدك ويطمنك ، ووش تاني قبيح يخوفك وعايز يقتلك ، زي النداهة وكمان زي المجتمع اللي بتعيش فيه ، بس ازاي مش احنا قولنا لازم نعيش في مجتمع عشان يحمينا ؟!!
هو دا اللي هنعرفه في الجزء الثالث من النداهة اللي في حياتي …
انا شايف الدهشة والاستغراب اللي على وشك لما قرأت المقدمة وعارف السؤال اللي بتسأله دلوقتي اللي هو ازاي يكون المجتمع اللي اصلا بيحميني يكون هو الحاجة اللي تؤذيني ؟!
وعشان نجاوب على السؤال دا هنرجع برضو لبداية البشرية على الأرض ، لما اتنين من أولاد سيدنا آدم اختلفو سواء على زوجة أو غيره ، فقدمو قرابين لله ، فتقبل الله من أحدهم ولم يتقبل قربان الآخر ، فالحسد والغيرة وصلوا الابن التاني لقتل أخوه ، وكان أول جريمة في تاريخ البشرية كان سببها الحسد والحقد..
والحسد من المشاعر الطبيعية للنفس البشرية ، فانت هتقابل في حياتك كتير من نفس النوع دا ، اللي هيحسدك عشان شايفك أحسن منه في حاجة بالرغم إن ممكن عنده أحسن منها ، بس هو وعلى رأي المثل العين متحبش الأحسن منها ، فتميزك دا مصدر أذى ليهم ، فهيوقفوك وهيحاولو ييأسوك ويحبطوك ويكسروك بس انت خليك جامد وحاول تاني وعاند ..
“انت مش نسخة مكررة انت متميز”
طريقك للنجاح مش سهل ومش بس الحسد الحاجة الوحيدة اللي هتوقفك ، دا الأخطر من كدا العقليات المريضة الموجودة في مجتمعنا ، العقليات اللي اختصرت النجاح في كليات قمة فقط ، العقليات اللي شايفين النجاح هو عبارة عن توب اللي يلبسه هو اللي نجح واللي ملبسوش دا فاشل ، مع اننا لو فكرنا دقيقة ان التوب دا ممكن ميبقاش على مقاسي هسيبه وهشوف الحاجة اللي تتناسب معايا.
فنصيحة متعش بدماغ حد انت ليك تميزك متكفرش بالتميز اللي جواك ، خد من كلامهم اللي يدفعك ، وكلام التقد حتى لو هدام اعتبره وقود تحرقه عشان تفضل في المقدمة .
“ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون”
“بس كلامهم بيوجعني” ، وخصوصا لما يجي من الناس اللي مفروض يكونو مصدر دفع ليك زي أهلك ، للاسف الأهالي أحيانا كتير بيكونو هما مصدر للاحباط اللي بيصل ليه الأجيال الجديدة ، فبرغم من إنك ممكن تكون سابق ناس قبلك في المجال إلا إنهم شايفين دا عادي طالما مدخلتش كلية قمة أو مجبتش امتياز في الكلية أو غيرها من الأسباب .
طب إيه الحل لضيق الصدر دا .. لو كملت بعد الآية “ولقد نعلم أنه يضيق صدري بما يقولون ◊ فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين” طيب ليه التسبيح والحمد ، التسبيح صيغة تعجب أكنك بتتعجب انت ليه مضايق نفسك لكلامها ، ومقرون بالحمد على نعم ربك عليك اللي منها الإبداع اللي جواك وتميزك ومكانتك وشغلك ونجاحك ، وكن من الساجدين يعني اشكر ربك كمان بالعبادة وأخيرا “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين” وجزء من العبادة دي العمل وأعتقد إن العمل هو المقصود هنا لإن ربنا ذكر جزء العبادة في الآية اللي قبلها.
تاني حاجة لو طبقنا نظرية عم ضبش مع سلطان في فيلم غبي منه فيه لما كان بيقول “لو معاك كشري وجيت أخدت معلقة هيفرق معاك في حاجة” فانت لو معاك 40 مليون جنيه وجه واحد أخد منك 10 جنيه هتسيب 39999990 وتبص للعشرة جنيه بالعقل كدا ولا هتجري وراه ، أكيد هتسيبه وتركز مع باقي الفلوس ، ومع ذلك انت بتعمل العكس ازاي ؟
الأربعين مليون دول هما عدد الدقايق في حياتك ويمكن أقل شوية لو أخدنا بنص حديث ” أعمار أمتي بين الستين والسبعين” يعني من 30:36 مليون دقيقة تقريبا انت بتسيبهم وبتجري ورا دقيقة واحدة مش هقولك 10 دقايق كمان اتقالت فيهم كلمة ، يعني انا مثلا لسه مكملتش 24 سنة لما جيت أحسبها لقيتني تقريبا عشت 12.6 مليون دقيقة ، الكلمة أو الكلام اللي بيقولوه بيطلع في دقيقة قصادها أنا ضيعت من عمري أيام زعلان.
فمتضيعش وقت في الحسرة والندم والضيق اشتغل واتعب وسيب النتايج على ربك هو عارف اللي مريت بيه وهيديك سواء في دنيتك أو أخرتك على تعبك وهنتكلم في كل دا تاني لما نيجي نتكلم على نداهة النجاح في وقتها.
أخيرا زي ما قولنا إن أصدقاءك هما جزء من مجتمعك ويمكن هما الجزء الأكبر في التأثير عليك لإن دول هما اللي انت اختارتهم ، انت ماخترتش أهلك بس اختارت صحابك ، ومع ذلك صاحبك مش هيبان غير وقت الضيق .
للاسف إن الصحبة الفاسدة هي أكبر سبب بيرميك في طريق النداهات اللي ممكن بسهولة تغرقك واللي هنتكلم عليها في الأجزاء اللي جاية .. استنوني في الأجزاء القادمة من النداهة اللي في حياتي وحكاويها اللي مبتخلصش .
وممكن تشوف الأجزاء السابقة من خلال :
بقلمي: أحمد عبدالسلام