أنا الموقع أدناه.
المغفور له بإذن الله.
كنت أظن أنني عندما أتوفى سوف تتوقف الساعات والأيام عند مَن أحبهم، سوف يشعرون بالحزن والأسى حيالي، كنت أظن أن ساعة الوداع سوف تكون أطول من ذلك، كنت أظن أن حبهم صادق لي، وأن فراقي سوف يكسر شيئًا بداخلهم، ولكن الحقيقة لا أحد حزن عليَّ ولا توقفت الأيام والساعات.
أعلم أن لكل شخص حياته ومشاكله الكفيلة بأن تأخذه عمَن يُحبهم ولكن السؤال هُنا هل كل مَن يرحل عن حياتنا يرحل من قلبنا وذاكرتنا أيضًا؟
الحياة تغيرت كثيرًا عما سبق، كنا نسمع من قبل دائمًا تلاوة القرآن الكريم وبكاء الأحبة على المتوفين.
الآن لا نسمع صوتًا ولا نرى إحساسًا إلا مَن رحم ربي، صرنا في عصر السرعة حتى الحزن على المتوفى أصبح سريعًا.
اقرأ أيضًا: مواسم الكتابة
لا أعلم مَن هؤلاء الناس الذين لا يُشكل فرقًا عندهم ولا يتعظون منه.
يدفنون المتوفى وكأنه شيء من ضمن أشياء المنزل القديمة.
هل أصبحت مشاعرنا باردة أم قسوة الحياة علمتنا الجحود والجفاء؟
أصبحنا نتأثر بالحدث وقت حدوثه فقط وبعد ذلك كأن شيئًا لم يكن وأصبح البعض لا يتأثر حتى أثناء حدوث الحدث.
كيف صرنا هكذا، لا أعلم، هل ماتت ضمائرنا؟ هل ماتت مشاعرنا؟ أم أصبحنا مع صخب الحياة آلات متحركة لم يخلقنا الله هكذا، أصبحت كلمة (أنا) هي المسيطرة على حياتنا وتفكيرنا، أكون أو لا أكون أو لا يكون أحد بعدي.
خلقنا الله بفطرتنا وإحساسنا والضمير الذي يؤنبنا عندما نخطئ
أين الفرح لفرح الغير؟ أين الإيثار؟
أين كل الأخلاق الحميدة؟
هل اختفت؟ أم اختص بها فقط بعض البشر؟
متى سوف تستيقظ إنسانيتنا من غفوتها الطائلة؟
متى سوف نعطي لقلبنا الذي يدق أن ينبض حقيقة لسعادتنا وسعادة الآخرين؟
متى نعطي لعقلنا الحق في أن يفكر في شيء غير أنفسنا فقط؟
أنا الموقع أدناه عندما تعلمون بخبر وفاتي لا تلبسوا الأسود ولا تحزنوا، تذكروني فقط بالخير إذا فعلت لأحدكم أي خير وإذا فعلت شرًا فسامحوني.
أنا الموقع أدناه عِشتُ قليلًا الحمد لله ولكنني تعلمت الكثير من الدنيا مما جعلني أشكر الله على حياتي القصيرة.
ليس البشر أشرارًا منذ خليقتهم، الله لم يخلق أحدًا شريرًا بطبعه ولكن نحن مَن نختار الطريق الذي نريد أن نعيشه سواء طريق الخير أم طريق الشر.
أحيانًا تضطرنا الظروف أن نتغير ونصبح أسوأ مما كنا ونتفاجأ بأناس ظننا فيهم الخير، ولكن لم نجد منهم سوى الشر ولكن عندما نشعر بتغيرنا للأسوأ، يجب هُنا أن نتوقف ونلتقط أنفاسنا من جديد ونسأل الله العون والعودة لأفضل مما نحن فيه.
الاعتراف بالخطأ أول طريق العودة للأفضل.
الحياة حرب وأكبر حرب فيها هي حربك مع نفسك وأنت مَن تقرر هل تريد أن تتغلب عليك نفسك الأمارة بالسوء أم تتغلب أنت عليها؟
خذ حذرك من الدنيا واعرف الفرق جيدًا بين الدنيا والبشر الذين يعيشون في الدنيا.
لا تظلم الدنيا بسبب ناسها.
لا تظلم، لا تكذب، لا تخون كلها صفات نكرهها لكن السؤال هنا هل اضطرنا في يوم أن نلجأ إلى تلك الصفات؟
ولو كانت الإجابة نعم فاعلم أنك صادق؛ لأننا بشر وكل البشر خطاؤون، ومادمت تتنفس وعلى قيد الحياة تستطيع أن تستغفر وتصلح خطأك وتتوب.
أما إن كُنت في عداد الموتى فنسأل الله أن يدعو لك أهلك بالرحمة إذا تذكروك.
الحق نفسك قبل أن يفوتك قطر الحياة؛ لأن القطر إذا فاتك لن يندم أحد سواك.
الإنسان سيرة وأسأل الله أن أتوفى وسيرتي حسنة لا يشوبها شيء ولا أكون ظالمة لأحد.
أنا الموقع أدناه زوروني ولا تبخلوا عليَّ بزيارتكم، فزيارتكم تفرحني ودعاؤكم رحمة من عند الله.
اقرأ أيضًا: من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر
كتبت: شروق كمال مدبولي.