ربما عانيت من الوحدة في فترة ما من حياتك، و ربما مازلت تعاني منها، الوحدة شعور مؤلم لا يقتصر أثرها على الجانب النفسي فقط و لكن قد تمتد للجانب المادي ايضاً.
تم إجراء دراسة منذ عدة سنوات تحت رعاية معهد كارنيجي للتكنولوجيا أثبتت أن حوالي 15% من النجاح المالي للإنسان يعود إلى معرفته العلمية، أما نسبة 85% الباقية تعود إلى مهاراته الاجتماعية، و القدرة على قيادة الناس إذا وصلت هنا عزيزي القارئ فهذا معناه أنك مهتم بإيجاد حل لتلك المشكلة: أليس كذلك ؟! إذاً هيا بنا لنجد حلاً معاً .
قال الدكتور جون دي-هيبن الرئيس السابق لجامعة برنستون: “التعلم هو القدرة علي مجابهة مواقف الحياة”، كما قال هيربرت سبنر: “الهدف الكبير من التعلم ليس المعرفة و إنما الفعل “.
إذاً انت تفكر الآن أنك ستتعلم من هذا المقال ما سيجعلك قادراً على مواجهة الحياة و ستصبح قادراً على جعل تلك الكلمات التالية في أفعالك، في الحقيقة نعم هذا ما سيحدث معك.
في البداية سنتعلم الفنون الأساسية في معاملة الناس و هي:
أولاً: النقد:-
أتعلم أن تسعة و تسعين في المائة من الناس لا ينتقد أحدا نفسه إطلاقاً مهما كان مخطئاً، اذاً لا جدوي من الانتقاد الذي يضع الإنسان نفسه في موضع المُدافِع عن نفسه لتبرير أفعاله و لأن الانتقاد يجرح كبريائه و يؤذي إحساسه.
لابد أن ندرك جيداً عزيزي القارئ أن الشخص الذي تنتقده ربما يبرر أفعاله و ربما يديننا بالمقابل، ربما كانوا تحت ظروف لو وقعنا فيها لفعلنا نفس التصرفات!
و كما قال لنكولن:”لا تدينوا كي لا تدانوا “
لنكولن الذي كان يكتب خطابات يسخر من الناس و يَلقي بها في الطريق كي يعثر عليها الناس،حتي بعد أن أصبح محامياً كان يهاجم خصومه في الصحف، أليس غريباً عزيزي القارئ أن أكثر شخص يسخر من الناس يتراجع عن أفعاله و يقول ذلك؟!، نعم ليس غريباً لأن تلك الانتقادات كانت ستؤُدي بحياة لنكولن، من أحد الأشخاص الذي كان يسخر منهم صراحةً، فتراجع عن تلك الأفعال. آلم تقتنع بعد عزيزي القارئ؟!
أنت تعلم أنك لا تتعامل مع مخلوقات منطقية، لكنها عاطفية، مخلوقات عاطفية مُمتلئة بالشر و الكبرياء و الغرور، و الانتقادات شرارة ربما سببت انفجار في مخزون البارود.
بنيامين فرانكلين، عديم الفطنة و الكياسة في شبابه، صار دبلومسياً، و بارعاً في معاملة الناس، و تم تتويجه سفيراً لأمريكا لدى فرنسا، أتعرف ما سر نجاحه؟ قال:”لن أتكلم عن أحد بسوء، سأذكر خير ما اعرفه عن الناس”.
و كما قال كارليل:”الرجل العظيم تظهر عظمته عن طريق معاملته لمن هم أقل منه”.
و كما جاء معلمنا الاول بذلك منذ آلاف السنين عندما حذرنا من الغيبة و قال:”إن كان فيه ما فيه فقد أغتبته و إن كان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته”.
و عن جابر قال: كنا عند رسول الله فهبت ريح منتنة فقال رسول الله:”أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين”.
فبدلاً من إدانة الناس دعنا نحاول أن نفهمهم، هذا مفيد جداً، خير من الانتقادات و بالتالي فإنه يولد العاطفة و الحب و التسامح.
و في الأجزاء القادمة سنكمل باقي المهارات التي سنتابعها في معاملة الناس.