قصر السكاكيني

قصر لا يقل روعة عن قصر البارون، قصر عمره ١٢٤ عامًا، يقع في حي الظاهر أحد أعرق أحياء القاهرة القديمة وأيضا أهم قصور القاهرة الخديوية وأجملها إنه قصر السكاكيني، تحفة معمارية على الطراز الإيطالي في قلب القاهرة، نموذج لفن الروكوكو، وتلقي آدم الضوء في هذا المقال على قصر السكاكيني، والذي أصبح مفتوحًا للزيارة، حيث نتعرف معًا على:

  • سبب تسمية قصر السكاكيني بهذا الاسم؟
  • إعجاب الخديوي إسماعيل بالسكاكيني
  • حكاية بناء قصر السكاكيني.
  • وصف قصر السكاكيني (الروكوكو).

سبب تسمية قصر السكاكيني بهذا الاسم

  • ارتبط اسم القصر باسم صاحبه السوري “غابرييل حبيب السكاكيني” ، الذي ولد في دمشق عام 1841م، ثم جاء إلى مصر في عام 1856م.
  • يُقال إن سبب حصوله على هذا اللقب الذي لقب به (السكاكيني) ، إنه جمع ثروته قبل العمل في المقاولات من تجارة السكاكين والأسلحة.
قصر السكاكيني
قصر السكاكيني

إعجاب الخديوي إسماعيل بالسكاكيني

  • لفت الشاب نظر الخديوي إسماعيل حاكم مصر آنذاك، بعدما استطاع حل أزمة انتشار الفئران، وما تنقله من أوبئة في منطقة السويس، وذلك عن طريق إرسال طرود قطط جائعة مُحملة على الجِمال، فقضت على مشكلة انتشار الفئران في منطقة قناة السويس.
  • بعدها تولى وظيفة بشركة قناة السويس ببورسعيد، ثم أسند الخديوى إليه بناء الأوبرا الخديوية له.
  • نجح بالفعل في الانتهاء من بناء الأوبرا في الوقت المحدد في 17 نوفمبر 1869م مع المعماري الإيطاليPietro Avoscani.
  • استطاع السكاكيني إنهاء المشروع في الوقت المناسب عبر تنظيم العمل بنظام الورديات على ثلاث فترات.
  • أصبح السكاكيني من المقاولين الأثرياء، وأنعم عليه الخديوي لقب “بيك“، حيث تمت الموافقة في القسطنطينية من قِبل السلطان عبد الحميد، وبعدها أصبح حبيب السكاكيني من كبار المقاولين.
  • في مارس 1901م منحه البابا في روما لقب “الكونت” ؛ لخدماته في المجتمع.
قصر السكاكيني
قصر السكاكيني

اقرأ أيضًا:تعرف على “جوهرة القصور الملكية” قصر عابدين

حكاية بناء قصر السكاكيني:

  • يقع قصر السكاكيني باشا في الميدان الذي يحمل اسمه، محاطاً بمجموعة من العمارات الحديثة في حي الظاهر.
  • عُرِفَ محيط القصر لاحقًا بحي السكاكيني، ونظرًا لعلاقة السكاكيني باشا مع الخديوي المميزة، فقد سهلت له الحصول على هذا الموقع المميز للقصر، حيث يشع منه 8 طرق رئيسية.
  • وبنى السكاكيني القصر على مدى خمسة أعوام متواصلة، وتحديداً في الفترة بين عامي 1892م و1897م، على قطعة أرض كانت بركة تسمى “قراجا التركماني” ، أو “بركة قراجا“، قد منحت له هذه الأرض في منطقة الظاهر.
  • قد قام السكاكيني بردم البركة وبناء القصر عليها، وكلف السكاكيني شركة إيطالية ببناء القصر، على مساحة 2698 متراً، على غرار قصر أعجبه في إيطاليا، وتم الانتهاء من بنائه عام 1897م.

قصر السكاكيني

قصر السكاكيني

وصف قصر السكاكيني (الروكوكو):

  • شُيد قصر السكاكيني على الطراز الإيطالي، حيث يعتبر نموذجا لفن “الروكوكو“، وهو زخرفة رائعة تجسد الفن المعماري في أبهى صوره.
  • رأى حبيب السكاكيني قصرًا إيطاليًا، وأراد تقليده في القاهرة.
  • جاء معماريون إيطاليون خصيصًا للمشاركة في بنائه، بارتفاع 5 طوابق، ويحتوي على 50 غرفة، و400 نافذة وباب، و300 تمثال.
قصر السكاكيني
قصر السكاكيني
  • أبرزها تمثال نصفي لمالكه السكاكيني باشا، وُضِعَ في أعلى المدخل الرئيسي للقصر، وتمثال فتاة «درة التاج»، وتمثال على هيئة تمساح، وتماثيل أخرى صُنعت من الرخام، ويحيط بأركان القصر 4 أبراج وفوق كل برج قبة صغيرة.
  • يتكون الطابق الأول من 4 غرف، ويتكون الطابق الثاني من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين.
  • أما الصالة الرئيسة، فتبلغ مساحتها 600 متر مربع، وتحتوي على 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر.
  • وللقصر مصعد يطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدي إلى غرفة الإعاشة الصيفية.
  • أما بدروم القصر، فينخفض 6 درجات عن الأرض، ويضم 3 قاعات و4 صالات ودورات مياه وغرفتين، وكان في السابق مخصصاً للخدم والمطابخ، ولا يوجد به أية زخارف.
  • كما يتميز القصر العريق بالعشرات من التحف الفنية الرائعة، منها أشكال فتيات وأطفال.

قصر السكاكيني تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار:

  • في عام 1923م توفي حبيب باشا السكاكيني، وقسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة.
  • قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبًا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة، والتي لم تكن الجهة المؤهلة لوراثة مثل هذا القصر.
قصر السكاكيني
قصر السكاكيني
  • ثم تم تسجيل هذا القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لسنة 1987م؛ ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.
  • من اللافت للنظر اهتمام الدولة بترميم القصور القديمة الموجودة في مصر وإعادة بهائها والحياة إليها، ضمن خطة ترميم الآثار المصرية.

وأخيرًا فنحن أمام تحفة معمارية إيطالية تخطف الأبصار بمجرد النظر إليها في قلب القاهرة، درة أثرية تشعر من خلال زيارتك له برهبة وروعة وجلال المكان وتستشعر المجد الغابر.

اقرأ أيضًا:قصر البارون..ما بين الحقيقة والأساطير