عندما نسمع كلمة سم يجول في خاطرنا على الفور السم المادي الذي يقتل الإنسان، لكن في الحقيقة فإن العلاقات السامة من أنواع من السموم المعنوية التي تتخلل داخل الإنسان وتتغلل في أعماقه لتقتله نفسيا وتدمره معنويا مع مرور الوقت فتجعل روحه باهتة، فيتحول إلى إنسان مهزوز عديم الثقة بذاته وبالآخرين فيصبح ميتا وهو على قيد الحياة، إنسان قتلت مشاعره واستنفدت طاقته، ضعيف أمام نفسه وأمام الآخرين لا يستطيع أن يتقدم في حياته، يجعل كل تركيزه في دائرة واحدة فقط وهي نقاط ضعفه وعيوبيه ويضع نفسه دائما في دائرة الذنب وإنه المخطئ دائما فيحيا طوال حياته يجلد ذاته حتى يرهقها ليس ذلك فحسب بل ويساعد في قتلها.
هنا من المؤكد إنك عزيزي القارئ بدأ يجول في خاطرك العديد من التساؤلات وأكثر هذه التساؤلات هي ما هي السموم المعنوية؟
وكيف يكون لها هذا التاثير الخطير على حياة الإنسان؟ فالذي أعنيه بالسموم المعنوية عزيزي القارئ هي سموم العلاقات أو ما يسمى بالعلاقات السامة، نعم مثلما قرأت تماما فهناك العديد من العلاقات المرهقة والمتعبة لنا في حياتنا، التي تحول حياة المرء إلي جحيم، وتكون لها تأثير السم ومرارة العلقم، هذه هي العلاقات السامة، فمن الممكن أن تكون في علاقة زواج أو خطوبة لكن ليس بالضرورة أن تكون في علاقة عاطفية فقط، فقد تكون في علاقة صداقة أو في علاقة الأب بأبنائه.
فكيف تتأكد أنك في علاقة سامة؟
العلاقات السامة
هناك العديد من الدلائل التي تجعلك تحكم على علاقتك بشخص ما وتعرف إذا كانت هذه العلاقة تسير بشكل صحي سليم أم أنها علاقة مرهقة ومتعبة ولا تصلح ويجب عليك بتر هذه العلاقة، كي تكسب نفسك وصحتك النفسية، لأن الاستمرار فيها سيجعلك تخسر نفسك وحياتك.
وقبل أن أجيب عن تسأول كيف تعرف إنك في علاقة سامة يجب أولا أن تعلم أن العلاقات عبارة عن احتياج، لذلك فإن أية علاقة إذا لم تشبع وتلبي فيها احتياجك من حب أو اهتمام أو غيرها من الاحتياجات الإنسانية، فأي علاقة لا تعطي لك احتياجك فهي عبء عليك.
لكن لابد أن تكون احتياجات سوية فلا تطلب من الطرف الآخر أمور فوق طاقته، ولا يستطيع أن يقدمها لك وتصف تلك العلاقة أنها سامة وهي ليست كذلك، فعليك أن تعلم أولا واجباتك وحقوقك وإذا قصر الطرف الآخر في حقوقك ولم يعطيها لك، هنا أقول لك أنك في علاقة سامة مرهقه لك وخاصتا إذا وضحت للطرف الآخر تقصيره وأصر عليه، فعليك أن تأخذ وقفة مع نفسك وتنظر للأمور من جهة أخرى وتقرر إذا كنت ستستمر أم لا.
أما إذا قصر الطرف الآخر في الفضل وليس الحق فلا تعتبر هذه العلاقة سامة.
اقرأ أيضًا: كيف تفهم مشاعرك بوضوح؟
أشهر 4 علامات تدل على العلاقات السامة:
وتوصف العلاقة بأنها سامة إذا وجدت فيها العديد من الأمور، منها:
1- إذا كان طرف واحد هو الذي يعطي والطرف الآخر يأخذ فقط هنا تكون هذه العلاقة محكوم عليها بالفشل، لأن الطرف الآخر سيشعر دائما بالضعف والاضطهاد.
2- إذا كان الطرف الآخر لا يقوم بمسؤليته وواجباته سواء كانت مادية أو معنوية، مما يجعلك تتسول حقوقك منه.
٣- إذا كان كنت في علاقة مع شخص كثير اللوم مما يجعلك تكذب عليه، كي تخرج من دائرة اللوم والعتاب فلا تجد في هذه العلاقة غير التعب والإرهاق النفسي.
العلاقات السامة
٤- وتعرف العلاقة السامة أيضا عندما تشعر بأنك شخص ضعيف، وكل ما تفعله ليس له قيمة وتشعر بعدم التقدير والاحترام وإنك صغير في نظر نفسك.
اقرأ أيضًا: أشهر 3 نصائح لـ كيفية التعامل مع الشخصيات السامة
قد توجد علاقات سامة في حياتنا ولا يمكننا التخلص منها، لإنه قد تكون علاقة أبوة أو إخوة ولا يمكن قطعها أو علاقة زواج فلا يمكننا أن نهدم البيت قبل أن نبذل كل الطرق للإصلاح والتعديل.
لذلك عزيزي القارئ سوف أذكر لك كيف تعلاج العلاقات السامة في حياتنا؟ لكن قبل أن أبدأ في ذكرها عليك أن تعلم جيدا إنك إذا تأكدت من إنك في علاقة سامة تسبب لك الأذى والإرهاق النفسي وتجعلك تشعر بآلام دائما فعليك بإنهاء تلك العلاقة.
أما إذا كنت في علاقة سامة ولا تستطيع أن تتخلص منها هنا سقول لك كيف يمكن أن تصلح هذه العلاقة، لكن يجب أن تعلم عزيزي القارئ أنك سوف تبذل كثيرا من الجهد النفسي وقد تنهار في منتصف الطريق، لكن عليك بالصبر والتحمل إذا كان الشخص له الكثير من المميزات التي تغفر له ويستحق ذلك الجهد المبذول، دعونا الآن نتعرف على:
طرق علاج العلاقات السامة
قبل أن أذكر طرق علاج العلاقات السامة أولا أن أسألك عزيزي القارئ بعض التساؤلات وهذه التساؤلات أواجهها للشخص المتضرر من هذه العلاقة.
- هل أنت علي استعداد لتحمل الأذى الذي ستتعرض له في فترة العلاج؟
- هل لديك القوة لتبذل الكثير من الجهد والوقت لإصلاح تلك العلاقة؟
- هل أن انت على استعداد لتحمل المشاكل التي ستتعرض لها؟
- هل لدى الطرف الآخر الاستعداد للتغيير؟
- فإذا كانت الإجابة نعم فهيا بنا نتعرف على طرق إصلاح العلاقات المرهقة.
أولا وقبل كل شيء عليك أن تعلم جيدا أنه إذا لم يكن لدى المرء استعداد للتغيير ورغبة في ذلك فلن يجدي معه أي شيء، إما إذا تمت المواجهة بين الطرفين واعترف الطرف المرهق بأنه مخطأ واتفقتم على طريقة للإصلاح والتغيير، هنا أستطيع أن أقول لك أن هذه هي أول خطوة في علاج تلك العلاقة.
العلاقات السامة
ولنبدأ الآن في ذكر طرق العلاج، عن طريق تغيير طريقة التعامل ويكون ذلك من خلال محورين:
أولا: فن الرد:
تعلم كيف ترد علي اتهامات الطرف الآخر التي يواجهها لك دون وجه حق ليس ذلك فحسب، بل ويجعلك مخطئ ويقنعك بذلك فإذا ما تعلمت فن الرد الصحيح والتمسك بحقك فإن ذلك يصلح العديد من الأمور.
ثانيا: فن الرفض:
في مثل هذه العلاقات عليك أن ترفض كل شيء لا يناسبك ولا ترغب به وتصر على قرارك ولا تقبل بأي شيء، يجعلك تتأذى وتوضح أسباب رفضك للطرف الآخر، لأن قبولك أحيانا لكل شيء حتى ما لا ترغب به يضيع حقك ويجعلك تتحمل أكثر من طاقتك لتنهار في النهاية.
فن الرفض
نصائح أثناء فترة العلاج للشخص المتضرر من العلاقات السامة:
وهناك بعض النصائح أوجهها لك عزيزي المتضرر من العلاقات السامة وأنت في فترة العلاج، وهي:
١- لا تبتعد عن الناس في تلك الفترة بل تعرف على أشخاص جدد ووسع دائرة معارفك.
٢- اجعل بينك وبين غيرك حدود دائما ولا تقبل بالأشياء غير المريحة لك.
3- معرفة نقاط قوتك وتعزيزها ونقاط ضعفك والعمل على إصلاحها.
٤- لا تسمح أبدًا بهز ثقتك بنفسك.
٥- توقع المقاومة من الطرف الآخر.
وعليك أن تعلم جيدا أن الطرف الآخر لا يعلم أنه مؤذي لك فعليك مواجتهه، ورفض ما يفعل.
اقرأ أيضًا: كيف تعالج نفسك بالحب؟! .
أفضل 4 طرق التعافي من العلاقات السامة:
إما إذا كنت قد كنت في علاقة سامة وخرجت منها وتريد أن تتعافى منها فعليك باتباع العديد من الأمور، حتى تعود لحياتك وتستعيد نفسك وروحك التي أنهكتها تلك العلاقة، ومنها:
١- التعبير عن مشاعر الحزن والألم وتقبل تلك المشاعر، التي بداخلك في تلك الفترة حتى يأخذ الحزن وقته وتتعافى منه بعد ذلك.
٢- تقبل الفقد وعدم إنكاره وتقبل عدم وجود ذلك الشخص في حياتك.
٣- تعلم أن ترفض كل ما يرهقك نفسيا والبعد عنه حتى لو متعلق به.
العلاقات السامة
٤- السماح بتجديد الحب مرة أخرى مع من يستحق ذلك الحب، فكما أن هناك أشخاص تألمنا هناك أيضا من يخلص لنا ويمنحنا الحب والاهتمام الذي نستحقه، فلا تقبل بأقل مما تستحق.
وإذا كنت في علاقة تشعر فيها بالأذي أكثر من السعادة والحب فابتعد عنها وابحث عن السعادة والحب مع من يستحق حبك ولا ترهق نفسك مع شخص لا يقدرك.
وكل علاقة لا تشعر فيها إنك أفضل ولا تعطي لك السعادة فعدمها أفضل حتى وإن كنت تحمل لهذا الشخص الكثير من الحب، فالحب وحده لايكفي فالتقدير والاحترام يكونا أحيانا أهم من الحب ذاته.
اقرأ أيضًا: تعرف على كيفية الخروج من علاقة حب دون تأثير 2022
شاهد أيضًا:
