التصدير معركة حياة أو موت

BBE44119 BEAC 4784 8914 E5B0A628D89B

التصدير معركة حياة أو موت المعركة التى يجب أن ينتصر فيها الشعب المصري، منذ فجر التاريخ والشعب المصري مكتفي ذاتيا من كل شيء سواء طعام شراب أسماك حتى المواد الخام كانت مصرية، وكلما احتاج المصري القديم الى شيء اخترعه فخترع علوم الفلك والطب وادوات الجراحة وعلوم النباتات والعلاج بالأعشاب  واخترع الهندسة والحساب وعلوم اللغة والادب .

وطوع المصري القديم حجارة الجبال، ليشكل بها أضخم وأفخم العمائر التي لازالت تحارب الزمن والسنين وتنتصر عليه في معركة البقاء والخلود.

وظلت مصر والشعب المصري يأكل مما يزرع ويلبس مما ينسج ويستعمل في الحرب والسلام أدوات من صنع يده.

التصدير في عهد محمد علي باشا:

 

التصدير معركة حياة أو موت

وعندما جاء محمد علي باشا ورأى أن مصر وحكم العثمانيين تراجع بمصر والدول العربية وحتى بتركيا قرون كثيرة عن ركب الحضارة، استعان بخبرات أجنبية وعقول مصرية درست وتعلمت وتدربت على أياد وخبرات أجنبية، لتواكب ركب وقطار الحضارة المنطلق بأقصى سرعة.

لكنه لم يستعن أبدا بالمنتجات الأجنبية حتى ولو كانت رخيصة،  بل أصر وصمم على إنشاء المصانع والمعامل التي تنتج كل ما تحتاجه الدولة المصرية من الحبال والبارود والمدافع إلى السفن والبوارج.

التصدير في عهد الخديوي إسماعيل:

 

التصدير معركة حياة أو موت

وظل هذا نهج مصر حكومة وشعب وحكام ومحكومين حتى جاء عهد الخديوي إسماعيل وحدثت انتكاسة مروعة، فقد فتن إسماعيل باشا بكل ما هو أوروبي شكلا وليس جوهرا، فأراد إنشاء القصور الفخمة والشوارع الواسعة والميادين الفسيحة ذات النوافير البديعة ونسى أو تناسى أن يعلم ويدرب ويصنع الإنسان المصري الذي سيبني تلك المظاهر الحضارية البراقة والبعيدة عن جوهر الحضارة القائمة على العلم والعمل والإنتاج والتصدير.

فغرقت البلاد في ديون رهيبة ظلت الخزانة المصرية تسدد في ديون عهد إسماعيل باشا حتى ثلاثينات القرن الماضي.

وخلال ثلاثينات وأربعينات وخمسينات وأيضا جزءا من ستينات القرن الماضي كانت مصر مكتفية ذاتيا من كل شيء تقريبا، فالغذاء محلي والطعام ومشتقاته محلية الزراعة حتى تصنيع الكوب الذي نشرب فيه هو وجميع أدوات المائدة  صناعة مصرية، والملابس مصرية بجميع أنواعها الحريمي والرجالي والأطفال داخلي وخارجي صناعة مصرية.

والقطن المصري يغزو جميع الأسواق العالمية باكتساح  سواء خام أو منسوجات، ويصدر إلى أفخم المتاجر العالمية التي تتباهى بقطن ومنسوج مدينة المحلة المصرية.

التصدير بعد حرب أكتوبر 1973:

 

التصدير معركة حياة أو موت

حتى حدثت الفاجعة بعد نصر أكتوبرعام 1973 وسياسة الانفتاح غير الرشيد والاستهلاك غير المعقول على حساب الإنتاج وارتفعت فاتورة الاستهلاك والاستيراد وانخفضت فاتورة الإنتاج والتصدير وأغلقت المصانع وفتحت متاجر لا يوجد بها إلا منتجات مستوردة وهجرت الأرض الزراعية وعرفنا طريق الهجرة غير الشرعية، هربا من الفقر الذي ضرب البلاد المستهلكة لكل مقومات الحياة وأورثت البلاد جيش من الشباب العاطلين عن العمل، فقد أغلقت المصانع والمزارع.

التصدير حديثا أو في وقتنا هذا:

 

التصدير معركة حياة أو موت

والآن تحاول الحكومة المصرية إعادة الأمور إلى طريقها الصحيح بغلق أبواب الاستيراد غير الرشيد والاستهلاكي والتركيزعلى الإنتاج والتصدير والاكتفاء الذاتي لكل ما تستهلك.

لكن الطريق صعب وشاق وخاصة مع  حدوث العجز التجاري والتضخم المالي الناتج من أزمة كورونا، التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تطبع مليارات من الدولارات دون إنتاج مقابل فرفع نسبة التضخم إلى مستويات غير مسبوقة ثم اتبعته برفع للفائدة على الدولار، مما يزيد من الضغط والديون على الدول المقترضة بالدولار وفي مقدمتها مصر.

لكن الرهان على وعي الشعب المصري، لكي يشجع ويستهلك وينتج ويستثمر في  كل ما هو مصري بإرادته أفضل من أن يكون مرغما على ذلك.

فالإنتاج والتصدير أصبحوا للشعب المصري معركة حياة أو موت.