في هذا المقال سوف نتحدث عن البنك المركزي المصري وأزمة الديون التي تعيشها مصر بشكل خاص والعالم بشكل عام بعد حدوث التضخم والحرب بين أوكرانيا وروسيا.
لكن هل الديون هي مشكلة الدول فقط وليس للمواطن فيها دور ولا تأثير، قبل أن تقول الإجابة، فلتقرأ معي بعض النقاط التي نسردها لك عزيزي القارئ.
- البنك المركزي المصري وأزمة الديون.
- تعريف الدَين.
- رأي الأديان والدول الأوربية في الدين.
- قصة تاجر البندقية.
- ظهور البنوك.
البنك المركزي المصري وأزمة الديون:
أعلن البنك المركزي المصري أمس الأول أن الدين الخارجي المصري وصل إلى ١٥٧.٨ مليار دولار أمريكي مرتفعا بمقدار ٢٠ مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضي.
أوضح البنك المركزي أن مصر سددت أقساط وفوائد في تلك الفترة مقدارها ٦.٥ مليار دولار أمريكي.
واليوم السابع عشر من شهر أغسطس لعام 2022، أعلن محافظ البنك المركزي استقالته من منصبه وقد قبل السيد رئيس الجمهورية الاستقالة.
يبدو أن مشكلة البنك المركزي المصري وأزمة الديون التي تمر بها مصر، والديون الخارجية وتصاعدها إلى أرقام غير مسبوقة وفشل المجموعة الاقتصادية في التعامل مع تلك المشكلة الاقتصادية والمالية التي يشعر بها عموم الشعب المصري في جميع أسعار معيشته واحتياجاته، هي ما دفعت السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء المصري لإحداث تغيير في سياسات المجموعة الاقتصادية وما تبعها من تغيير للسادة الوزراء وعلى رأسهم محافظ البنك المركزي المصري.
تعريف الدَين:
هل تعلم أن كلمة دين أو مدين أو مقترض تعني في اللغة الروسية ملزم أو مذنب، وفي اللغة الإنجليزية القديمة تعني dolg أي تعني جرح أي عقوبة، فالإنسان أصله أن يكون سليم صحيح أما الإنسان المديون فهو إنسان مجروح مريض غير سليم وغير مكتمل ناقص لا يملك إرادته.
والكلمة في اللغة العربية لا تحتاج إلى توضيح فالدين تأتي من الدين، أي أن المدين أسلم أمره طواعية واستسلم للدائن وأصبح على دين أو رغبة أو قناعة أما أمر الدائن فهو أمر يماثل العبودية إلا أن العبد تم استبعاده بلا إرادة منه بخلاف المدين، والمقترض الذي ذهب بإرادته للدائن؛ ليسلم له إرادته وحياته ومستقبله مقابل بعض المال.
رأي الأديان والدول الأوربية في الدين:
ظلت كل الأديان السماوية والمعتقدات غير السماوية تكره الدين وتكره التسبب فيه وتدعو الإنسان إلى العيش وفق إمكانياته وقدراته وأن يستخدم الطرق المشروعة في كسب المال سواء هذا المال زرع أو عقار أو أراضي ومحاصيل زراعية أو ماشية وبعد ذلك ذهب أو فضة أو نحاس.
وفي الثقافة الأوروبية القديمة نرى كراهية وعدم احترام لمن يتعامل بإقراض الناس بفائدة وهناك القصة الشهيرة في الأدب الأوروبي.
اقرأ أيضا: حل أزمة سعر الدولار على الطريقة اليابانية 2022
تاجر البندقية:
وهي قصة وصفت التاجر المرابي الذي أقرض أحد النبلاء قرضا بأحط العبارات ووصفته بأخبث النوايا، وفي القصة عندما حل ميعاد دفع القرض وفوائده لم يستطع هذا النبيل دفع القرض للتاجر المرابي.
وكان العقد ينص على أخذ تاجر البندقية المرابي قطعة من لحم النبيل وفاء لدينه إن عجز عن السداد، وبمعنى آخر أن يقتل التاجر هذا النبيل وفاء لدينه لردع كل من تسول له نفسه عدم الوفاء بدين هذا التاجر لكن المحكمة الإيطالية لم ترضى بهذا الأمروالعقد واتهمت التاجر أنه يخطط لقتل النبيل المقترض وأسقطت دين الرجل النبيل، فقد التاجر أمواله بعد أن فقد احترام أهل مدينته.
لكن كل هذا تغير مع ظهور عائلة روتشيلد مع بداية القرن الثامن عشر وتغيرت الثقافة الأوروبية وتبعتها كل ثقافات العالم؛ لتحكم الأوروبيين فى هذة الفترة على مقاليد العالم.
فقد كانت الدول الأوروبية تحتل معظم دول العالم تقريبا، فأمريكا الشمالية للإنجليز والفرنسيين أمريكا الجنوبية للأسبان والبرتغال، أما أفريقيا تحتلها الإنجليز والفرنسيين وبلجيكا وأسبانيا وتركيا وهكذا الحال في قارة آسيا.
وهكذا يتضح أن من كان يسيطر على الفكر والثقافة والاقتصاد الأوروبي أصبح متحكما في مصير وثقافة واقتصاد العالم.
اقرأ أيضا: براعة الاقتصاد المصري في مواجهة أزمة كورونا
ظهور البنوك:
ظهرت للوجود البنوك بشكلها الحالي وتبعتها البنوك المركزية ثم تغيير النظام النقدي من المعادن الثمينة الثابتة القيمة، كالذهب والفضة إلى العملات الورقية وتحكم عملة واحدة عالمية في مصائر شعوب الأرض.
ومن نتائج طبع النقود الورقية دون غطاء من العمل والإنتاج والمنتجات هي حالة التضخم التي تعيشها الكرة الأرضية الآن، التي تحرق مدخرات البسطاء وتجعلهم يستغنون عن أبسط حقوقهم من طعام وشراب ومسكن، وعن الكثير من ضروريات الحياة والاكتفاء بالكفاف من العيش أو السقوط في فخاخ الدين والمصير المحتوم هو السجن أو الموت.
أين المفر من هذا النظام الجهنمي؟
لا يوجد طريقة للهروب من هذا النظام إلا بمحاربته بالإنتاج والمزيد من الإنتاج والاكتفاء الذاتي من كل المنتجات والخدمات والضروريات والرفاهية في المعيشية، لنا في الحضارات القديمة مثال وعبرة:
فقد استطاع المصري القديم من الاكتفاء ذاتيا لكل شيء، بل إنه استطاع أن يخترع العلوم والفنون واللغة والثقافة وطريقة المعيشة التي تناسبه وتناسب موقعه الجغرافي وثقافته وحضارته وما منحه الخالق من مواد خام طبيعية.
يبدو أن النموذج الصيني والروسي ومن بعدهم الهندي يريدون تطبيق تلك الخطة، لكن القوى الأخرى التي اخترعت النظام العالمي الجديد تضع أمامهم العراقيل وتحيك لهم الفخاخ.
ولمن ستكون الغلبة لقوى النظام العالمي الجديد والبنك الدولي وشركائه أم للقوى الصاعدة؟
هذا ما ستسفر عنه الأيام.
اقرأ أيضا: الحصاد الاقتصادي لعام 2020