عندما تراه تحسب أنه طفل يتعلم المشي، بالرغم من لونيه الأبيض والأسود ولا يوجد به ألوان مبهجة كباقي الطيور إلا أنه يرسم البسمة على وجهك ألا وهو طائر البطريق ، طائر ولا يطير ، يعيش في المنطقة القطبية الجنوبية ولا يغطي جسمه فرو ، لا يعيش على اليابسه ولا في الماء هو بين ذلك وذاك ، إذا وقف على البر أكلته الفقمه وإذاغطس في الماء أكله القرش ، ذلك المنحوس المسكين الذي يشبهنا .
هيا بنا في جولة سريعة نتعرف على ذلك الطائر.
طائر البطريق هو نوع من الطيور البحرية غير القادرة على الطيران تعيش في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، تحولت أجنحتها إلى زعانف لتساعدها على السباحة، تقضي هذه الطيور نصف حياتها تقريبا على اليابسة والنصف الآخر تحت الماء.
طائر البطريق
أماكن تواجد طائر البطريق:
وجود البطاريق في العالم منحصر بالنصف الجنوبي من الكرة الأرضية إلا أن أنواعا قليلة منها فحسب تعيش في قارة أنتاركتيكا، لكن في الواقع تقطن العديد من البطاريق منطقة المناخ المعتدل على سواحل أستراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، ويعيش هذا الطائر في تجمعات.
اقرأ أيضا: اول حيوان صعد الفضاء الخارجي واثر ذلك في دراسة الفضاء 2022
أرجل البطريق وغرابتها:
بسبب أرجل البطريق القصيرة نجده يتمايل مع الحفاظ لكل وزنه على ساق واحدة في كل مرة، عندما يكون على الجليد ينحني قليلا للأمام ويمشي بأقدام مسطحة.
يحافظ على مركز جاذبيته فوق قدميه قدر الإمكان، سبب حركته المضحكة هي مشيه على باطن قدميه فيسير بتبختر لبذل أقل جهد ليعطيه قوة كبيرة تدفعه للأمام.
ومن الحقائق المضحكة أيضا أن طائر البطريق يحب التبختر.
أقدام طيور البطريق الكبيرة مكشوفة للمساعدة في السباحة، ولديهم مخالب مفيدة للمشي على الأسطح الجليدية.
طائر البطريق
أوضحت الأشعة السينية أن أرجل البطريق القصيرة ما هي إلا أرجل وهمية وفي الحقيقة أن أرجلها طويلة ولديها ركبة تشبه الإنسان لكنها تختبئ أسفل ريشه، لأنه طائر يقضي حوالي ٧٥% من وقته في الماء، لذلك يقوم بثني ركبتيه لتقليل المقاومة ويسبح بسرعة أكبر.
أرجل طائر البطريق تحت الأشعة السينية
إضافة إلى شهرته بأنه سباح ماهر، يستفيد من ثني ركبتيه في التزلج حيث يعطيه ذلك قوة دفع للأمام.
تزاوج طائر البطريق:
يبدأ الذكر في التزاوج عندما يبلغ الثلاث أو الأربع سنوات،عندما يفكر ذكر البطريق في التزاوج يسير فوق الجليد على غير هدى يتفحص كل ما يمر أمامه من إناث جنسه باحثا عن فتاة أحلامه.
لهذا يسير منتصب القامة، منتفخ الصدر، شارد النظرات، لكنه إذا ما شاهد إحدى الإناث الجميلات تقبل ناحيته فإنه يعتدل ويرسل إليها إشارات جانبية إذا ما مرت بجانبه دون اهتمام ولكنه يلتفت إليها بكبرياء إذا ما رضيت يبدأ بالاستعداد لخطبتها.
الجدير بالذكر أن البطاريق تتخذ رفيقا واحدا طوال حياتها ويقوم ذكر البطريق بتقديم حجرة ملساء للأنثى كرمز لطلب يدها.
عندما يتزوج طائري البطريق يبنيان العش، استعدادا للبيض ويكون بيضة أو بيضتان على الأكثر.
ولابد أن يحمل الذكر البيضة بين ركبتيه طوال فترة الاحتضان ولا يتركه يلمس الثلج وتقوم الذكور بالتجمع في أكبر ماراثون للصيام ويكونوا مطأطأين الرأس، لتلافي الرياح القطبية والحصول على الدفء من أجسام بعضهم البعض.
طائر البطريق
يتولى ذكر البطريق احتضان البيضة الوحيدة التي تضعها الأنثى، يفقد نحو ٤٠% من وزنه خلال فترة الاحتضان حيث تستمر لمدة شهرين أو ١١٥ يوم على حسب النوع لا يأكل أي شيء.
في حين هروب الإناث في الماء، بسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، بحثا عن الطعام.
في النهاية نجد أن طائر البطريق خلق طائرا جميلا، لكن تحولت جناحيه إلى زعانف للتكيف مع البيئة التي يعيش فيها، وذكر البطريق من أحن الآباء الموجودة في عالمنا، وندرك أنه من الطيور المهددة بالانقراض بسبب قلة نسله وصعوبة فترة حضانة البيضة، بسبب صعوبة المناخ وتأثره بالتغير المناخي.
اقرأ أيضا: الدب المائي .. أقوى وأغرب الكائنات الحية
