تساؤلات كثيرة تجول في خاطرنا، أشياء كثيرة ننكر وجودها في مجتمعنا، ونحن في أمس الحاجة لوجود قيمة عظيمة مثل قيمة العطاء.
أصبحنا نحيا في حياة مليئة بكثير من الضغوطات سواء مادية أو نفسية، لنجد أن هذه الضغوطات بدأت تظهر في تعاملاتنا اليومية مع بعضنا البعض، فأصبحنا نسأل أنفسنا لماذا فقد مجتمعنا روح الوحدة والأمن والحب؟ لماذا لم نعد نشعر بروح الجماعة أو ما نسميه العزوة؟
قالعطاء هو الجهود التي يبذلها شخص ما يقدمها لغيره من إسعاد وإدخال السرور على قلبه سواء كان عطاء ماديا أو معنويا.
أنواع العطاء:
1- العطاء المادي:
هو أن يسعى المرء لمساعدة غيره بالمال وهذا النوع يقدم بطرق عديدة، قد يكون على شكل صدقات تقدم للفقراء والمساكين، وقد يكون على شكل هدايا تقدمها من أجل إدخال السرور على قلب من تحب ورسم البهجة والسعادة في حياتهم، أو بتوفير فرصة عمل تساعده على المعيشة وغيره من المساعدات التي تندرج تحت هذا المعنى.
2- العطاء المعنوي:
هو أن يقدم الإنسان لأخيه الإنسان الدعم النفسي الذي يحتاجه عندما يمر بمحنة في حياته أو يتعرض لأذى نفسي في حياته، أو أن يقدم المرء الحب والدعم لغيره في كل الأوقات ويكون شخصا داعما لكل من حوله، يدعمهم وقت نجاحهم ويقف بجانبهم وقت هزيمتهم.
يعتبر الدعم المعنوي من أقوى أنواع الدعم وأهمها التي يحتاجها الإنسان في حياته.
فوائده على صحتك النفسية:
في الحقيقة العطاء له فوائد كبيرة لتحسين صحتك النفسية بل يجعلك تشعر بطاقة إيجابية كبيرة.
فإذا كنت تقدم الحب لغيرك تأكد أن هذا الحب سيعود لك أضعاف مضاعفة، إذا قدمت تقديرا واحتراما لغيرك فسيعود لك هذا التقدير والاحترام.
إذا أردت أن تصبح متزنا نفسيا عليك أن تقدم المعروف، دون حتى أن تنتظر مقابلا لما تفعل، لو نظرنا لهذا كله سوف نجد أن للعطاء قوة كبيرة في جعلك إنسانا متزنا نفسيا متصالحا مع غيرك بل مع نفسك أولا.
اقرأ أيضا: كيف تحافظ على صحتك النفسية؟
علاقته بالسلام الداخلي:
هناك علاقة وثيقة بينه وبشعور الإنسان بالسلام الداخلي، دعوني أولا أوضح لكم.
فالسلام الداخلي هو رضا الإنسان عن نفسه وشعوره بالسعادة وتقبل نفسه كما هي دون تغيير وقبول عيوبه ثم بعد ذلك يبدأ في تغيير ما يريد من عيوب وتعزيز مميزاته.
تأثيره على السلام الداخلي للإنسان؟
لن يستطيع الإنسان أن يعطي لغيره الحب إلا إذا كان هو في الأساس محبا لنفسه، ولن يستطيع أن يعطي الدعم إلا إذا كان هو في الأساس أول الداعمين لنفسه، ولن يستطيع أن يقدم أي شيء إلا إذا كان متصالحا مع نفسه، فيقدم لغيره دون أن ينتظر مقابلا لهذا المعروف، لأنه في الأساس أشبع نفسه بنفسه أولا، فأصبح شيئا زائدا لديه يسعده نعم، لكن ليس أساسا عنده.
دعونا ننظر للأمور بطريقة أخرى إذا قدم المرء لغيره العطاء وهو ينتظر مقابلا لما قدم، فمهما فعل غيره له لن يرضى لإنه يقدم له أقل مما توقع ويصبح متألما حزينا دائما، لذلك فإن السلام الداخلي والعطاء وجهان لعملة واحدة.
كيف نحقق هذا التوازن؟
العطاء مجموعة من المشاعر العظيمة والمبادئ القيمة التي لو وجدت في مجتمعنا لغيرت الكثير من الأمور، لكن يجب أن يكون هناك توازنا، لأنه مهما كان جميلا إذا زاد عن حده الطبيعي أصبح بلا قيمة وقد يفقد شيئا من جماله.
فالأرض الزراعية عندما تروى بالماء إذا زاد هذا الماء عن الكمية التي تحتاجها الأرض سوف تغرق وتفسد زراعتها، إما إذا أخذت كفايتها فقط من الماء ستصبح أفضل ما تكون.
العطاء قوة كبيرة تجعلك سعيدا في حياتك تشعر بالرضا عن نفسك، قيمة العطاء تجعلك محبا للحياة، مهما تعرضت لمحن وأزمات، كل هذا لن يترك أثرا فيك لأنك ستجد من يدعمك ويقف بجانبك، فهو أكبر مولد للطاقة الإيجابية في الحياة.
اقرأ أيضا: القيم السبعة للاتزان في الحياة .. طريق النجاح الصحيح