تشتهر دمياط بورش صناعة السفن، إلى جانب شهرتها العالمية الواسعة في صناعة الأثاث، حيث تستحوذ مدينة عزبة البرج على ساحل البحر الأبيض المتوسط على حوالي ثلثي أسطول الصيد المصري، حيث يعمل معظم الناس في صيد الأسماك وبناء السفن، خاصة وأن عملية التصنيع لا تزال يدوية في المدينة التاريخية التي حفرت فيها مكانًا في الاقتصاد المصري.

يعمل حوالي 5000 عامل في عزبة البرج التي تقع في محافظة دمياط شمال مصر، على تصنيع أحدث السفن واليخوت لاستخدامها محليًا وتصديرها دوليًا، كما كانت هذه المدينة أحد العوامل الرئيسية التي وضعت مصر على الخريطة العالمية لبناء السفن.

صناعة السفن في عزبة البرج بدمياط

صناعة السفن في عزبة بدمياط

وصناعة قارب واحد يحتاج إلى حوالي 20 طنًا من الخشب، بينما يتراوح طوله بين 12 و 55 مترًا، ويتراوح سعرها بين 160 ألف جنيه (9 آلاف دولار) ونحو مليون جنيه (56 ألف دولار) حسب الحجم والخشب المستخدم في تصنيعها.

كما يفتخر السكان المحليون بصناعتهم التي قالوا إنهم ورثوها عن أجدادهم، ويعلمون أبنائهم أسرار المهنة، لكنهم يشتكون من ارتفاع أسعار المواد الأولية والأخشاب المستوردة منذ صدور سعر الصرف في نوفمبر 2016، الأمر الذي انعكس على صناعة بناء السفن في العزب.

صلاح السمبسكاني صاحب أكبر حوض بناء سفن

صلاح السمبسكاني صاحب أكبر حوض بناء سفن

لمعرفة المزيد عن صناعة السفن أجرت صحيفة ديلي نيوز إيجيبت حوارًا صحفيًا مع (صلاح السمبسكاني) صاحب أكبر حوض بناء سفن متخصص في صناعة القوارب واليخوت في الشرق الأوسط، وتضمن هذا الحوار بعض الأسئلة كالآتي:

متى بدأت بصناعة السفن في عزبة البرج بدمياط؟

بدأت صناعة السفن بدمياط منذ العصور الفرعونية، وبدأت بصناعة القوارب الشمسية، نظرًا للموقع الجغرافي لمدينة عزبة البرج والتي تشبه جزيرة، فأصبحت المدينة موقعًا بارزًا لبناء السفن منذ أكثر من 200 عام.

صناعة السفن بدمياط

صناعة السفن بدمياط

منعت قوارب الصيد من المرور في حرب 1967، حفاظًا على سلامتها خلال تلك الفترة على الرغم من أن القوات البحرية المصرية استخدمت عددًا من القوارب في عمليات الاستطلاع، فأدى وقف الصيد على طول سواحل البلاد إلى اضطرار عدد كبير من الصيادين للسفر إلى اليونان وقبرص بحثًا عن مصدر رزق، وأثبت عدد منهم وجودهم في الدول الأوروبية.

اقرأ أيضًا: تعرف على أهم محطات شركة السيارات العملاقة BMW 

هل عملت في صناعة السفن خارج مصر؟

قال السمبسكاني: “كنت أحد أولئك الذين سافروا إلى اليونان وكان عمري في ذلك الوقت 18 عامًا فقط، مكثت هناك قرابة 14 شهرًا، وعملت نجارًا متخصصًا في صناعة القوارب بعد اكتساب خبرة كبيرة في الصيد وصناعة السفن، وبعد انتهاء الحرب عاد بعضنا إلى مسقط رأسه بينما فضل البعض الآخر الإقامة في قبرص واليونان”.

صناعة السفن خارج مصر

صناعة السفن خارج مصر

ولعب الذين عادوا منا دورًا رئيسيًا في تعزيز صناعة بناء السفن في عزبة البرج وبدأ التصدير خلال التسعينيات، حيث اكتسبت السفن المصرية سمعة دولية كبيرة لنفسها وتم بيعها بأسعار تنافسية؛ وذلك بسبب اعتمادهم على مواد ممتازة وبأسعار منخفضة وجودة أعلى من نظرائهم الأجانب.

ما هي أهم الدول التي تقوم بالتصدير إليها؟

نصدر منتجاتنا إلى العديد من البلدان، بما في ذلك اليونان وقبرص ومالطا والمملكة العربية السعودية وقطر وليبيا والسودان والصومال واليمن وجزر المالديف، كما أقمنا عددًا من المعارض في ألمانيا وإيطاليا، مما ساعد على فتح آفاق تسويقية جديدة لماركة (Sambskani) التي أصبحت معروفة في العديد من البلدان الأوروبية، وكان جدي أول من قام بتصدير سفن صيد للسعودية وفلسطين خلال النصف الأول من القرن الماضي وحتى ثورة يوليو 1952.

ما هو حجم إنتاج صناعة السفن في عزبة البرج بدمياط؟

تنتج دمياط حوالي 65٪ من السفن ومراكب الصيد المبنية في مصر، وحوالي 60٪ من قطاع الصيد في البحر المتوسط، كما تمتلك مدينة عزبة البرج وحدها أكبر أسطول بحري بحوالي 3650 قاربًا.

اقرأ أيضًا: ترتيب أكبر الدول في صناعة السيارات 2021

كم عدد العمال في هذه الصناعة، وما حجم ورش العمل؟

يوجد حوالي 1000 عامل في هذه الصناعة بدمياط، وتتراوح مساحة كل ورشة ما بين 1000 و 4000 متر مربع، وأضاف السمبسكاني قائلًا: “نأمل أن يتم إنشاء مجمع ضخم للصناعات البحرية هنا، على غرار مدينة الأثاث التي تجمع الورش ومستلزمات صناعة السفن في مكان واحد”.

تعتبر صناعة السفن بدمياط، واحدة من الحرف التي يمتاز بها أبناء مدينة عزبة البرج داخل المحافظة، فاحترفوا صناعتها، فهي مدينة كاملة يعمل معظم سكانها في هذه المهنة.

كتبت: نورهان أحمد.

شاهد أيضًا: