عندما تسمع كلمة الذكاء الاصطناعي تشعر أنها كلمة غريبة ومريبة، وفي نفس الوقت تشعر بأنك داخل بوتقة أو فقاعة إلكترونية، ترى العالم من خلالها بشكل أفلام هوليوود الخيال العلمي في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وللحظة تنتقل إلى الحاضر وتدرك بأن ما كنت تشاهده في السينما أصبح واقعًا، وسوف تعيشه بتفاصيل أعمق في المستقبل القريب، فما تراه وتعيشه الآن كان محض الخيال العلمي في الماضي، لكنه أصبح اليوم حقيقة.
نشأة فكرة الذكاء الاصطناعي:
تعود نشأة الذكاء الاصطناعي إلى عقود من الزمن في الأصل، فقد كانت الأفكار تتمحور حول إنشاء آلات قادرة على محاكاة العمليات العقلية البشرية، ويرجع تاريخ اختراعه إلى منتصف القرن العشرين، في عام 1956، عُقدت ورشة عمل في دارتموث (Dartmouth)، والتي يعتبرها البعض بداية البحث الفعلي في هذا المجال، تم تأسيسه من قبل عالم الرياضيات جون مكارثي (John McCarthy) ومارفن مينسكي (Marvin Minsky) وآلان نيويل (Allen Newell) وهيربرت سيمون (Herbert Simon) وغيرهم من الباحثين البارزين.
تعريف الذكاء الاصطناعي:
يعرف في اللغة الانجليزية بـ (Artificial Intelligence – AI) وهو مجال من مجالات علوم الكمبيوتر يهدف إلى تطوير أنظمة تكنولوجية قادرة على تنفيذ مهام تتطلب ذكاء بشري ويتيح للآلات والأنظمة الحاسوبية التفكير واتخاذ القرارات بشكل مستقل، وتعلم من البيانات وتحليلها، وتنفيذ المهام بكفاءة عالية، يمكن تقسيمه إلى عدة فروع، بما في ذلك التعلم الآلي (Machine Learning) والتعلم العميق (Deep Learning) ومعالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing) والروبوتات.
اقرأ أيضًا: بعد إصدار ChatGPT في 2022.. هل يمهد الذكاء الاصطناعي للاستغناء عن العنصر البشري؟
مميزاته:
يتمتع بعدة مميزات رئيسية، منها:
- القدرة على المعالجة السريعة والفعالة للبيانات: تمتلك الحواسيب القوة الحسابية الهائلة لمعالجة كميات ضخمة من البيانات بشكل سريع ودقيق، مما يتيح استخلاص أنماط وربطات تحليلية غير مرئية للإنسان.
- التعلم والتكيف: يمكن تعليم وتطوير مهاراته من خلال تجربة وتحليل البيانات المتاحة، يستطيع أيضًا أن يتكيف مع تغيرات البيئة ويحسن أداءه بمرور الوقت.
- دقة واستدلال: يمكنه أن يتجاوز الإنسان في بعض المهام المنطقية والحسابية مثل: حل المسائل الرياضية المعقدة، أو التنبؤ بالسلوك البشري بناءً على بيانات سابقة.
- القدرة على معالجة البيانات غير المنتظمة: يستطيع التعامل مع بيانات غير مرتبة أو غير مهيكلة مثل: الصور والنصوص، واستخراج المعلومات الهامة منها.
اقرأ أيضًا: الفوترة الإلكترونية.. تعرف على أفضل 4 برامج لها
عيوبه:
على الرغم من تلك المميزات الرائعة التي يمتلكها، إلا أن لديه عيوبه وتحدياته الخاصة، بعض هذه العيوب تشمل:
- النقص في الفهم العام: على الرغم من أنه قادر على القيام بمهام محددة بشكل أفضل من البشر، إلا أنه غالبًا ما يفتقر إلى الفهم الشامل والعام للعالم والثقافة والسياق البشري.
- الاعتماد على البيانات: يعتمد بشكل كبير على البيانات المتاحة للتدريب والتعلم، فإذا كانت البيانات غير ممثلة بشكل صحيح أو محدودة، فقد يؤدي ذلك إلى انحياز وأخطاء في النتائج.
- قضايا الخصوصية والأمان: يمكن أن يتسبب استخدامه في قضايا الخصوصية والأمان، حيث يمكن أن يتم استغلال البيانات الشخصية بطرق غير مشروعة أو أن تؤدي أخطاء في نظمه إلى نتائج غير مرغوب فيها.
- تفاقم العدالة والمساواة: قد يؤدي تقدمه إلى تفاقم الفجوة بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، فقد يتم استغلالها في زيادة التفاوت الاقتصادي والاجتماعي إذا لم تتخذ إجراءات للتأكد من توزيع الفوائد بشكل عادل ومتساوِ.
- قضايا أخلاقية: يثير قضايا أخلاقية معقدة مثل: المسئولية عن قرارات الآلات والأخلاقيات المتعلقة بالخصوصية والتجسس، قد يكون من الضروري وضع إطار قانوني وأخلاقي قوي لضمان استخدامه بشكل أخلاقي ومسئول.
- تأثيرات اجتماعية واقتصادية: يمكن أن يتسبب التطور السريع له تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة، قد يؤدي التطور التكنولوجي إلى فقدان فرص العمل وتفاقم العدالة الاجتماعية ما لم يتم التعامل معه بالشكل المناسب.
في النهاية وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الذكاء الاصطناعي ما زال يوفر إمكانيات هائلة لتحسين حياتنا ومجتمعاتنا، وأن التركيز على تطوير وتبني السياسات والممارسات التي تدعم الاستخدام المسئول له وتحقق العدالة والشفافية، قد يساعد في تحقيق الفوائد الكاملة لهذه التكنولوجيا المثيرة إذا تم استخدامه بطريقة إيجابية وعادلة.
شاهد أيضًا:
كتب: رفيق عادل ثابت.