أوقات بنكون مجبرين إننا نتجاهل حاجات كبرت معانا وظهورها المفاجئ أعظم رد عليه هو إننا ندير وشنا لجهة تانية، نتفادى تلاقي عيونا في بعض؛ علشان منشوفش الحقيقة اللي وجعها قوي ومفتوح على آخره.

هروبنا من الوجع عمره ما كان ضعف مننا بالعكس إننا نهرب من وجعنا بوجع أكبر منه في قلوبنا ونختار إننا نتعايش معاه ورغم كده نفضل ساكتين، إحنا مش بس ملكنا ثباتنا إحنا ملكنا القوة، شوارعنا وأرضنا ومعارفنا حتى ذكرياتنا بنهرب من كله.

اقرأ أيضًا: آدم وحواء.. الحياة

بنبقى عاملين زي الطير المهاجر من بلاده اللي كان طول عمره مفكر أنه بينتمي ليها، بس فجأة شعور الانتماء مبقاش يليق بيه، وسؤال على فين؟ آخر حاجة يفكر فيها سايب جناحه يعدي على بحور بأمواجها وأراضي بدون عنوان ولسه سكونه مهداش.

مواسم الكتابة

مواسم الكتابة

وبسبب حيرتنا وشكوكنا بنلجأ لأمور ضعيفة وبننسى إن الطريق الرئيسي من ورانا، مش الظروف اللي رميته بس إحنا اللي غيرنا اتجاهنا لجهة معاكسه وبقينا بكده مش عارفين نفرق بين الوهم والحقيقة، علامة الاستفهام لما بتكون بنقطة بنبقى منتظرين التكملة وأن الإجابة مصيرها تتكتب مهما طالت مدة التفكير، ولكن علامة استفهامي اتحطت بدون نقطة واتبرأ القلم عن تكملته وعن ضياعي.

في بعض المواضيع وقت حضورها لفناء حياتنا، بندور على ضحكتنا بس مبنتلاقاش بيها، وعند الباب بنستناها وإحنا حاطين أيدينا على خدنا وبنسأل هل لزياراتها أمل؟ بس لا صوتنا اتسمع ولا لقينا رد على كل اللي بيحصل.

بتعدي نفسنا على فترة كده عتابنا بيجري من مكان لمكان بس بدون صوت (عتاب صامت)، عتاب تايهه معرفتهوش الظروف ولا القدر ولا الدفاتر اللي اتقفلت قبل ما تكتبه ضمن حدوتتنا.

بنستنى مواسم الكتابة تفتح أبوابها، علشان ندخلها بقصصنا اللي شفايفنا مقدرتش تعديها ولكن قلوبنا قدرت تحتويها.

اقرأ أيضًا: القمر وجانبه المظلم

كتبت: حنين صابر.