هل فقدت شهيتك للطعام؟ هل فقدت قدرتك على النوم …على الدراسة…على العمل….على الخروج مع الأصدقاء؟
هل فقدت الثقة في نفسك وفي الآخرين؟ هل تعيش منعزلا عن أسرتك وأقاربك والأصدقاء؟
إذا كانت إجاباتك بنعم….فقد تكون مصاباً بمرض الاكتئاب ولا بد من علاج هذا المرض قبل أن يسجنك في إطار الفشل ويقيدك بقيود التفكير السلبي الذي قد يودي بك إلى الانتحار.
ما هو مرض الاكتئاب؟
الاكتئاب مرض نفسي يصيب الكبار كما يصيب الصغار، وينتشر بين الإناث والذكور على حد سواء ويعرّف بأنه اضطراب وجداني أي داخلي بين الإنسان وذاته، ومن أبرز سماته ردات الفعل الحزينة وفقدان الإنسان لشعور حب الحياة.
كما يجعل المصاب به يفقد ثقته واهتمامه بنفسه وبالعالم الخارجي، كما يمكن أن يدفعه للانتحار.
اقرأ أيضًا: إكتئاب الشتاء .. تعرف على إضطراب المزاج الموسمي ؟ وكيفية التغلب عليه ؟
هل يصيب الاكتئاب الشباب أكثر من غيرهم؟
أكدت الدراسات المقارنة أنه لا فارق بين أسباب الاكتئاب عند الشباب مقارنة بالأطفال أو الراشدين الكبار، ولم تشر إلى أسبابٍ تجعل الكبار يعانون من الاكتئاب دون غيرهم من الفئات، ولكن بالتأكيد تلعب اضطرابات فترة المراهقة دوراً كبيراً في رفع معدل الإصابة بالاكتئاب بين الشباب.
ما الفرق بين الاكتئاب والكآبة؟
ليست هناك فروق شاسعة وكبيرة بين مصطلحي الاكتئاب والكآبة، ولكن الدراسات تشير إلى أن الاكتئاب هو مرض نفسي يسيطر على صاحبه ويسبب له حالة من العجز تحرمه من أن يعيش حياة طبيعية إيجابية.
أما الكآبة فهي حالة مخففة من الاكتئاب، أو هي الاكتئاب القابل إلى التحكم فيه نوعاً ما، وبالفعل كلما زادت حالات الكآبة كلما كان الشخص معرضاً للإصابة بمرض الاكتئاب إذا ما توفرت أيضاً بعض العوامل التي تحول الشخص إلى مريض اكتئاب.
ما طرق علاج مرض الاكتئاب؟
هناك طرق عديدة ومتنوعة لعلاج مرض الاكتئاب منها، العلاج بالأدوية والعقاقير الكيميائية، التي توصف من قبل أخصائي في الطب النفسي.
وهناك العلاج السلوكي الذي يعتمد على النظرية النفسية القائلة “أن الأمراض والاضطرابات النفسية يمكن تعلمها عن طريق الخطأ وبالتالي يمكن إزالة هذا التعلم الخاطئ والشروع في تعلم جديد لا يعتمد على الشرط السابق”.
وهناك العلاج النفسي، وهنا علينا أن نجعل المريض مستبصراً بحالته ونبين له نقاط القوة والضعف في نفسيته، الأمر الذي يقوده مباشرة إلى فهم أسباب اكتئابه وبالتالي التعامل مع هذا المرض.
وهناك العلاج المعرفي الذي يعد تطوراً رائعاً بين الطرق النفسية والسلوكية، حيث يعتمد العلاج بالفكرة أي نشرح للمريض أنه تعرض للاكتئاب بسبب نظرته لنفسه، ولا بد من تصحيح هذه النظرة.
وهناك العديد من العلاجات الفعالة الأخرى لكنها أقل انتشاراً كالعلاج بالكهرباء والرياضة والموسيقى والجراحة.
هل هناك أمراض عضوية تسبب الاكتئاب وبالعكس هل هناك أمراض عضوية يسببها الاكتئاب؟
العلاقة بين ما هو عضوي ونفسي وروحي علاقة قديمة قدم التاريخ وهذا الوضع انعكس بطبيعة الحال على علم الاضطرابات النفسية والبدنية، فهناك تشابه تام بين كل ما هو نفسي وما هو عضوي، ويتمثل هذا في مجموعة الاضطرابات التي تصيب الجسد جراء الاكتئاب وأهمها الاضطرابات الجنسية واضطرابات الذاكرة، كما أن هناك أمراضاً تسبب الاكتئاب مثل حمّى النفاس بعد الولادة قد تسبب اكتئاباً شديداً، وغيرها من الأمراض كالأمراض الجلدية مثلا.
هل هناك درجات لمرض الاكتئاب؟
تؤكد الدراسات في علم الأمراض النفسية أن الاكتئاب اربع درجات:
1-الدرجة الخفيفة التي تظهر في الأسبوعين الأوليين للإصابة.
2-الدرجة المتوسطة التي تظهر في الأشهر الثلاثة الأولى للإصابة.
3-الدرجة الشديدة التي تظهر بعد ستة أشهر.
4-الدرجة الشديدة جداً والتي توجد بعد فترة مزمنة وتكون عادة بعد عام من الإصابة.
وقد استخلص علماء النفس معايير ودرجات لقياس المزاج الاكتئابي وتحديد درجته وبالتالي تحديد العلاج المناسب له، ولعل أشهر هذه المقاييس هو مقياس (بيك) لقياس المزاج الاكتئابي الذي يعتمد على قياس البعد الإحصائي للتعامل مع الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: كيف تحارب الاكتئاب الموسمي في 8 خطوات
هل الاكتئاب مرض وراثي أم له أسباب أخرى؟
منذ فجر التاريخ والعلاقة جدلية بين ما هو موروث وما هو مكتسب، وعلماء الوراثة يرون أن الوراثة هي المصدر الأول والأخير لمعظم الاضطرابات العضوية والنفسية، بينما يرى علماء البيئة أن البيئة هي المحدد الأول والأخير لهذا إلا أن الطبيب النفسي ممدوح مختار علي يرى أن كلاهما على خطأ، فالإنسان يتكون من جسد وروح ونفس وهناك تأثير مشترك فيه من العوامل الوراثية ومن العوامل المكتسبة، ومن هذا مرض الاكتئاب الذي أثبتت الدراسات أن الوراثة تلعب دوراً أساسياً في أنواع محددة منه منها ( الاكتئاب داخلي المنشأ) والعكس تماما تلعب العوامل النفسية والبيئية المكتسبة دوراً مهماً في (الاكتئاب خارجي المنشأ)، ويمكن إجمال العوامل النفسية المؤدية للاكتئاب بالتالي: التعرض للضغوط الحياتية الشديدة، والعوامل الشخصية، والتنشئة الاجتماعية السلبية.
في النهاية علينا توعية الشباب إلى أن الاكتئاب لا يؤثر فقط في سلوك الشاب ودراسته وطموحه وبالتالي مستقبله، بل يؤثر في حياته العاطفية والجنسية والوظيفية، ويجعله مقيداً ومحطماً، لذلك ندعو كل الشباب إلى عدم الاستسلام لهذا الوحش الكاسر، وذلك بالوقاية من هذه الاضطرابات وسرعة استشارة المعالج النفسي عند الشعور بالاكتئاب.
كتبت: هديل بلّول.