الانتحار فكرة قابلة للتغير.. ممكن حضن ينقذ روح

٢٠٢٣٠٨٠٢ ١٤٢٢٢٩ 1 scaled

الانتحار فكرة بتبدأ من العقل زي بالظبط المشروع ولكنه مشروع فاشل بتموله العواطف لحد ما يكبر ويشغل كل وقتنا، بيكون دايمًا الحل الأمثل اللي بيظهر لينا دون اختيارات، وكل حاجة بتحصل حوالينا قبل ما بنستقبلها لعالمنا الخاص بتعدي على حاجة اسمها البؤس تقبح هيئتها وتمزق حقيقتها.

وفجأة يجي على بالنا، الله رحمن رحيم لأننا مفتقدين الرحمة على أرضه، بالبلدي كده هو اللي خلقني أكيد هيكون أرحم عليا من أهلي وهيعفيني من عذابه، ولكن بننسى كمالة مهمة وهي “الله رحمن رحيم على عباده الصالحين”، الصالحين ركن بيضم كتير من المفاهيم.

الانتحار

مش هتكلم عن الإيمان الكبير اللي لازم يكنه قلوبنا واللي مفكرين أنه هيقف في طريقنا للانتحار، لأن في ناس بتقوم تنتحر بعد ما تصلي ركعتين، بس دايمًا في مجالسنا بيكون في كبار بيحكموا المجلس، وقت ما بنقرر أننا نغادر المكان بنطلب العفو من حاكم المكان وناخد الإذن احترامًا ليه، وإحنا ليه بننسى أن في حاكم دنيا بنمشي منها من غير ما نطلب السماح؟ موقفك إيه قدام ربنا علشان كده دايمًا السؤال اللي بيتوجه لينا، إزاي هتقابلوا ربكم؟

اقرأ أيضًا: عندما تصيب النوستالجيا واقعنا المعاصر بسهم الحنين

دايمًا نتكلم عن القوة اللي بوجودها فينا نقدر نواجه قوة الحياة، بس في نقطة مهمة، وهي دايرة الحياة اللي بتفضل تضيق علينا لحد ما نقف على طراطيف صوابعنا، وخوفنا من تخطي حدودها هو روح الضعف اللي بيخليه دايمًا صاحي، محتاج مجازفة تطرد الخوف وبكده تموت الضعف، إلا وهي وأخيرًا القوة اللي هتخلينا نجازف ونخرج برا دايرة الحياة اللي ضاقت علينا.

الانتحار

قوتنا منزلتش في يوم ولادتنا، يعني متخلقناش وكل واحد معاه قوة خاصة بيه، القوة بتوزعه علينا من تجاربنا القاسية اللي بنحاربها وأثناء محاربتنا بتقوي قوتنا وبتخرج تحارب معانا، وعلى قدر عمق الحفرة على قدر مدى القوة، السؤال هنا اجيب منين قوة؟ هل في كشك قريب بيبع قوة؟ اشتريها منين؟

القوة اللي بتتباع عمرها ما كانت القوة الحقيقة اللي بندور عليها والمطلوبة ولكن في مكان وحيد ممكن نلاقيها فيه، المكان ده هو المكان اللي بنخلو فيه مع ربنا، فجأة بنفتح كتابه الكريم وبنحس بأنه بيحادثنا ونستشعر وجوده، وقتها بنسمع صوت بيقول: “الله أكبر”، الله أكبر على أي قوة مهما علت، الله أكبر على ظروف الحياة، الله أكبر على الظلم مهما طال.

ومن أسباب الانتحار كمان، افتقاد الحب.. افتقاد الحب من الأهل، المجتمع، في التعامل.. ليه مستنين نحس اللي قدامنا بحاجة للحب علشان نديه، ليه دايمًا بنخلي للحب مواعيد وأسباب، ليه منمشيش نوزع حبنا من غير أعياد ولا مناسبات ولا وقت انهيارات، ليه منخليش الحب زي العطر اللي من كتر ما هو موجود بقوة في المكان، منعرفش مصدره.

الانتحار

ممكن حضن منك ينقذ روح هتفارق، وفراقها هيطول سنين ولقائها هيكون بعد شوق طويل، طبطبة بتنزل هموم وأعباء من علينا كنا متخيلين أن رفقتها هطول معانا.

خلينا ننام وإحنا مستنين بكرا بحماس، هنقدر نقطع العشب السام ونجمل حديقتنا علشان نستقبل مشاكلنا فيها ونشرب معاها فنجان قهوة ونتناقش بهدوء، وإحنا عارفين أن هدف الساعة وهيجي وقت رحيلها، وهي راضية عننا.

اقرأ أيضًا: مواسم الكتابة

كتبت: حنين صابر.