لا يوجد سوى طريق رئيسي واحد للنجاح، وهو عزيمة الإنسان وإرادته وأحلامه، ومن يعمل على تحقيق حلمه بالإرادة والعزيمة والمثابرة فهو قادر على تحقيق المستحيل، هذه قصة كفاح جون ماريوت المالك والمدير والرئيس لأكبر علامة تجارية فندقية عالمية، سلسلة فنادق ماريوت الشهيرة، على سبيل المثال، تتجسد في حقيقة أن الأحلام المغلفة بالإصرار والمثابرة والحب تخلق أشياء تفوق الخيال، دعونا نعود بالزمن أكثر من مئة عام لنتعرف على بداية سلسلة فنادق ماريوت العظيمة.

في عام 1900م تحديدًا شهر سبتمبر، ولد الطفل جون ويلد ماريوت لأب مزارع يملك مزرعة صغيرة في مدينة يوتا بولاية أرجون في الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1926م تخرج جون من جامعة يوتا.

الأصل والحلم لدى جون ماريوت:

إن تربية جون ماريوت الصلبة المبنية على إنكار الذات والمسئولية والعمل الجماعي، كان لها الأثر البالغ في سلوكه واعتماده على نفسه من أجل تحقيق حلمه الصغير في أن يكون مالكًا ومديرًا لأحد الفنادق العالمية والمفاجأة، كان هذا الحلم هو النقيض التام لحياة ماريوت، حيث كانت الحياة القاسية، التعامل مع الأراضي والأسمدة وحيوانات المزرعة إلى حياة فاخرة أخرى، التعامل مع كبار رجال السياسة والفن والاقتصاد وإبقائهم مستمتعين وتقديم كل ما هو لذيذ ومميز من طعام وشراب وخدمة، إن جون البشري هو الذي يستطيع الجمع بين كل التناقضات.

الأصل والحلم لدى جون ماريوت

الأصل والحلم لدى جون ماريوت

بداية حلم جون ماريوت:

بعد تخرج ماريوت من الجامعة، ترك المزرعة وأمه وولاياته وذهب للبحث عن حلمه في العاصمة واشنطن وحي الكابيتول هيل، وهو الحي التاريخي الراقي، كانت البداية وفي عربة عصير الليمون كانت البذرة الصغيرة التي ستتحول إلى شجرة عملاقة مليئة بالظلال والثمار.

اقرأ أيضًا: السويدي.. صناع الطاقة قصة نجاح توارثتها الأجيال

جون ماريوت وسر الابتسام:

كان لماريوت عادات جميلة عندما كان يعمل في عربة عصير الليمون، كان يبتسم دائمًا لعملائه وجيرانه وكان متحدثًا لبقًا وممتعًا، وسأل زبائنه عن أحوالهم وسبب زيارتهم لواشنطن العاصمة، وعن الفنادق التي يقيمون فيها وأي الفنادق يفضلونها وأسباب هذا التفضيل، بعد انتهاء يوم العمل يذهب إلى غرفته ويكتب جميع الملاحظات التي أخبره بها عملاؤه عن فنادق واشنطن.

جون ماريوت وسر الابتسام

جون ماريوت وسر الابتسام

جون ماريوت والخطوة الثانية:

بعد عدة سنوات من العمل المتواصل على عربة عصير الليمون وتوفير كل الأموال التي حصل عليها، أصبح جون مؤهلًا للخطوة الثانية في رحلته العملاقة نحو تحقيق هدفه المنشود، افتتح ماريوت مطعمًا صغيرًا في إحدى ضواحي واشنطن، وكان حريصًا جدًا على سعادة ورضا عملائه، كان يطوف على طاولات عملائه طوال الوقت ليسألهم عن مستوى رضاهم عن الطعام والشراب وجودته ومستوى الخدمة ومدى رضاهم عنه، وإذا كان هناك أي إهمال من جانب العاملين في خدمة عملائه.

الرضا والسعادة سر النجاح:

كان شعار ماريوت أن رضا وسعادة عملائه وكذلك العاملين معه هو سر تفوقه، فكان حريصًا جدًا على سعادة عملائه، وجعل من زيارتهم لمطعمه حدثًا لا يُنسى يتكرر باستمرار، ومن أجل إرضاء عملائه، سيكون سعيدًا بالعطاء لمساعديه وعماله حتى يكونوا سعداء أيضًا، الشخص البائس أو المعسر في حياته الشخصية غير قادر على إدخال السعادة إلى قلوب عملائه والمتعاملين معه (وهذا ما نراه كل يوم من موظفي الحكومة الذين يتقاضون رواتب زهيدة لا تلبي متطلبات حياتهم، لذلك يطلقون شحنة الغضب والكراهية في وجوه المواطنين المتعاملين معهم) وتحول المطعم الصغير إلى عدة مطاعم في واشنطن، فكانت حينها نقلة نوعية وخطوة كبيرة نحو تحقيق مجد جون ماريوت.

الخطوة الثالثة فنادق ماريوت:

قبل أن يبلغ جون الخامسة والثلاثين، افتتح أول فندق له يحمل اسم ماريوت، وكان حريصًا كعادته على رضا وسعادة نزلاء الفندق، فاخترع صندوق الشكاوى لمعرفة آراء النزلاء في فندقه، ومستوى الخدمة المقدمة لهم ومدى رضاهم عنه، وهي الفكرة التي أخذتها منه جميع فنادق العالم.

الخطوة الثالثة فنادق ماريوت

الخطوة الثالثة فنادق ماريوت

جون ماريوت والسرطان:

بعد أن يتحقق الحلم يأتي الحساب، وتأتي الرياح دائمًا بما لا تشتهي السفن؛ لتختبر صبر الربان ومهارته في ذروة الشباب والقوة وبداية الثراء، أصيب جون بسرطان الغدد الليمفاوية وهو لا يزال في الخامسة والثلاثين من عمره، لكن السرطان لم يهزمه، وواصل محاربته ببسالة، وابتسامته لا تفارق وجهه، واهتمامه بعملائه وعملائه وشركائه وموظفيه لا يتوقف، ينشر السعادة بين الجميع، عملاء وموظفين.

ومسيرة نجاحه لا تتوقف ففي كل يوم يفتتح فندقًا جديدًا ووسع حلمه، بينما كان السرطان يفتك بجسده لكنه لم يهزمه، وبعد رحلة طويلة من الانتصار على السرطان على مدار خمسين عامًا، وفى عامه الخامس والثمانين أسلم جون ماريوت روحه لخالقه، وهو سعيد لأنه أصبح قدوة في نشر السعادة وخدمة الآخرين والحرص على تقديم عمل يستمتع به كل من يشارك فيه من عملاء وموظفين، وهذا أحد أسرار النجاح السعادة والرضا يجب أن يكونا للجميع عميلًا وموظفًا.

اقرأ أيضًا: غانم المفتاح بؤرة الإصرار والتفاؤل 2022

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.