التقويم الهجري أو الشهور الهجرية هي التي يقوم عليها التقويم القمري أو الإسلامي بالاعتماد على دورة القمر حول الأرض، ويتم استخدامها في تحديد المناسبات الإسلامية وخاصة الدينية منها، كما تتخذه بعض الدول العربية تقويمًا رسميًا لها لتحديد تاريخ المناسبات والمعاملات الرسمية بين الدوائر الرسمية والحكومية للدولة مثل: المملكة العربية السعودية، والمملكة العربية المغربية.
بينما تعتمد بعض الدول العربية الأخرى التقويم الميلادي بسبب ما تعرضت له من استعمار واحتلال أوروبي سيطر عليها لسنوات طويلة مثل مصر.
بداية التقويم الهجري:
في عهد الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين عمر بين الخطاب -رضي الله عنه-، تم اعتماد التقويم الهجري واستخدام الأشهر الهجرية في حساب التاريخ، حيث اعتبر الهجرة التي قام بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، وذلك في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الموافق اليوم الرابع والعشرين من شهر سبتمبر من العام 622م.
واعتبر تاريخ هذا اليوم مرجعًا الشهور الهجرية وأول يوم للسنة الهجرية، ولكنه يعتمد في الأساس على دورة القمر الذي أمر الله عز وجل في القرآن الكريم باتباعه، كما جاء في الآية (36) من سورة (التوبة) حيث يقول -عز وجل-: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”.
وعلى الرغم من أن هذا التقويم تم إنشاؤه في عهد الإسلام إلا أن أسماء الشهور الهجرية (القمرية)، كانت تستخدم قبل الإسلام ومنذ أيام الجاهلية فكان أول يوم في التقويم هو يوم الجمعة الأول من شهر محرم الذي يوافق السادس عشر من شهر يوليو من العام 622م.
اقرأ أيضًا: التقويم القبطي.. ارتباطه بالمحاصيل الزراعية والأمثال الشعبية
الشهور الهجرية قبل الإسلام:
لم تكن أسماء الشهور الهجرية قبل الإسلام هي التي نعرفها الآن، وإنما كانت لها أسماء أخرى، هي:
شهر محرم:
كانوا يسمونه (المؤتمر) لأنهم كانوا يجتمعون فيه للتشاور وتبادل الرأي.
شهر صفر:
كانوا يطلقون عليه اسم (ناجر) من كلمة النجر، وتعني الحرارة الشديدة وكانت الإبل تنجر فيه، أي تكثر من شرب الماء لترتوي من العطش.
شهر ربيع الأول:
كانوا يسمونه في الجاهلية (خوّان) من كلمة خائن.
شهر ربيع الثاني:
كانوا يعرفونه في الجاهلية باسم (صوّان) هو صيغة مبالغة لاسم صائن، وهو الحافظ للكلمة والعهد.
شهر جمادى الأول:
كانوا يسمونه (حنين)، يعني الشوق، ويطلق عليه أيضًا اسم (الجرة الخضراء)، لأنه فصل الربيع.
شهر جمادى الآخر:
كانوا يسمونه في الجاهلية اسم (زياء)، نسبة إلى اسم امرأة قاتلة.
شهر رجب:
كان يسمى (الأصم) من كلمة الصمم، لأنه في هذا الشهر لا تسمع أصوات قعقعة السيوف مطلقًا.
شهر شعبان:
كان يسمى (عاد)، لأنه في منتصف الشهور وترتيبه الثامن بين الأشهر الهجرية.
شهر رمضان:
كانوا يسمونه (نافق) لأن الحيوانات كانت تموت فيه لشدة الحر.
شهر شوال:
كانوا يسمونه (واغل)، ويعني الشخص الذي يفرض نفسه على الناس وهم يأكلون ويشاركهم طعامهم بدون دعوة.
شهر ذو القعدة:
كانوا يطلقون عليه (وزنه)، ويطلق عليه أيضًا اسم (هوادع) وهو اسم أنثى الحرباء.
شهر ذو الحجة:
كانوا يطلقون عليه اسم (برك) من برك البعير استعدادًا لذبحه، لأن هذا الشهر هو شهر النحر.
اقرأ أيضًا: تعرف على أسرار تسمية أحياء الإسكندرية
ترتيب ومعنى وسبب تسمية الشهور الهجرية بهذه الأسماء:
الشهور الهجرية عددها اثنا عشر شهرًا في التقويم الهجري كما ذكرنا وقد تم اعتماد هذه الأسماء في عهد الجد السادس للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- واسمه (كلاب بن مرة)، وكانت الأسماء تتناسب مع مناخ وبيئة ذلك الزمان، وكان أول من اعتمد التاريخ الهجري الخليفة الراشدي الثاني (عمر بن الخطاب) والأشهر الهجرية على هذا الترتيب:
الشهر الأول:
هو شهر محرّم وهو اعتمد كأول أشهر السنة الهجرية، وكان بعد انصراف الناس من الحج وسمي بالمحرم؛ لأن العرب حرمت القتال فيه فكان واحدًا من الأشهر الأربعة الحرم.
الشهر الثاني:
هو شهر صفر وجاء اسمه مأخوذًا من معنى (أصفرت الدار) أي أن الدار خالية من أهلها، وذلك بسبب خروجهم إلى الحروب والقتال.
الشهر الثالث:
هو شهر ربيع الأول وسمي بذلك لأن الأرض قد أربعت فيه وأمرعت يعني أنها أخصبت، و(الارتباع) يعني أيضًا استقرار الناس بعد القتال والغزو.
الشهر الرابع:
شهر ربيع الثاني وقد سمي بهذا الاسم؛ لأنه صادف فصل الربيع.
الشهر الخامس:
جمادى الأولى جماد يجمع على (جماديات) وكل الأشهر مذكرة إلا جماد فهو مؤنث، وكان يسمى (حنين)، يقال أن الناقة حنت يعني ارتفع صوتها شوقًا إلى ولدها.
الشهر السادس:
هو شهر جمادى الآخر وهو شهر كان فيه البرد قارسا وحدث أن أمطرت السماء ثلوجا بحجم مثل حجم البيضة الكثير من الناس بسبب (البرد).
الشهر السابع:
هو شهر رجب، سمي كذلك لأن العرب كانت (ترجبه) يعني تعظمه، كما كانوا يطلقون عليه الأصم لأنه شهر من الأشهر الحرم لا تسمع فيه قعقعة السيوف.
الشهر الثامن:
هو شهر شعبان وأطلق عليه هذا الاسم من التشعب؛ لأن أغصان الأشجار كانت تتشعب في هذا الوقت من السنة.
اقرأ أيضًا: أحياء مصر القديمة.. تاريخ وحكايات
الشهر التاسع:
هو شهر رمضان وسبب تسميته بهذا الاسم له ثلاثة آراء:
- الأول من (ارتماض الأكباد) يعني احتراقها من الحر الشديد والجوع والعطش.
- الثاني هو (ارتماض الذنوب).
- الثالث هو وقت أيام الرمض، يعني أن الأرض شديدة الحر.
الشهر العاشر:
هو شهر شوال، وأول أيامه هو أول أيام في عيد الفطر المبارك، وهو وقت كانت فيه الإبل (تشيل) أي ترفع أذنيها طلبًا للإخصاب.
الشهر الحادي عشر:
هو شهر ذو القعدة، هو الشهر الذي يسبق ذي الحجة شهر الحج، كما أنه أول الأشهر الحرم وسمي بذلك؛ لأن الناس يلازمون بيوتهم ويقعدون بعيدين عن الحرب والقتال.
الشهر الثاني عشر:
هو شهر ذو الحجة هو الشهر الثاني من الأشهر الحرم، وقد سمي بهذا الاسم في عهد (كلاب بن مرة)، لأن الحج يكون في وتقام فيه الأسواق الهامة مثل سوق عكاظ.
ختامًا عزيزي القارئ، بعد هذه الحولة الممتعة مع الشهور الهجرية أو التقويم الهجري استفدنا معكم ونرجو أن نكون قد أفدناكم.
اقرأ أيضًا: في العام الهجري الجديد .. كيف تهاجر إلى الله ورسوله؟
كتبت: سحر علي.