ردًا على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها قوات المقاومة الفلسطينية ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمطر غزة بأسلحة محرمة دوليًا وذخيرة لاحتوائها على مادة الفوسفور الأبيض خلال غاراتها على أهداف في قطاع غزة؛ مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء الفلسطينيين ردًا على ما سقط من قتلى إسرائيليين في عملية طوفان الأقصى، التي قامت بها قوات من الفصائل الفلسطينية قبل عدة أيام، وفي هذا المقال سنتناول أنواع هذه الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتي تعتبر محرمة دوليًا وإنسانيًا وأهم مخاطرها.

الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة محرمة دوليًا في غزة:

منذ يوم السبت 7 أكتوبر 2023م، وهو يوم بدء عملية طوفان الأقصى، وقوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إطلاق أسلحة محرمة دوليًا تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض مستهدفة مبانٍ ومنشآت في قطاع غزة، واستشهد فيها الكثير من الفلسطينيين، وأصيب آلاف آخرون بجراح مختلفة، وفقًا لما تم التصريح به في بيان لوزارة الصحة الفلسطينية، وعلينا أن نعرف ما هي أنواع الأسلحة الفوسفورية المحرمة دوليًا وإنسانيًا التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأهالي غزة وما هي مخاطرها؟

الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة محرمة دوليًا في غزة

الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة محرمة دوليًا في غزة

ما هي أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي؟

تواصل قوات الاحتلال إطلاق أسلحة محرمة دوليًا خلال غارات شنتها على أهداف في قطاع غزة، فما هي أنواع هذه الأسلحة المحرمة دوليًا وإنسانيًا التي يستخدمها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وما مخاطرها؟

القنابل الفوسفورية

القنابل الفوسفورية

من أهم الأسلحة المحرمة دوليًا القنابل الفوسفورية التي تعتمد على عنصر الفوسفور الأبيض، وهو سلاح كيميائي سام وخطير، أما الفوسفور الأبيض فهو عبارة عن مادة صلبة شمعية شفافة، لونها أبيض تميل للاصفرار، رائحتها تشبه رائحة الثوم ومصنوعة من الفوسفات، و هي مادة سهلة الاحتراق تستخدم في صناعة الأسلحة الكيميائية والدخانية، حيث يتفاعل الفوسفور الأبيض مع أكسجين الهواء بسرعة كبيرة، وهذا التفاعل ينتج عنه غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب كثيفة من الدخان الأبيض الكثيف تؤدي للاختناق.

اقرأ أيضًا: رفع حالة الحصار عن قطاع غزة.. جامعة الدول العربية تصدر 12 قرارا لدعم فلسطين

آثار استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا:

الفوسفور الأبيض يعرف باسم السلاح الحارق، حيث إنه مصمم لإحداث حروق جلدية شديدة أو تلف في الأنسجة من خلال التأثير الحراري الشديد والمباشر لها، هذه الحروق يمكن أن تصيب الوجه واليدين والعينين وتكون عميقة ومؤلمة بشدة، وقد تؤدي إلى تشوهات دائمة وقد تؤدي إلى الموت، كما يمكن أن يسبب ضررًا دائمًا للأعضاء الداخلية بالجسم مثل الكبد والكلى والقلب والرئتين والعظام، وهو يحرق الجسم كله ولا يُبقي منه إلا العظام، أيضًا استنشاقه لفترة قصيرة ينتج عنه تهيج في القصبة الهوائية والرئتين، وإذا كانت الفترة طويلة فسينتج عنه جروح في الفم قد تسبب كسرًا في عظمة الفك.

آثار استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا

آثار استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا

فضلًا عن أن هذا السلاح المحرم دوليًا يهدد سلامة البيئة والإنسان؛ لأن الفوسفور الأبيض يترسب في التربة أو يسقط في أعماق الأنهار والبحار؛ مما يسبب ضررًا وتدميرًا لكل من الإنسان والحيوانات والنباتات.

تحريم استخدامها وفقًا لاتفاقية جنيف:

طبقًا لاتفاقية جنيف عام 1980م، فقد تم تحريم استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يسكنون فيها واعتبر استخدامه جريمة حرب، وحسب الاتفاقية فإنه تم إلغاء استخدام أسلحة محرمة دوليًا، وهي كل سلاح أو ذخيرة تتسبب في اشتعال النار أو تحدث لهبًا أو انبعاثًا حراريًا يسببان حروقًا للأشخاص، والمثير للدهشة أنه تم التوقيع على هذه الاتفاقية من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

اتفاقية جنيف

اتفاقية جنيف

سوابق الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام أسلحة محرمة دوليًا ضد المدنيين:

اعتادت قوات الاحتلال الإسرائيلي في حروبها الأخيرة، استخدام قنابل وأسلحة محرمة دوليًا ضد المدنيين، وأكدت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني باستخدامها هذه الاسلحة ضد المدنيين، وهذه بعض الأمثلة لسوابق إسرائيلية لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا ضد المدنيين:

سوابق الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام أسلحة محرمة دوليًا ضد المدنيين

سوابق الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام أسلحة محرمة دوليًا ضد المدنيين

  • الحرب على لبنان عام 2006م، حيث قالت قوات الاحتلال أنها تستخدم الفوسفور الأبيض في إضاءة ساحة المعركة ليلًا، ولكن أثبتت منظمات حقوق الإنسان استخدامها لأغراض عسكرية وإصابة مدنيين.
  • الحرب على غزة عام 2008-2009م، حيث استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدفعيات تحتوي على فوسفور أبيض في المناطق المدنية بغزة، وقد قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق استخدام الاحتلال الإسرائيلي للفوسفور الأبيض في هذه العملية، واعتبرته (جريمة حرب).
  • الحرب على غزة عام 2014م، مرة ثانية تم استخدام قذائف مدفعية تحتوي على فوسفور أبيض في قصفها على المناطق المدنية بغزة، ووصفت منظمة العفو الدولية هذا القصف بأنه (انتهاك للقانون الدولي الإنساني).

وختامًا عزيزي القارئ، ما زال الاحتلال الإسرائيلي على نهجه في تجاهل القانون الدولي وما زال يستهدف المدنيين في غزة بأسلحة محرمة دوليًا وإنسانيًا، محدثًا دمار شامل للمباني والمنشآت العامة.

اقرأ أيضًا: لدعم إسرائيل.. الولايات المتحدة ترسل حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد إلى غزة

كتبت: سحر علي.