الأمثال الشعبية

تعتبر الأمثال الشعبية أحد نواتج تراثنا الشعبي منذ قديم الزمن، ولا زلنا حتى اليوم نستدل بمثل شعبي عبارة عن جملة أو كلمات قليلة، بل وأحيانًا كلمة واحدة تعبر عن موقف كبير قد يستغرق ساعات لنسرده، ولولا أننا نمتلك الثقافة الشعبية نفسها، ما فهمنا هذه الأمثال ولا استوعبتها عقولنا لأنها تعتمد على بيئتنا وهويتنا العربية بمفرداتها وتفاصيلها الموجودة في هذه البيئة.

وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنتحدث عن بعض أشهر الأمثال الشعبية وحكاية أو أصل كل مثل.

أشهر الأمثال الشعبية:

1-يا عيب الشوم:

قد يعتقد الكثير أن عبارة يا عيب الشوم هي سورية أو لبنانية أو تنتمي لمنطقة الشام بصفة عامة، ولكن هذه معلومة خطأ، حيث يُقال أن الشوم هو نوع من أنواع الورد الجميل الذي يعيش في الصحراء.

وأصل عبارة يا عيب الشوم أنه في يوم من الأيام كانت إحدى الفتيات البدويات تمشي مع صديقاتها في الصحراء، فوجدت وردة جميلة، فراحت الفتاة تتأملها وتلعب بها وكانت ترتدي ثوبًا أبيض.

بعد ذلك نظرت على ثوبها، فوجدته ملطخًا بألوان ولم تستطع تنظيفه، فغضبت الفتاة وقالت: “يا عيب الشوم”، لأن الوردة كانت جميلة جدًا ولكن عيبها أنها تفرز مادةً ملونة لطخت ثوبها.

يا عيب الشوم
يا عيب الشوم

ويقال إن هناك تفسيرًا آخر لهذه العبارة (يا عيب الشوم)، وهو أن كلمة الشوم تعني الشؤم، وهو الشر أو الفأل السيئ أو استنكار لشيء لا نحبّه.

كما يرى البعض أن الشوم هو نوع من الورود التي تتميز برائحة كريهة ومزعجة، بينما اعتبر أحدهم أن الشوم مستوحى من كلمة إنجليزية هي (shame) وتعني الخزي والعار.

اقرأ أيضًا: رموز الحكمة.. جولة في عالم الأمثال الشعبية المشهورة وأسرارها

2-كذاب كذب الإبل:

كذاب كذب الإبل هي عبارة من الأمثال الشعبية المشهورة المتداولة بين الناس، والذي يُضرب عندما يكذب شخص ما أو يبالغ في الكذب مع الإصرار عليه، وقصة هذا المثل ترجع في الأصل إلى أيام البدو، حين كانوا يتجولون في الصحراء باستخدام الجمال (الإبل)، وكان من عادة الإبل أنها أحيانًا تقوم بتحريك فمها يمينا ويسارًا كأنها تأكل الطعام.

كذاب كذب الإبل
كذاب كذب الإبل

وذلك الأمر كان يضلل الراعي، فيقوم بالنظر حولها؛ لأنه يعتقد أنها وجدت حشائش أو أي شيء تأكله في هذه الصحراء، إلا أنه سرعان ما يكتشف أنها لا تأكل أصلًا، ولكنها تُحرك شفتيها فقط، ومن هنا جاءت مقولة: “كذاب كذب الإبل”.

لأن الإبل كانت تضلل الرعاة بتحريكها لشفتيها، وتجدر الإشارة هنا أن تحريك الإبل لفمها يمينًا ويسارًا له تفسير ومدلول علمي، وهو أن الإبل من الحيوانات المجترة، أي أنها تسترجع الطعام من المعدة وتعيد مضغه وبلعه مرة أخرى.

3-امسك الخشب:

يتم استخدام هذا المثل عند الرغبة في دفع الحسد عن شيء أو شخص أو التحصين من أي مكروه وسوء، وقصة أو أصل عبارة امسك الخشب تعود إلى أنه كان عادة في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين.

حيث كان المؤمنون بالمسيحية يسيرون في مواكب وحشود ويلمسون الصليب الكبير المصنوع من الخشب من أجل التبرك به والشفاء ودفع الضرر، بشرط أن يتم لمس الصليب ثلاث مرات متتالية.

امسك الخشب
امسك الخشب

بعد انتشار هذه الحركة في القسطنطينية، أصبحت بعد ذلك عادة بين المصريين، فكانوا يقومون بلمس أي شيء من الخشب لمنع الأذى والحسد والضرر.

وصار الشخص يلمس أي شيء مصنوع من الخشب كالطاولة أو الكرسي وهم يرددون امسك الخشب تحصينًا للشيء المراد حمايته، واستمر تداول هذا المثل حتى يومنا هذا.

وختامًا عزيزي القارئ، كانت هذه بعض أبرز أشهر الأمثال الشعبية المتداولة في مصر والدول العربية، وهذه الأمثال جزء أصيل من ثقافتنا وتراثنا العربي الذي نتوارثه ونتناقله جيلًا بعد جيل.

اقرأ أيضًا: اكسر وراه قلة.. استمرارية الأمثال الفرعونية في حياتنا اليومية

كتبت: سحر علي.