يوافق اليوم 23 يناير لعام 2024م مرور 55 عامًا على الاحتفال بألفية القاهرة، التي تزامنت مع بداية أول نسخة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعتبر واحدًا من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط وأقدمها، وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنتناول هذين الحدثين التاريخين وتفاصيلهما المميزة.
الاحتفال بألفية القاهرة الأولى:
في مثل هذا اليوم منذ أكثر من 5 عقود، وتحديدًا في يوم 23 يناير عام 1969م، تم الاحتفال بألفية القاهرة الأولى بفكرة نبيلة ومؤثرة حتى يومنا هذا، حيث قرر وزير الثقافة المصري في ذلك الوقت الدكتور ثروت عكاشة الاحتفال بهذا الحدث المهم بشكل ثقافي عن طريق إطلاق النسخة الأولى من معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ لترسيخ الفكر والثقافة بين أبناء الشعب، وإعطاء هذا الحدث التاريخي بمرور ألف عام على تأسيس مدينة القاهرة مذاقًا خاصًا ومختلفًا.
اقرأ أيضًا: مشروعات تطوير القاهرة.. إحياء المدينة التاريخية
سبب الاحتفال بألفية القاهرة بهذا الشكل:
السبب وراء الاحتفال بألفية القاهرة الأولى بهذا الشكل الثقافي، حكى الكاتب والباحث في التاريخ الثقافي المصري محمد سيد ريان في كتابه (حكاية أول معرض دولي للكتاب)، أن صاحب الفكرة في إقامة المعرض بالتزامن مع احتفالية القاهرة كان الفنان عبد السلام الشريف، وأن الهدف من الجمع بين الحدثين هو أن يكون المعرض (شاهدًا على تطور مدينة القاهرة وتاريخها)، وقد راقت الفكرة للوزير المصري، الذي عهد إلى الدكتورة والباحثة سهير القلماوي، بمهمة الإشراف على إقامة أول نسخة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وبالفعل، تم انطلاق النسخة الأولى من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وافتتحت فعالياته يوم 23 يناير 1969م، بأرض المعارض بالجزيرة (دار الأوبرا المصرية حاليًا)، بمشاركة دولية من جميع أنحاء العالم وصفت وقتها بأنها مشاركة دولية ضخمة، وحسبما ذكر الكتاب، فإن حوالي 46 ناشرًا يمثلون 32 دولة من الدول العربية، ودول أوروبا، وأمريكا، وآسيا، كانوا ضمن المشاركين في النسخة الأولى من المعرض الذي استمرت فعالياته لمدة 8 أيام.
كما حكى أيضًا الأكاديمي المصري الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل يوم افتتاح المعرض قائلًا: “إن هذا اليوم كان يومًا شديد البرودة، غزير المطر، وكنت أعتقد وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أني لن أجد إلا عددًا قليلًا من المثقفين والمدعوين الذين لن يتمكنوا لسبب أو لآخر من رفض الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح، بل بلغ بي التشاؤم حدًا ظننت معه أن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر، ولكن المفاجأة أنني بمحرد اقترابي من أبواب المعرض شاهدت ما لم أكن أتوقع وما لم يكن أحد يتوقعه من نجاح هذا المعرض”.
في الختام عزيزي القارئ وبعد تناول مرور 55 عامًا على الاحتفال بألفية القاهرة الأولى، التي تزامنت مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الأولى يوم 23 يناير عام 1969م، وكيف إن هذين الحدثين وجهان لعملة واحدة، فالقاهرة شاهد على التطور الثقافي لمصر، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب شاهد على أن قاهرة المعز ليست عاصمة لمصر فقط بل هي عاصمة الثقافة على مر السنوات والعصور.
اقرأ أيضًا: القاهرة بين التأسيس والازدهار
كتبت: سحر علي.