ماذا يكمن وراء سحر القطايف؟ يقولون إنها أكثر من مجرد حلوى، بل هي قطعة من تاريخ مليء بالطعم والتراث، في شهر رمضان المبارك حيث تتزاحم الطاولات بالأطعمة والحلويات، تبرز هذه الحلوى كنجمة لامعة تُضيء ليالي الصيام والقيام، فما هي حكاية هذه الحلوى الشهية؟ لنخوض سويًا في عالمها اللذيذ، حيث يلتقي الطعم الشهي بأصول تاريخية تمتد إلى أعماق الزمن، دعنا عزيزي القارئ نغوص في عالم تلك الحبة التي تحمل في طياتها أسرار الأصالة والتجدد.

ماذا تعرف عن القطايف؟

ونحن في شهر رمضان المبارك شهر الروحانيات والطقوس الدينية، إلا أنه أيضًا شهر الموائد والأكلات والحلويات المميزة، ومعروف أن هناك بعض المأكولات والحلويات التي تشتهر خلال الشهر الفضيل، ومن بينها بالتأكيد القطايف، يتم صنعها على شكل هلال نسبة لهلال شهر مضان، وتؤكل بعد وجبة الإفطار أو على السحور، وهي عبارة عن عجينة سائلة مخبوزة على شكل فطيرة صغيرة، وتكون محشوة بالمكسرات، أو القشطة، أو الجبنة ويمكن خبزها بالفرن، أو قليها في الزيت بعد حشوها.

ماذا تعرف عن القطايف؟

ماذا تعرف عن القطايف؟

اقرأ أيضًا: سر الكنافة.. تاريخ وأصول الحلوى الشرقية في كل قطعة

أصل القطايف:

“اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني”، تنطبق هذه العبارة على القطايف التي يؤكد المؤرخون أنها مصرية الأصل، وذلك حسبما جاء في كتاب (The pharos kitchen) للباحث عمرو حسين، الذي يقول بأن الفراعنة هم أول من اخترعوها، حيث تم العثور على طريقة عملها في مقبرة الوزير الخاص بالملك تحتمس الثالث، وهي قطعة عجينة محشوة بالعنب المجفف، ويقال أيضًا أن القدماء المصريين كانوا يقدمونها كأحد أنواع القرابين والهدايا للآلهة تعبيرًا عن احترامهم وتقديرهم لها.

أصل القطايف

أصل القطايف

وهناك روايات أخرى لكن لا يوجد مرجع مؤكد يبين هل أصلها من العصر العباسي أم الأموي، فبعض الروايات تقول أنها تعود للعصر العباسي، ومنهم من يقول الأموي، وحسبما جاء في كتاب (الأمثال الشعبية الشامية) لـ نزار الأسود، فإنها تعود إلى أواخر العصر الأموي وتحديدًا عام 132هـ، ويقال إن أول من تناولها هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سنة 98 (هجري) في شهر رمضان.

سبب تسمية القطايف بهذا الاسم:

هناك الكثير من الروايات حول تسميتها بهذا الاسم، فهذه رواية تعود للعصر الفاطمي، حيث يقال أن الطهاة كانوا يتنافسون في تحضير أنواع الحلويات المختلفة خاصة في الشهر الفضيل، وكانت فطيرة القطايف واحدة من ضمن هذه الحلويات، وكانوا يحضرونها بشكل جميل مزينة بالمكسرات ومقدمة في صحن كبير، وكان الضيوف يتقاطفونها بشدة لجمال منظرها وحلاوة طعمها، بينما يقول بعض المؤرخين أن أصل تسميتها بهذا الاسم يرجع لتشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة.

أصل القطايف

أصل القطايف

القطايف في الشعر:

شغلت هذه الحلوى شاعر العربية الكبير ابن الرومي الذي كان نهمًا ومحبًا للأكل، وكان يفرح بتناولها كفرحة الشاعر (ابن الأحنف) بقرب حبيبته (فوز)، فكتب ابن الرومي قائلًا:

قطائف قد حشيت باللوز

والسكر الماذي حشو الموز

تسبح في آذيّ دهن الجوز

سررت لما وقعت في حوزي

سرور عباس بقرب فوز

ولأن ابن الرومي شاعر عباسي، فيستدل المؤرخون بهذا في أن تكون أصلها من العصر العباسي أو في أواخر العصر الأموي.

تطور القطايف:

مرت القطائف بمراحل متعددة منذ ظهورها وحتى الأن، كما سيتضح في النقاط التالية:

  • كانت في البداية تؤكل دون أي إضافات مع المكسرات فقط.
  • ظهرت بعد ذلك فكرة حشوها بالجبن مع المكسرات المختلفة، ثم وضعها في العسل أو الشربات.
تطور القطايف

تطور القطايف

  • كانت الأقراص الصغيرة تحشى بالقشطة، وتؤكل نيئة بعد تزيينها بالشربات والفستق الحلبي، من غير تسخين أو قلي أو تحمير في الزيت المغلي.
  • بعد ذلك وخلال الفترة الأخيرة، ظهرت العديد من الابتكارات الحديثة والافتكاسات، مثل حشوها بالشوكولاتة أو المربى والريد فيلفت، ولكن تظل القطائف بالجبن والمكسرات هي الأفضل والأكثر تناولًا من الناس.

وختامًا عزيزي القارئ، بعد هذه الجولة الشهية مع القطايف أشهر أطباق الحلويات الرمضانية، تعرفنا على أصلها وسبب تسميتها وتطورها منذ نشأتها بالمكسرات وحتى الآن بالريد فيلفيت.

اقرأ أيضًا: كحك العيد.. أكلة لها تاريخ في 6 حضارات مختلفة

كتبت: سحر علي.