تصنف قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين بأنها من أسرار قوته، والتي تعد حجر الأساس لنشأة هذه الجماعة في العصور السابقة، تحوي بأحد سراديبها جنة قد صنعها حسن الصباح بجدران من ذهب وياقوت وفضة وأنهار من لبن وعسل، فما سر تلك القلعة؟ ولماذا سميت قلعة ألموت؟ وكيف أصبحت الآن؟ في مقالنا هذا سنتعرف على قلعة ألموت مكان عيش الحشاشين بقيادة زعيمهم حسن الصباح.
نبذة تاريخية عن قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين:
قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين أو قلعة ألموت، تقع في الجانب الشمالي الشرقي من قرية غازور خان في ضواحي مدينة ألموت بمحافظة قزوين بإيران، حيث تبعد عن العاصمة طهران حاليًا 1000 كيلو متر، بني ذلك الحصن على ارتفاع 2100 متر في عام 840، ثم بارتفاع 6000 متر فوق سطح الأرض؛ مما يصعب الوصول إليها إلا بطريق واحد شديد الانحدار مصطنع، صنعه الحشاشون للوصول إلى قلعتهم المتينة.
اقرأ أيضًا: حكايات مدفونة.. أهم الاكتشافات الأثرية في 2023 وأسرارها المثيرة
ماذا تعني كلمة ألموت التي سميت بها قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين وكيف بدأت؟
تدعى (ألُه آموت) هذا ما أطلقها عليه أحد ملوك الفرس القدماء في بلاد فارس، والذي أنشأها على جبال البرز في خراسان، قلعة ألموت تعني (عش العقاب) وهي كلمة فارسية الأصل والرابط بينها وبين عش العُقاب كلهما يصعب الوصول إليهما؛ لأن العُقاب يبني عشه في أعالي الجبال التي لا يمكن الوصول إليها كذلك قلعة ألموت تعد من الأماكن صعبة الوصول إليها حتى وقتنا هذا.
كيف الطريق إلى قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين؟
يبدأ مسار الوصول إلى القلعة على بعد نحو 700 متر من ساحة القرية، ويشمل صعودًا شاقًا يمتد لمدة 25 دقيقة عبر الدرج، وأثناء اقتراب الزوار من القرية، يجب عليهم المرور عبر طريق ضيق يتخلله بساتين الكرز والرمان، حتى تظهر في الأفق كتلة صخرية بنية اللون مع تحصينات تطل على قمة القلعة، وللوصول إلى قلعة ألموت في الوقت الحالي، يتعين مغادرة طهران في الصباح والتوجه نحو قزوين، ثم عبور أسوار القلعة بعد ساعات قليلة، تلاها الوصول إلى غازور خان لتناول وجبة الغداء.
ماذا يجذب السياح والزائرون لقلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين؟
معظم الزوار يعتبرون الوادي الرائع الذي تحيط به الجبال بمثابة ملاذ مثالي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، حيث تنتشر القرى والنجوع في أرضها وجوانبها، وتشغل حقول الذرة وحقول الأرز قطعًا من الأراضي بين الوديان، كما تعبث الهضاب ذات المدرجات غير المنتظمة بتضاريس الوادي المتموجة الخلابة.
كانت قزوين ذات يوم عاصمة الإمبراطورية الفارسية الجبارة، في عهد الصفويين من عام 1848 إلى عام 1598م، وهي وجهة سياحية رئيسية تضم منطقة فنية تم تجديدها بشكل رائع، وعندما استحوذ حسن الصباح على ألموت في 4 سبتمبر 1090م، أعطى حسن لصاحب القلعة مبلغًا قدره 3000 دينار ذهبي ثمنًا لتكون المركز الرئيسي لحكم سيطرته آنذاك.
قلعة ألموت مكان ثقافي ومكتبة وموسوعة علمية:
في قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين ضمت الكثير من المفاجآت والعجائب ليس فقط بالجنة المصطنعة التي صنعها حسن الصباح، لكن أيضًا بالمعرفة العلمية التي ضمتها حيث أنشأ حسن الصباح عالم اللاهوت والباحث والشاعر مكتبة كبرى بالقلعة، واستمر الإسماعيليون النزاريون في إعطاء قيمة عالية للأعمال الفكرية على الرغم من خوضهم عدة حروب.
أصبحت (ألموت) والعديد من المعاقل النزارية مراكز مزدهرة للأنشطة الفكرية داخل الحركة الإسماعيلية، حيث تضم مكتباتها الكبرى مجموعات واسعة من الكتب والوثائق، فضلًا عن المنشورات والمعدات العلمية.
كيف كانت نهاية قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين؟
انتهت قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين على يد المغول بقيادة هولاكو، وقضوا عليهم في إيران سنة 1256، حيث ظلت قلعة ألموت قائمة كمركز للباطنية النزارية في إيران حتى اقتحمها المغول وقضوا عليها وقاموا بحرق معالمها مكتباتها.
قلعة حسن الصباح زعيم الحشاشين، التي شهدت على شخصية مختلفة كانت تصنع وهم الجنة وتؤسس لفكرة قلعة ألموت صعبة الوصول، لكن بحرق معالم الحشاشين من قبل هولاكو، فقد فقدنا الكثير من الأسرار التي كانت تروي لنا ما حدث في ذلك الوقت، وفي كتاب (أودية القتلة) وصفت المستكشفة فريا ستارك صعوبة صعود البغال على الطريق المنحني الوعر لقلعة ألموت، حيث كانت تسير على أرجلها الخلفية فقط، مما يعكس صعوبة الوصول للحشاشين في تلك الحقبة.
اقرأ أيضًا: اكتشاف أثري جديد في سقارة وأسوان 2023
كتبت: روان كوكش.