تتخفى خلف كلمة البلوتوث قصة مثيرة تنقلنا إلى عالم من الأساطير والتكنولوجيا المتطورة، هل تساءلت يومًا عن مصدر هذا الاسم الغامض الذي يرافقنا في حياتنا اليومية؟ في هذا المقال عزيزي القارئ سننطلق لاكتشاف أصل وتطور هذه التقنية، وكيف أن ملوك الفايكينج وراء اسم هذه التقنية؟ هل أنت مستعد للانطلاق في هذه الرحلة الساحرة لاكتشاف الأسرار التي تحملها كلمة بلوتوث؟
ماذا تعرف عن البلوتوث؟
البلوتوث (Bluetooth)، هو تقنية اتصالات معيارية يتم بها نقل البيانات بين العقد المتحركة عبر المسافات القصيرة، عن طريق استعمال أمواج وترددات المذياع ذات الترددات فوق العالية (UHF) في الحزمة الصناعية العلمية الطبية (ISM)، وذلك لبناء الشبكات الشخصية (PAN)، وقد بدأ تطوير هذه التقنية في شركة إريكسون في عام 1994م، لتحل محل أو تكون بديلًا للأسلاك العاملة بمعيار (RS-232).
ومعيار بلوتوث يتم إدارته وتطويره عن طريق مجموعة التطوير الخاصة (SIG)، التي تشتمل على أكثر من 30 ألف شركة أعضاء في مجالات الاتصالات العادية والحوسبة والشبكات والإلكترونيات، وقد أصدر معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات معيارًا محددًا للبلوتوث وأطلق عليه اسم (IEEE 802.15.1)، ولكنه توقف عن إدارة عملية التطوير، وأصبحت الآن تحت إشراف مجموعة التطوير الخاصة بالبلوتوث، وهذه المجموعة تحدد المواصفات التي يجب الالتزام بها من الشركات المصنعة.
اقرأ أيضًا: خطورة الابتزاز الالكتروني وأثره على المجتمع 2022
أصل البلوتوث:
تقنية الراديو قصيرة الارتباط، التي سميت بعد ذلك باسم بلوتوث، تم تطويرها في عام 1989م عن طريق (نيلس ريدباك يوهان اولمان)، الذي كان يعمل في شركة إريكسون للاتصالات في مدينة (لوند) بالسويد، وكان الهدف تطوير سماعات رأس لاسلكية، وتم ذلك بالفعل في عام 1994م، حيث قام بابتكارها المهندس الكهربائي الهولندي (جاب هارتسن)، الذي كان يعمل أيضًا بشركة إريكسون للاتصالات.
سبب تسمية البلوتوث:
من الطريف معرفة أن هذا الاسم كان على اسم ملك من ملوك الفايكينج كانت أسنانه زرقاء، وقد عاش هذا الملك منذ ما يقارب ألف عام، وكان ملكًا محبًا للسلام، فهي Bluetooth=Blue tooth وتعني السن الأزرق، نسبة إلى الملك الدنماركي (هارالد بجاركان) الذي عرف بأسنانه الزرقاء بسبب كثرة أكله للتوت الأزرق، وقد عاش هذا الملك في أوائل القرن العاشر الميلادي، حيث لم تكن فرشاة الأسنان قد اخترعت بعد، وهكذا مع إدمان الملك على أكل التوت البري أصبحت أسنانه زرقاء.
ولكن السؤال الآن هو لماذا هذا الملك بالذات؟ والإجابة لأن هذا الملك كان معروفًا بشجاعته الفائقة، وقوته حيث كان في القرن العاشر يحكم دولتين اسكندنافيتين، وهما الدنمارك والنرويج بنجاح فائق النظير، مع أنهما دولتان منفصلتان، بل إنه استطاع أيضًا ضمهما تحت سيطرته دون أن تحدث أية اضطرابات أو مواجهات، ولذلك سمي (الموّحد).
اختراع البلوتوث:
ظهر اختراع البلوتوث أول الأمر في الدول الإسكندنافية، وهو اختراع يقوم بتوصيل جهازين منفصلين بدون أسلاك وبنجاح فائق النظير، وبعد اختراع البلوتوث كان مخترعوه يفكرون في اسم يعبر عن قدرة هذا الاختراع على توحيد العالم، فأسموه باسم الملك الموحد العظيم.
وتم تصميم شعار البلوتوث من ارتباط أول حرفين من اسم الملك بالأحرف الرونية، حرف (ᚼ، Hagall) وحرف (ᛒ، Bjarkan) وهما يشكلان اسم هارالد بجاركان، والمكتوبين بالأبجدية الرونية القديمة (ويقال أن هذا الشعار هو نفس توقيع الملك أيضًا)، ليخرج لنا بهذا الاسم والشكل واللون الذي نعرفه حول العالم اليوم.
وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا بعض المعلومات عن البلوتوث، تلك التقنية المتقدمة في عالم الاتصالات اللاسلكية، وأصلها وسبب تسميتها، وفي انتظار كل جديد وحديث في هذا العالم السريع.
اقرأ أيضًا: رحلة إلى الجحيم الرقمي.. الدارك ويب وخفاياه المظلمة
كتبت: سحر علي.