أمثال شعبية خطأ

بالرغم من أهمية الأمثال الشعبية في التراث المصري، إلا أنها ليست كلها صحيحة في معناها، بل هناك أمثال شعبية خطأ وتحمل أيضًا خطأ في التفكير، بشكل يجب معه التدقيق في معانيها، وتحليل المشهور منها بيننا، حتى لا نقع في فخ التفكير الخطأ والمبالغة والثنائية الفكرية، وفي هذا المقال سنتناول أشهر هذه الأمثال الشعبية الخاطئة.

أمثال شعبية خطأ:

أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب:

هذا المثل يعد أشهر أمثال شعبية خطأ، قاله شخص أناني لا يريد إلا مصلحته؛ لأنه يشجع على الأنانية وحب النفس والوصولية، ويجعل الشخص يقترب من أي شيء فيه مصلحته مهما كانت النتائج، ويعادى أي شيء مهما كان حسنًا، فضلًا عن أنه يؤيد العصبية العمياء دون فكر ودون وعي، وهو مثل يخالف قول الله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.

أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب
أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب

اقرأ أيضًا: كذاب كذب الإبل.. رحلة إلى عالم الأمثال الشعبية وحكاياتها المثيرة

كتر السلام يقل المعرفة:

هذا المثل أيضًا يعد أكثر أمثال شعبية خطأ رغم شيوعه، ردده شخص مكروه، كيف يعقل أن نشر السلام يقلل المعرفة؟، هل نسوا أن السلام من الأمن والأمان والاستقرار؟، ألم يقرأوا قول الله تعالى واصفًا أهل الجنة: “تحيتهم يوم يلقونه سلام”، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم”.

إن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك:

هذا المثل ردده شخص قاسي القلب، لا يمتلك الحد الأدنى من الرحمة والإحساس بالمسئولية، ومخالفًا كل العقائد والشرائع السماوية التي تحث على حسن التربية والبر، ألم يسمع قول الله تعالى: “ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق”، وهذا المثل المشهور يعد ضمن قائمة أشهر أمثال شعبية خطأ.

كل تأخيره وفيها خيره:

هذا المثل قاله شخص كسلان، لا يحب السعي والجهد، كما أنه قليل الإيمان، حيث أمرنا الله بالأخذ بالأسباب والسعي ثم ترك النتائج لأقدار الله تعالى، من حيث التأخير والتعجيل.

إن سرقت اسرق جمل:

هذا المثل ربما قاله لص عديم المبادئ، ناسيًا أن السرقة ذنب عظيم، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقسم وقال في حديث شريف: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها”.

إن سرقت اسرق جمل
إن سرقت اسرق جمل

يدي الحلق للي بلا ودان:

هذا المثل رواه حاسد وحاقد، يكره النعمة والخير لغيره، فضلًا عن كونه يحمل اعتراضًا واضحًا على قدر الله تعالى، وعدم الرضا بعدله سبحانه في تقسيم الأرزاق بين عباده.

اتقِ شر من أحسنت إليه:

هذا المثل رواه شخص سيئ الظن، ولا يعرف الله حق المعرفة، ألم يسمع قول الله تعالى: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، فضلًا عن أنه يشجع على عدم فعل الخير، ومساعدة المحتاجين وإساءة الظن بالآخرين دائمًا.

الأقارب عقارب:

هذا المثل رواه قاطع رحم، مخالفًا كل ما أمر به الله تعالى في كل الأديان، من حسن المعاملة والفضل خاصة لذوي القربى والأرحام.

الأقارب عقارب
الأقارب عقارب

إن كان لك عند الكلب حاجة قل له يا سيدي:

هذا المثل رواه شخص دنيء، وصولي وانتهازي، يشجع على النفاق والكذب وتصنع الود، رافعًا شعار الغاية تبرر الوسيلة، وهو أمر غير أخلاقي.

الحسنة تخص والسيئة تعم:

بعد هذا المثل أيضًا أشهر أمثال شعبية خطأ، رواه شخص ظالم، لا يعرف الحق والعدل، كيف يتساوى صاحب السيئة وصاحب الحسنة في الجزاء، والله تعالى لا يضيع عنده مثقال ذرة من خير أو شر، وجعل الظلم ظلمات يوم القيامة، ومن أسمائه تعالى وصفاته التي تدعوه بها الحق والعدل.

أنا عبد المأمور:

ثلاث كلمات تبدو بسيطة ولكنها خطيرة في معناها، وقد تصل بقائلها إلى الكفر؛ لأنه من المعروف والمؤكد أن العبودية لله تعالى فقط، وهو سبحانه الآمر الناهي والمطاع فحسب، وكل ما سواه هو عبد له.

ختامًا تناولنا بعض الأمثلة الشعبية الخطأ، التي تتداولها ونرددها بدون تفكير لخطورة معناها ونتائجها السيئة على الفرد والمجتمع.

اقرأ أيضًا: اكسر وراه قلة.. استمرارية الأمثال الفرعونية في حياتنا اليومية

كتبت: سحر علي.