يُعد الخوف من المرض أو نوزوفوبيا (Nosophobia) من أكثر المشاعر شيوعًا بين البشر، فكلنا نشعر بالقلق أحيانًا عندما نواجه أعراضًا جسدية غير مألوفة، أو عندما نقرأ عن أمراض خطيرة، لكن ماذا لو تحول هذا القلق إلى خوف مُفرط ومُستمر يسيطر على حياتنا؟
ما الخوف من المرض؟
الخوف من المرض هو اضطراب قلق يتميز بانشغال مُفرط وخوف مبالغ فيه من الإصابة بالأمراض، يُعاني الأشخاص الذين يعانون من هذه الفوبيا من أعراض جسدية ونفسية تسبب لهم ضيقًا شديدًا، حتى وإن لم يكن هناك دليل طبي على وجود أي مرض خطير.
اقرأ أيضًا: الخوف من قيادة السيارات يسيطر على حياتك؟.. إليك الحل الآن
أعراض نوزوفوبيا:
الأعراض الجسدية:
- آلام ومغص في المعدة.
- ضيق في التنفس.
- تسارع في ضربات القلب.
- دوار وغثيان.
- صداع
- تعرق.
- رعشة.
الأعراض النفسية:
- القلق الشديد والمستمر.
- الخوف من الموت.
- الأفكار الوسواسية حول المرض.
- تجنب الأطباء والمستشفيات.
- البحث المفرط عن المعلومات الطبية على الإنترنت.
- قراءة الأعراض الطبية ومقارنتها بأعراضهم.
- إجراء فحوصات طبية مُتكررة دون داعٍ.
أسباب الفوبيا من المرض:
العوامل الوراثية:
قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة باضطرابات القلق، بما في ذلك هذه الفوبيا.
العوامل البيئية:
قد تلعب العوامل البيئية، مثل التعرض لمرض خطير في مرحلة الطفولة أو فقدان أحد أفراد الأسرة بسبب المرض، دورًا في تطوير هذه الفوبيا.
العوامل الشخصية:
قد يكون الأشخاص الذين لديهم شخصيات متطلبة أو متعلقة بالسيطرة أكثر، عرضة للإصابة بها.
العوامل المعرفية:
قد تلعب الأفكار والمعتقدات السلبية دورًا في تطويرها، مثل الاعتقاد بأن أي عرض جسدي هو علامة على وجود مرض خطير.
تأثير نوزوفوبيا على الحياة:
يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على جميع جوانب حياة الشخص، بما في ذلك:
العلاقات الشخصية:
قد يتجنب الشخص التواصل مع العائلة والأصدقاء خوفًا من نقل العدوى إليهم.
العمل والدراسة:
قد يصبح الشخص غير قادر على التركيز، أو أداء واجباته بشكل صحيح بسبب القلق.
الصحة الجسدية:
قد يهمل الشخص صحته الجسدية بسبب الخوف من زيارة الطبيب، أو إجراء الفحوصات الطبية.
الصحة النفسية:
قد يصاب الشخص بالاكتئاب أو اضطرابات القلق الأخرى.
علاج الخوف من المرض أو نوزوفوبيا:
يمكن علاجه من خلال العلاج النفسي، بما في ذلك:
العلاج المعرفي السلوكي:
يساعد هذا النوع من العلاج الشخص على تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية حول المرض وتصحيحها.
تقنيات الاسترخاء:
تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، على تقليل القلق وتحسين الشعور بالراحة.
العلاج بالأدوية:
قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للقلق أو الاكتئاب في الحالات الشديدة.
نصائح للتعامل مع الفوبيا من المرض:
- تجنب البحث عن المعلومات الطبية على الإنترنت: قد تؤدي المعلومات المتوفرة على الإنترنت إلى زيادة القلق وتشويه الواقع.
- استشارة الطبيب بانتظام: يساعدك الطبيب على تقييم صحتك، والاطمئنان على نفسك للتخلص من القلق والتوتر.
مخاطر الفوبيا من المرض:
يمكن أن يؤدي إلى بعض المخاطر، منها:
- التشخيص الذاتي الخاطئ: قد يُسيء الشخص تفسير الأعراض الجسدية ويشخص نفسه بشكل خاطئ بمرض خطير.
- إجراء الفحوصات الطبية المتكررة دون داع: قد يُعرض الشخص نفسه لخطر الإشعاع، والمضاعفات المُحتملة للأشعة والتحاليل.
- إساءة استخدام الأدوية: قد يلجأ الشخص إلى تناول الأدوية دون وصفة طبية؛ للتخلص من القلق، مما قد يؤدي إلى الإدمان أو التفاعلات الدوائية الخطيرة.
- إهمال الصحة الجسدية: قد يهمل الشخص صحته الجسدية؛ بسبب الخوف من زيارة الطبيب أو إجراء الفحوصات الطبية.
كيفية التمييز بين الخوف الطبيعي من المرض ونوزوفوبيا؟
من الطبيعي أن نشعر بالقلق أحيانًا عندما نواجه أعراضًا جسدية غير مألوفة، لكن كيف نميز بين الخوف الطبيعي من المرض ونوزوفوبيا؟
- شدة القلق: في الحالة المرضية، يكون القلق شديدًا ومستمرًا ويؤثر على جميع جوانب حياة الشخص.
- مدة القلق: في الحالة المرضية، يستمر القلق لأكثر من 6 أشهر دون سبب واضح.
- التأثير على الحياة: في الحالة المرضية، يؤثر القلق على قدرة الشخص على أداء واجباته اليومية والعيش حياةً طبيعية.
ختامًا إذا كنت تعاني من أعراض الخوف من المرض أو نوزوفوبيا، فمن المهم طلب المساعدة من أخصائي في الصحة النفسية، حيث يمكن أن يساعدك العلاج على فهم مشاعرك وتطوير آليات صحية للتعامل مع القلق، ولا تدعه يسيطر على حياتك.
اقرأ أيضًا: فهم الخوف المرضي.. العلامات، الأسباب، والعلاج
كتبت: سلوى محمود.