كل البلاد العربية لا تخلو من أسواق بيع الكتب القديمة، وعادةً ما يتم الحصول عليها بمقابل منخفض فضلًا عن ندرتها، ورغم انتشار حركة بيع وشراء الكتب في العالم العربي بمختلف تصنيفاتها الأدبية والعلمية، إلا أن الكتب القديمة تتمتع بمكانة مميزة حتى الآن، مما يجذب إليها المهتمين من جميع الجهات، بل إن بعض المناطق في الوطن العربي أصبحت معروفة ببيع الكتب القديمة، وقد تجد فيها ما لا تستطيع العثور عليه في أكبر المكتبات ودور النشر الأكثر شهرة.
أسواق بيع الكتب القديمة:
سور الأزبكية:
في قلب القاهرة وبالتحديد أمام مسرح العرائس بجوار المسرح القومي في العتبة خلف حديقة الأزبكية التي أنشأها الخديوي إسماعيل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، يوجد سوق من أشهر أسواق بيع الكتب القديمة وهو سور الأزبكية، حيث يجتمع المئات من بائعي الكتب لعرض منتجاتهم الثقافية، والمتداول أنه يمكن العثور على أي كتاب قديم في هناك، ولذلك تم تخصيص جناح لسور الأزبكية في معرض القاهرة الدولي المقام حاليًا، لا يعلم أحد كيف نشأت فكرة سور الأزبكية لبيع الكتب، لكن تشير بعض المراجع إلى أن الفكرة تعود إلى أوائل القرن العشرين، عندما كان بائعو الكتب يتنقلون بين المقاهي في وسط القاهرة، ثم يتجهون إلى حديقة الأزبكية للاجتماع والاستراحة وتبادل الكتب.
سور الأزبكية
اقرأ أيضًا: تعرف على الكتب الأكثر مبيعًا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024
شارع النبي دانيال:
يعتبر شارع النبي دانيال من أشهر وأقدم الشوارع في الإسكندرية، المعروفة بعروس البحر المتوسط، ويمتد من محطة الرمل إلى محطة مصر، تمت تسمية الشارع نسبة إلى أحد أنبياء بني إسرائيل حيث يضم أقدم المعابد اليهودية، كما يوجد فيه مسجد الشيخ محمد دانيال الموصلي وكنيسة القديس مرقص ومدرسة الفرنسيسكان، ومن أبرز ما يميز الشارع أيضًا أنه أحد أشهر أسواق بيع الكتب القديمة بمقابل منخفض.
شارع النبي دانيال
سوق الليدو:
تضم المغرب أكثر من مئتي سوق للكتب المستعملة، ومن أشهر هذه الأسواق سوق الليدو في مدينة فاس، بالإضافة إلى سوق (حي أكدال) عند بداية شارع فال ولد عمير وغيرها، في تلك الأسواق تباع الكتب المستعملة بالإضافة إلى أرشيف المجلات النادرة بأسعار منخفضة، وغالبًا ما يرتاد أسواق بيع الكتب القديمة طلاب الجامعات والباحثون والشعراء والأدباء بحثًا عن (الكنوز) التي يمكن العثور عليها في تلك المكتبات، وتنظم المغرب سنويًا معرضًا خاصًا لبيع الكتب المستعملة، وأشهر تلك المعارض المعرض الذي يعقد سنويًا في سوق ساحة السراغنة، حيث يتم فيه عرض أكثر من 300 ألف عنوان.
سوق الليدو
تظل أسواق بيع الكتب القديمة موجودة في معظم الدول العربية والتي تعبر عن معناها الحقيقي، حيث يجتمع بائعو الكتب ويعملون على الحفاظ على واحدة من أبرز مظاهر الثقافة الفريدة في الوطن العربي، من خلال عرض الكتب المستعملة والقديمة بأسعار معقولة ومنخفضة تشجع القارئ على العثور على الكتاب الذي يبحث عنه، الذي من الممكن أن يكون صعب الحصول عليه من دار النشر أو حتى أشهر المكتبات.
اقرأ أيضًا: اكتشف مفارقات أسعار الكتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024
كتبت: هناء مسعود.
