تكاد فكرة السفر عبر الزمن أن تكون حلمًا يراود الكثيرين، والحديث عنها يعتبر من الأحاديث الشيقة والعميقة والملهمة لعقولهم، حيث إنها تدفعهم إلى التحليق في الخيال والعلم والأفكار والنظريات، والبحث فيما قاله العالم الكبير (آينشتاين) عن النظرية السببية وسرعة الضوء، وغيرها من النظريات وعلاقتها المرتبطة بالزمان والمكان، التي قد تكاد تكون مستحيلة، تعال معي عزيزي القارئ لننطلق معًا في رحلة مثيرة، نتعرف من خلالها حول إمكانية السفر بالزمن، هل هو حقيقة أم خيال؟
ماذا تعرف عن السفر عبر الزمن؟
السفر عبر الزمن يمكن تعريفه بأنه مغادرة الشخص المسافر من مكان ووقت معين إلى نفس المكان ولكن في وقت أو عصر سابق، ويُشار له وفقًا لمصطلحات النظرية النسبية أنه الترتيب الزمني غير الثابت للأحداث، ويعتقد جميع العلماء أن هذه الفكرة غير ممكنة، بل إن البعض منهم يعتقد بأنها فكرة قاتلة لأي إنسان يحاول القيام بذلك.
اقرأ أيضًا: الأقمشة الذكية.. ثورة جديدة في عالم الموضة والتكنولوجيا
حقيقة السفر عبر الزمن فيزيائيًا:
السفر بالزمن للمستقبل فيزيائيًا ليس مستحيلًا على الإطلاق، بل ستتعجب عندما تعرف أنه يحدث في جميع الأوقات، بينما السفر بالزمن رجوعًا للماضي هو ما يعتبر أصعب وأكثر استحالة، يقول (سيث لويد) أستاذ الهندسة الميكانيكية الكمية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “إن السفر عبر المستقبل ممكن بمعدلات مختلفة، ولكن السفر نحو الماضي موضوع مثير للجدل، وهناك عدة أمثلة عليه، أهمها الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي.
حيث يساعد تمدد الوقت طبقًا لوصف نظرية آينشتاين النسبية، في سفر الأقمار الصناعية عبر الزمن، وذلك وبطريقة تفسير علمية؛ لأنه كلما تحرك الجسم بشكل أسرع مقارنة بكائن آخر كان الوقت أبطئ، حيث إن الأقمار تتحرك حول الأرض بسرعة 14 ألف كيلومترًا في الساعة، فسوف يؤدي ذلك إلى تقليل الزمن بما يعادل سبعة ميكرو ثانية عن ساعات العمل يوميًا بالنسبة إلى الساعات على الأرض”.
نظريات السفر عبر الزمن:
من أهم النظريات التي تناولته، ما يلي:
نظرية الثقب الدودي:
يمكن السفر عبر المستقبل للوراء من خلال نظرية الثقب الدودي، حيث تنص على أن من الصعب تحقيق المعادلات ولكن هناك احتمال وهو أن يكون السفر أسرع من الضوء بمعدل 299.792 كيلومترًا في الثانية، وبالرغم من صعوبة تحقيق ذلك حسابيًا في الواقع، إلا أن وكالة ناسا صرحت أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال خلق ما يسمى (ثقب دودي) بين النقاط في الزمان والمكان، وقد وفرت معادلات آينشتاين هذه الحسابات لهم، ولكن التكنولوجيا اللازمة لإنشاء مثل هذا الثقب الدودي غير متوفرة حاليًا.
آلات الزمن:
من المعروف أن السفر عبر المستقبل والعودة يتطلب جهازًا أو آلة زمنية، وتشتمل أبحاث آلة الزمن على منحنيات الزمكان، وفيها تتحول الخطوط الزمنية مرة أخرى إلى نفسها، وتكون حلقة تعرف باسم (إغلاق المنحنى مثل الوقت)، وهو تفسير معقد علميًا، ولتحقيق ذلك يحب توفر مواد غريبة تسمى (كثافة الطاقة السلبية) تتميز بخصائص غريبة مثل التحرك في الاتجاه المعاكس للمادة الطبيعية عند الدفع، وهذه المواد غير متوافرة حاليًا إلا نادرًا جدًا.
قد تبدو فكرة السفر عبر الزمن جنونية ومستحيلة، ولكن في هذا العصر عصر العلم، أصبح المستحيل ممكنًا، فاختر عزيزي الزمن الذي تحب السفر إليه، وتخيل من الآن إنك تعيش هناك، فمن يدري قد يتحقق المستحيل يومًا ما.
اقرأ أيضًا: المركبة الفضائية سايكي 16.. رحلة لاكتشاف الإشارة الفضائية الغامضة
كتبت: سحر علي.