أشارت وكالة ناسا إلى استقبال إشارة غامضة من الفضاء السحيق، تسافر من مسافة تعادل الذهاب إلى القمر 40 مرة، وقبل استنتاج وجود كائنات فضائية، يعتقد الخبراء أن التفسير الأكثر بساطة لهذه الإشارة هو أنها منبعثة من المركبة الفضائية سايكي 16 التابعة لوكالة ناسا، التي تبعد حاليًا 140 مليون ميل (226 مليون كم)، أي 1,5 ضعف المسافة بين الأرض والشمس.
وأرسلت رسالة الليزر إلى الأرض بواسطة جهاز الإرسال والاستقبال للاتصالات الضوئية في الفضاء العميق على متن المركبة الفضائية سايكي 16.
بداية رحلة المركبة الفضائية سايكي 16:
في أكتوبر 2023، أطلقت وكالة ناسا مهمة فضائية تضمنت إرسال المركبة الفضائية سايكي 16 نحو كويكب يُعرف باسم (سايكي 16)، ويُعتقد أنه مكون أساسًا من المعدن، وهو أمر نادر في النظام الشمسي، يقع هذا الكويكب في حزام الكويكبات بين المريخ والمشترى، وتم اختيار اسم المركبة الفضائية استنادًا إلى اسم الكويكب.
وكان لدى المركبة الفضائية سايكي مهمة أخرى إلى جانب استكشاف الكويكب، وهي اختبار اتصالات الليزر، وتم تجهيز المركبة بنظام الاتصالات الضوئية في الفضاء العميق (DSOC)، والذي يهدف إلى جعل الاتصال بالليزر ممكنًا عبر مسافات شاسعة في الفضاء، ما يعد باتصالات أسرع بكثير من الطرق الحالية.
اقرأ أيضًا: السياحة في الفضاء أصبحت قريبة منك.. ولكن سعر التذكرة سيصدمك!
نجاح نظام الاتصالات الضوئية في الفضاء العميق:
في إنجاز رائع، نجح نظام الاتصالات الضوئية في الفضاء العميق (DSOC) في التفاعل مع جهاز الإرسال اللاسلكي الخاص بمركبة (سايكي)، ما سمح له بنقل المعلومات والبيانات الهندسية مباشرة من المركبة الفضائية، من مسافة تزيد عن 140 مليون ميل إلى الأرض.
وأوضحت ميرا سرينيفاسان قائدة عمليات المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا (JPL) في جنوب كاليفورنيا، أنهم قاموا بتوصيل نحو 10 دقائق من بيانات المركبة الفضائية المكررة في 8 أبريل، وبعد التفاعل مع جهاز إرسال الترددات الراديوية الخاص بـ (سايكي)، أرسل عرض الاتصالات الليزرية نسخة من البيانات الهندسية إلى مركز التحكم الأرضي.
هذا الإنجاز يعرض نظرة عامة على كيفية استخدام المركبات الفضائية للاتصالات الضوئية في المستقبل، مما يسمح بزيادة معدلات نقل البيانات للمعلومات العلمية المعقدة، وتوفير صور وفيديوهات عالية الدقة، وذلك لدعم الجهود المستقبلية في إرسال البشر إلى المريخ.
وخلال الاختبار الأولي في ديسمبر 2023، عندما كانت (سايكي) على بعد 19 مليون ميل فقط من الأرض، تم نقل بيانات الاختبار بمعدل 267 ميجابت في الثانية، وهو ما يشبه سرعات التنزيل على الإنترنت ذات النطاق العريض، وفي اختبار 8 أبريل، نجحت المركبة الفضائية في نقل بيانات الاختبار بمعدل أقصى قدره 25 ميجابت في الثانية، وهو ما يتجاوز هدف المشروع المتمثل في إثبات إمكانية تحقيق 1 ميجابت في الثانية على الأقل على تلك المسافة.
ختامًا بفضل النجاح الباهر لتقنية الاتصالات الضوئية في الفضاء العميق، تعزز المركبة الفضائية سايكي 16 دورها كرائدة في تحقيق تقدم هائل في مجال الاستكشاف الفضائي.
اقرأ أيضًا: علامة استفهام الفضاء.. الكون ما بين العلم والغموض سؤال يبحث عن إجابة
كتب: رفيق عادل ثابت.
