تخيل أنك تجلس أمام معادلة رياضية معقدة، حيث كل شيء يبدو واضحًا، ما عدا عنصر واحد غامض يختبئ خلف الرمز X، هذا الرمز الذي مر أمام أعيننا في مختلف المجالات من الجبر إلى علم الأحياء، حاملًا معاني عديدة ومتناقضة في آنٍ واحد، ولكن هل تساءلت يومًا عن السبب الذي جعله تحديدًا رمزًا للمجهول؟ هل هو مجرد اختيار عشوائي أم أنه يحمل في طياته قصة ممتدة عبر العصور؟ في هذا المقال سنستكشف أسرار هذا الرمز، ونسلط الضوء على الرحلة التي قطعها ليصبح رمزًا للمجهول.
دلالات الرمز X:
الرمز X له عدة دلالات، فهو:
- الحرف الرابع والعشرون من الأبجدية اللاتينية.
- في علم الأحياء يدل على الكروموسوم إكس.
- في الرياضيات يدل على قيمة المتغير المجهول في علم الجبر.
- علامة الخطأ تشبه حرف X، لكن قد تختلف في معناها.
اقرأ أيضًا: السفر عبر الزمن.. بين الخيال العلمي وحقائق الفيزياء الحديثة
بداية علم الجبر:
نشأ علم الجبر خلال ما يعرف بالعصر الإسلامي الذهبي (750/ 1258م)، حيث شوهدت دعائمه وأساسياته في كتاب (الجبر والمقابلة) للعالم المسلم الخوارزمي في القرن التاسع الميلادي، وتلك الفترة شهدت توسع الحكم وانتشار الثقافة الإسلامية لتصل إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث كان السكان المسلمون (المورو) يشجعون دراسة الرياضيات والعلوم ويهتمون بها، ومن هنا بدأ استخدام الرموز الرياضية.
بداية استخدام الرمز X:
هناك عدة نظريات تفسر سبب استخدام هذا الرمز؛ للدلالة على قيمة المجهول في المعادلات الرياضية، منها:
- بدأ استخدامه مع عجز العلماء الإسبان على ترجمة بعض الأصوات العربية، بما في ذلك حرف الـ (ش)، حيث تم استخدام كلمة (شيء) لتدل على قيمة المجهول المتغير في المعادلة الرياضية، فمثلًا إذا كان هناك ثلاثة أشياء تساوي 15، تكون النتيجة أن الشيء المجهول يساوي 5، وبحسب تفسير القاموس المعروف بـ (وبستر)، فإن ترجمة كلمة شيء باللاتينية تعني كلمة (Xei)، وتم اختصارها بعد ذلك إلى (X)، ولكن لا يوجد دليل قاطع على صحة تلك النظرية.
- النظرية الثانية والأكثر شيوعًا، تعود للفيلسوف وعالم الرياضيات (رينيه ديكارت)، وهو لم يكتشف فكرة استخدام الرمز (X) لكنه ساعد في انتشارها واستعمالها، حيث أرجع المؤرخ (فلوريان كاجوري) الفضل إليه في استخدامها.
ديكارت والرمز X:
استخدم ديكارت الرموز الرياضية، وجاء ذلك في كتابه (La Géométrie) عام 1637م، حيث وضع قانون لاستخدام الأحرف الصغيرة الأولى في الأبجدية لتعبر عن كميات معروفة مثل (a, b, c)، بينما استخدم الحروف الأخيرة في الأبجدية للتعبير عن كميات مجهولة (Z, Y, X).
لكن لا أحد يعلم السبب الذي جعل الرمز X الأكثر استخدامًا، فيما يعتقد البعض أن الأمر له علاقة بتنضيد وتصنيف الحروف والطباعة، وأيا كانت النظرية أو السبب في استخدامه فإنه سيظل مجهولًا، ويعبر دائمًا عن مجهول متغير في علم الرياضيات وعلم الحياة.
اقرأ أيضًا: تعلم الآلة.. ثورة تقنية تحدث تغييرات جذرية في جميع المجالات
كتبت: سحر علي.