اضطراب ثنائي القطب.. هل تعيش معه دون أن تدرك مخاطره؟

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب

هل أنت مصاب باضطراب ثنائي القطب؟ إذا كنت كذلك فعليك معرفة خطورة الوضع الصحي الذي تمر به، إذ أن هذا ما كشفته آخر الدراسات العلمية عن أن ذروة المرض تكون لها تبعات وخيمة قد تُحدث تغييرًا شاملًا في مجرى حياتك ما يؤثر على الصحة العامة والتفاعلات الاجتماعية، حيث يعتبر اضطراب ثنائي القطب واحدة من الأمراض المعقدة بسبب غموض الحالات التي تجعل الإنسان يعيشها، ترى ماهية هذا الاضطراب؟ وما الذي كشفه العلم؟

تعريف اضطراب ثنائي القطب:

يُعرف اضطراب ثنائي القطب بالإنجليزي بـ (bipolar disorder) أو اضطراب المزاج ذو القطبين، وهو حالة نفسية معقدة تتعلق بتقلبات المزاج التي تتراوح من تقلبات طفيفة إلى نوبات من الهوس والجنون؛ مما يؤثر على مسار حياة الفرد، بما في ذلك نمط النوم والعلاقات الاجتماعية وغيرها.

تعريف اضطراب ثنائي القطب

ومع تطور الأبحاث العلمية الحديثة، تم الكشف عن أن هذا الاضطراب ليس مجرد حالة نفسية، بل هو أيضًا حالة بيولوجية تترافق مع تعقيدات تتعلق بآلية عمل الهرمونات والدماغ، وخصوصًا الأعصاب، حيث ثبت أن لها دورًا مهمًا في تفاقم المرض من خلال زيادة الالتهابات العصبية التي تتفاقم بسبب عمليات الأكسدة مع تقدم الأعراض.

اقرأ أيضًا: اضطراب ما بعد الصدمة.. هل يملك العلم أخيرًا الحل؟

تصرفات مريض ثنائي القطب:

يتطلب اضطراب ثنائي القطب أخذ الأمر بجدية تامة نتيجة التبعات المؤلمة التي تؤرق صاحب المرض من خلال ما يظهر على تصرفاته وسلوكياته والذي ينعكس على المحيطين به، وهذه السلوكيات تكون نابعة من النوبات المرضية التي يمر بها من حين لآخر، ومن ضمن هذه التصرفات ما يلي:

  • تصرفات نوبات الهوس:

أول ما يعاني منه المريض نوبات الهوس التي تصاحبها تصرفات غريبة ومميزة، تتمثل في فرط النشاط، تدفق الأفكار بشكل متسارع، وقلة الحاجة إلى النوم، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات متهورة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

تصرفات مريض ثنائي القطب
  • نوبات الاكتئاب:

تصنف نوبات الاكتئاب بأكثر النوبات تعقيدًا لدى اضطراب ثنائي القطب، التي تظهر على هيئة مشاعر سلبية وانخفاض في المؤشرات المعنوية للحالة المزاجية، وأيضًا تدني مستوى الطاقة الجسدية.

أعراض ثنائي القطب عند النساء:

يعتقد الكثيرون بأن اضطراب ثنائي القطب يقتصر على فئة معينة، إلا أنه يصيب جميع الأفراد بلا استثناء ولكن المعدل الأكبر ينحصر في السيدات اللواتي يتفردن بأعراض مميزة، التي تتمثل في التالي:

  • التغيرات الهرمونية:

إن للتغيرات الهرمونية دورًا ملحوظًا في ظهور بوادر مرض اضطراب ثنائي القطب للنساء، وتقتصر تلك المتغيرات عقب حديثي الولادة وانقطاع الطمث اللواتي يكن أكثر عرضة للإصابة به وفقًا لما أثبته الاكتشافات العلمية.

  • الاضطراب النفسي المرافق:

يتمثل في ما قبل الطمث الذي يصاحبه تغيرات مزاجية وهرمونية تساهم في تدهور الحالة النفسية من قبيل الإصابة بالاكتئاب، التوتر، القلق..إلخ.

  • حالات الذهان المنقطعة:

يراود النساء بشكل خاص حالة من الذهان تصاحبها نوبات الاكتئاب والهوس التي تصيبها بحكم المرض، والتي تكون منقطعة تظهر في فترات متباعدة، ولكن تكون من أكثر الحالات صعوبة تشكل تحدي كبير في تعرقل سير أداء المرأة وقدراتها.

أعراض ثنائي القطب عند الرجال:

تمامًا كما تواجه النساء تحديات مع مرض اضطراب ثنائي القطب، يواجه الرجال أيضًا نفس الصعوبات، حيث لا تقل أعراض المرض لديهم خطورة، وتتمثل هذه الأعراض فيما يلي:

  • سلوكيات عدوانية والتهيج:

يميل الرجال إلى إبداء ردود فعل عنيفة حيال الإصابة بنوبات الاكتئاب أو الهوس خلال إظهار سلوكيات عدوانية ومتهورة على عكس النساء اللائي يحسن التحكم في ذلك.

  • المنازعات الجسدية:

دائمًا الرجال يواجهون حالة نزاع جسدي عند مراودة النوبات لهم بشكل مرهق للغاية لهم، والذي يضعف من قدراتهم وأدائهم البدني.

علاج اضطراب ثنائي القطب:

يتطلب علاج اضطراب ثنائي القطب استراتيجيات ترتكز على إدارة دقيقة وشاملة لكافة الجوانب، مما يسهم في تقديم دعم فعال لتحسين حياة المرضى، وتتمثل هذه الاستراتيجيات في الآتي:

  • تناول الأدوية المثبطة:

تلعب الأدوية دورًا بالغ الأهمية في تثبيط الحالات المثيرة التي يخضع لها المريض بحكم المريض، التي تأتي عند الذهاب إلى الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب للحالة التي تختلف من شخص لآخر.

  • العلاج النفسي:

تتنوع الطرق العلاجية النفسية لاضطراب ثنائي القطب، وتنحصر في استراتيجيات محددة، ولكن لا تنطبق في جميع الحالات، التي تشمل العلاج النفسي المعرفي الذي يدير المشاعر والسلوكيات للفرد حتى يتحكم في الحالات التي تنعكس عليه، وهناك أيضًا العلاج المنحصر في تلقي الدعم من جانب الأسر والمحببين إليهم الأمر الذي يعزز من تأهيلهم بشكل صحيح للاستجابة للعلاج.

علاج اضطراب ثنائي القطب
  • العلاجات الحديثة:

بفضل توسع اكتشافات الطب الحديث في إجراء دراسات سريرية وعميقة للكشف عن طرق جديدة لعلاج اضطراب ثنائي القطب الذي يعتبر كابوس بالنسبة للأفراد، وهذه العلاجات تتمثل فيما يلي:

التحفيز المغناطيسي الكهربائي المتكرر (rTMS):

أعربت الأبحاث العلمية عن الاستراتيجية الفعالة لهذه الطريقة في تخفيف أعراض النوبات للأفراد المصابين باضطراب ثنائي القطب؛ مما يعزز من جودة الحياة لهم.

تقنية (aiTBS):

تساعد هذه التقنية على تحسن مريض ثنائي القطب صحيًا ونفسيًا، إذ أنها تحقق تحسنا سريعا للغاية في وقت قياسي.

وختامًا، يتطلب علاج اضطراب ثنائي القطب فهمًا شاملًا لكافة الأبعاد الأساسية المرتبطة بالمرض، حيث يجب الاطلاع عليها بدقة، سواء كانت تتعلق بالأعراض أو بطبيعة المرض ذاته.

اقرأ أيضًا: الفصام.. ماذا يجب أن تعرف عن هذا الاضطراب النفسي المعقد؟

كتبت: جهاد محمد.

جهاد محمد: جهاد محمد البلتاجي، تخرجت من كلية الآداب جامعة القاهرة، خبرة عامين في الكتابة والترجمة بالمجال الطبي والعام، وأيضًا في الأخبار.