الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، لا يستطيع العيش بمفرده، بل يعيش ضمن مجتمع أو مجموعة من الأشخاص، والعمل التطوعي خير دليل على ذلك، حيث إن الفطرة السوية والسليمة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها تدعوه إلى تقديم الخير والمساعدة، فالعمل التطوعي بلا شك هو أحد مصادر الخير الهامة؛ لأنها تعكس صورة إيجابية للمجتمع وترابط أفراده، وانتشار الأخلاق القويمة بينهم، وفي هذا الموضوع سنتناوله بشيء من التفصيل، تابع معنا.
تعريف العمل التطوعي:
يعرف العمل التطوعي بأنه تقديم المساعدة والعون، سواء بالوقت أو المال أو الجهد الشخصي دون مقابل لتحقيق الخير في المجتمع عامة، ولأفراده بصفة خاصة، وأُطلق عليه عمل تطوعي؛ لأن صاحبه يقوم به طواعية دون إجبار من أي أحد أو جهة على فعله، وهو دليل على ازدهار المجتمع، وغناه بالعناصر الإيجابية والبناءة.
اقرأ أيضًا: اليوم الدولي للعمل الخيري.. بناء مجتمعات أكثر عدلا وازدهارا
فوائد العمل التطوعي:
هناك العديد من المميزات والفوائد للعمل التطوعي العديد من الفوائد والمميزات، من أهمها:
- أنه خيار جيد لحصول المتطوع على الخبرات المهمة ذات النتائج الإيجابية، حيث يمكن للمتطوع من خلاله اكتساب مهارات جديدة أو تحسين مهاراته الذاتية والشخصية.
- تعتبر الأنشطة التطوعية من النشاطات المجتمعية العامة والهامة التي تساهم في تطور المجتمع.
- يستطيع المتطوعون من خلال العمل التطوعي الاستفادة من وقت فراغهم في نشاط تطوعي يخدم المحتمع.
- يساعد العمل التطوعي في زيادة قدرة المتطوعين على التواصل الفعّال مع أفراد المجتمع، بطريقة تفتح لهم أفاقًا أكبر للتواصل والمشاركة والتفاعل المجتمعي.
- يُساهم في زيادة الوعي بثقافة التطوع بشكل دائم ومستمر وفعال.
أشكال العمل التطوعي:
هناك عدة أشكالِ للأعمال والأنشطة التطوعية، منها:
التطوع الافتراضي أو الإلكتروني:
هو التطوع عن بُعد عن طريق شبكة الإنترنت.
التطوع الشامل:
هو التطوع بشكل دائم أو مستمر على مدار الساعة (سبعة أيام في الأسبوع).
التطوع قصير الأجل:
هو عمل المتطوعين لأوقات محددة مسبقًا وقصيرة الأجل.
التطوع في المنشآت الربحية:
يتم فيها التطوع في الشركات والمؤسسات؛ لاكتساب خبرة أو مهارة معينة.
التطوع في منظمات خدمة المجتمع:
هو التطوع في المنظمات غير الربحية.
حقوق المتطوعين:
يجب أن يعرف المتطوع للعمل التطوعي دوره جيدًا، بالإضافة إلى الحقوق الخاصة به داخل نطاق العمل، ومن أهمها:
- العمل في أماكن آمنة وصحية.
- الشعور بالاحترام والثقة من المسئولين داخل العمل.
- تقدير جهود المتطوع عما يقوم به من عمل، عن طريق ردود فعل إيجابية من المسئولين.
- حق المتطوع في استخدام المرافق الخاصة بالمؤسسة.
- تقديم وصف للمتطوع عن طبيعة العمل التطوعي، وتحديد الأدوار والمهام المطلوبة منه، وساعات العمل.
- توفير التدريب الخاص له إذا لزم الأمر، والإشراف والمتابعة الكافية لعمله.
- حق المتطوعين في الحصول على فترات راحة مناسبة وكافية.
- المحافظة على البيانات الخاصة بكل متطوع.
مسئوليات المتطوعين:
بما أن هناك حقوق للمتطوعين، فهناك أيضًا مجموعة من الواجبات والمسئوليات التي يجب عليهم الالتزام بتطبيقها، ومنها:
- تنفيذ المهام المطلوبة منهم.
- المشاركة في تخطيط العمل، واقتراح الطرق المناسبة لتنفيذها.
- حضور الاجتماعات المخصصة التي تعقد للمتطوعين، والاعتذار المسبق في حال عدم التمكن من الحضور.
- طلب المساعدة من المشرفين عند الحاجة لها.
- احترام السياسة الداخلية الخاصة بالمؤسسة، واحترام الأفراد الآخرين مهما كانت طبيعة عملهم، أو طبقتهم الاجتماعية
- عدم استخدام المال المخصص للتطوع في أية نفقات أخرى.
- المساهمة في نشر ثقافة التطوع قدر الإمكان.
اليوم العالمي للمتطوعين:
في عام 1975م صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاحتفال باليوم العالمي للمتطوعين في يوم 5 ديسمبر من كل عام، وهو يوم يتم فيه الاعتراف بالمتطوعين وزيادة روح التطوع ونشرها محليًا ودوليًا، حيث ينضم متطوعو الأمم المتحدة إلى المتطوعين من جميع أنحاء العالم، مما يقوي ويزيد من أهمية الحلول المقترحة لتحدياتنا المشتركة.
وفي اليوم العالمي للمتطوعين 2024م، يؤكد متطوعو الأمم المتحدة التزامهم تجاه المجتمعات في جميع أنحاء العالم، عن طريق تقديم أنشطة تطوعية مجتمعية ملموسة، بالمشاركة مع الشركاء الوطنيين وشركاء من هيئة الأمم المتحدة، وبالرغم من التحديات التي يواجهها العالم من تغير المناخ، والصراعات والحروب، والظلم الاجتماعي، إلا أن روح التطوع تظهر جلية في هذه اللحظات الصعبة، وعادة ما تجد المتطوعين أول من يستجيبون وينهضون لمواجهة هذه التحديات بشجاعة شديدة، وتفانٍ واضح، ونكران للذات.
وهكذا تناولنا موضوع العمل التطوعي، والمتطوعين في يومهم العالمي، وكيف أن ذلك العمل هو طبيعة إنسانية، وفطرة طبيعية خلق الله الإنسان عليها.
اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للمسنين.. فرصة لتسليط الضوء على تحدياتهم
كتبت: سحر علي.